الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خمسةٌ في عين الحسود

زينب محمد رضا الخفاجي

2008 / 4 / 2
الادب والفن



أيامٌ خمسٌ.. مزروعةٌ فيها كفسيلة نخلٍ في سقف عتيقٍ رطب... تحيطه الجدران.. رأسي يتدلى.. وعيناي تدوران... روحي تفرفر مابين مغلقوق الشبابيك ومقفول الأبواب.. جسدي يصرخ .. تعبان ..تعبان ..تعبان.. وتلك الأقدام المغروسة في الأعلى جن جنونها.. فصرنا نرقص على أطراف أصابعي المعلقة في السقف ونلعن السجاد.
توازني يختل فأسقط .. وأتهاوى .. وأستلقي ولكن لا أنام.
تضحكني هذيانات الأصابع المتناثرةُ في صالة بيتي ... تلتف حولي غاضبةَ تخزرني ثم توبخني ... كيف رقصت عليَّ بحيرة بجعٍ وأنت بدينة... كنت سأرقص وحدي ويكفيك متابعة فني.. لماذا رقصتي؟؟.
خمسٌ من سنينٍ وأيامٍ.. وأصابع خمسٌ في عين كل حسود ونحنُ بلا ماءٍ ولا كهرباء ولادواء... ولا حلمٌ بأمان...
رؤساءٌ .. وكتلٌ وأحزابٌ وبرلمانٌ وبقٌ وذبان.. خمسٌ أصبرها.. وأقوي نفسي وأبتسمٌ واعدةً زوجي وأبنتاي بغدٍ بغيرِ همٍ وردي الأحلام... أعدهم وأعد نفسي بالأمن والأمان...وكان ياما كان كنت في سابق عهدي أمشي في الشارع بأمان.. وها أنا مسكونةٌ بالرعب في داري تتقاذفني الأوهام... آكل الخبز اليابس وتأكلون خيري وتشربون دمي ونفطي وحلمي بعصير فاكهة الرمان...
من منكم ... نسي المنصب .. و توقف عن سرقة كدي وتعبي فليرميني بحجر....ومن منكم .. من أي حزبٍ أو مجموعة ...أو كتلةٍ سيحاولٌ أرجاع رأسي المثقل بآلاف الهموم وأطنان المآسي وكل أصناف الكذب والوعود الى مكانه سيأخذ مني روحي وصوتي الأنتخابي والعيون... الستم تحبون تحديداً عيون نفطي اليس هذا ماتريدون؟
من ترى سيشتري لي رقبة .. قوية وطويلةً كرفبة بعيرصبور .. أخفي بها كلمات حنقي وغضبي .. وأرفع بها رأسي بعد أن عجزعن حمله صدري وضاقت بهِ الكفوف..
من يركب لي سنامين بظهري سأكون لهُ جدُ ممنون.. فالأول سأخزن بهِ ماءً صافياً والثاني طعامٌ كثيرٌ ليوم شدة صرتم تعرفوه..ديمقراطيةٌ وأحزابٌ بشتى الألوان جديدةٌ حتى على أنفسها تفتقد العقول واصحاب الشهادات وتجيد الحرف اليدوية .. والكذب والدجل وكاذب الوعود...
حرية جلبتموها ... أي حريةٍ وأنا ألبدُ خلف قضبان داري زنزانتي كالبوةٍ متوحشةٍ .. تزكم أنفها رائحة الكراسي والمناصب .. والوزراء ورؤس البرلمان... شجارهم فيما بينهم يغريني بأفتراسهم وأحلم بقطعةٍ من لحم مشوية..
خمسٌ أحلم فيها بالسعادة والهدوء والخير وتبتلع سنين عمري الف ويلةٍ ومليون بلية..
خمسٌ وثلاثون من عمري ضاعت ... أنتظر الفرح ... وخمسٌ أخرى ... سقط فيها رأسي على قدمي وعبثاً تحاول أنتشاله بقايا يدان ترتجفان.. وغيري كثيرٌ ضاع من عمره جلهُ..أفتدى بهِ وطنه وصار رأسه مجاوراً لرأسي .. ياحرام... من سيعوضني مافقدتُ وما فقدتم ... ومن سيعيد العمر للوراء.. من يستبدل قلبي بقلبٍ جديد .. ومن سيمنحني صبراً جديداً لصبري ... وأيكم يقدر على أعادة رأسي ورأسه...الى أعلى مكان...؟
يستطيعون أو لا يستطيعون ... تلك هي مشكلتنا....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تروي كيف بدأت رحلتها في الغناء


.. بعد استقبال جلالة الملك للفنان عباس الموسوي.. الموسوي: جلالت




.. صباح العربية | بحضور أبطاله ونجوم وإعلاميين ونقاد.. افتتاح ف


.. اشتهر بدور الساحر غاندالف في -سيد الخواتم-.. الممثل البريطان




.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -