الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموسيقى .. لغة جامعة للشعوب

صابر الفيتوري

2008 / 4 / 4
الادب والفن


-1-
أن الاستماع لأنغام الموسيقى، يمنح النفس القدرة على الغوص في ابعد نقطة حسية ، الموسيقى لها ان تخاطب اكبر قدر من البشر، دون استهداف أي من عوامل الاختلاف البشرية، لأنها لغة جامعة، تفهمها لا يحتاج إلى فهم في الأصول ،ولا الإلمام بالقواعد الصارمة لها ،ولا التبحر في مقاييسها ،فهي تقدم رسالة إنسانية لها ان تحت على الحزن، ولها ان توقظ الغضب ،ولها أيضا ان تشعل الجسد بالفرح ، وبذلك هي أداة لا عدائيه كغيرها، من اللغات التي تناصب اللغات الأخرى العداء، إنها فقط تعتمد على قدرتها ،وتأثيرها على النفس ،ولا تخاطب الا الروح فينا ، ولا تزرع على الأرض سوى بذور المحبة بين المختلفين ، فعندما تتكلم الآلات الموسيقية ،فإنها تقول خير قول ،وليس من طبعها، الشتائم و الا الصراخ، ولا توجه الإهانة، نظرا لملائكية طبعها ..
-2-
عندما رأي احد تلامذة سليمان في المنام ، شخصاً يقول له اذهب إلى ساحل البحر ، وتحصل على علم نافع ،فوجد جمعا من الحدادين ، يطرق الحديد في تناسب وانتظام،فتأمل واتاه الإلهام ،فأوجد أول آلة موسيقية ، فقال شعرا عليها ،برفقة العزف ،يدعوا إلى التوحيد ولترغيب الخلق في الخالق ،عندها التفت حوله الناس ،وأيقنوا أن ثمة قدرة إلهية ، صنعت هذه اللغة ذات التأثير ، والقادرة على ان تبث في الناس القيم السمحاء، وتشنف الأسماع ،وتعزز القيم الأخلاقية ..
-3-
في العصر الجاهلي برز عند العرب الشعر الذي منه المعلقات ، التي كانت تعتمد على الموسيقي وتظهر شغف العرب بالموسيقي وحبهم لها فنجدها ظاهرة في شعر امرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى والأعشى والنابغة الذبياني وعنترة وحاتم الطائي وعمرو بن كلثوم و غيرهم ، وذلك ان ذل علي شيء ،فانه يذل على تجدر الموسيقي في حياة العرب ، وذلك ملمح انفتاح في الروح العربية منذ القديم ، واستمر ذلك إلى ما بعد الإسلام لترافق الموسيقي الأهازيج الروحي والوجدانية الصوفية وغيرها ..
-4-
في الشعر الحديث الذي يبدو للبعض في شكل نثري وكأنه لا يحوي أي إيقاع أو موسيقى هناك أيضا عدم إغفال للموسيقى فلكل قصيدة ركون إلى موسيقاها الداخلية الخاصة بها وبذلك فان الموسيقى لم يشهد التاريخ قط ان غابت أو بالاحرى غيبت إنما كانت حاضرة لتعزيز الكثير من الأفكار ولتكون جسرا يوصل الإبداع المكتوب إلى المتلقي ..
-5-
أما بؤس الموسيقى في هذا العصر فهو أمر غير مطلق وعلينا الا ننظر بنظر تشاؤم فثمة نماذج تستحق الإشادة ربما يحصل الاختلاف مع كيفية فهم البعض للموسيقى كلغة أو كوسيلة او كغاية لكن العداء لها باعتبار وجود من يستعملها بطريقة تجارية أو غريزية ويصيح رافضا لها فهذا غير مقبول فهي لغة علينا ان نتعلمها ونعلمها ونرعاها لأنها تجمع الشعوب ووسيلة للتحاور بعيدا عن التعصب للغات اللسان ويختفي ما نشاهد من عدا تناصبه اللغات لبعضها فقد تكون لغة الموسيقى اللغة الحلم التي نتخاطب بها بعيدا عن التعصب مستوحين من إيقاعاتها الروحية الحب والتآخي بين الجميع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24


.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع




.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح




.. عوام في بحر الكلام - إلهام أحمد رامي: أم كلثوم غنت في فرح با