الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجريمة ليست متعلقة باطراف الصراع فقط

عزيز العراقي

2008 / 4 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


بغض النظر عن رغبة العراقيين في القضاء على العصابات والخارجين عن القانون والسراق والذين صادروا امن العراق وحرية شعبه المنكوب , وبغض النظر عن التأييد الذي حصلت عليه عملية " صولة الفرسان " التي يقودها رئيس الوزراء السيد نوري المالكي على القتلة والمجرمين من مليشيا جيش المهدي , او العصابات التي تدعي بانها من التيار الصدري , او حثالات البعث وفدائيي صدام التي انضمت الى التيار بعد ان اعلنت ( توبتها ) , واخذت تنفذ اجندتها بعد ان تمكنت من مسك القرار في الكثير من مفاصل التيار . والتأييد الذي حصلت عليه العملية من قبل الاحزاب العراقية بما فيها اطراف قائمة " الائتلاف " الشيعية , والاسناد الفعلي من قوات الاحتلال , وبالذات الحماس الذي ابداه الامريكان لدعم العملية والذي عبر عنه الرئيس الامريكي في كلمة التأييد للسيد المالكي . تبقى العملية ونتائجها بمجملها تدور في ساحة العمل السياسي للاحزاب الشيعية , وبالذات المساحة الاكثر وضوح للنفوذ الايراني .

ومثلما ذكرت الانباء بزيارة وفد من " الائتلاف " الى ايران لغرض التهدئة , ونقلا عن صحيفة " الحياة " نشر موقع " صوت العراق " يوم 20080401 : " التهدئة جاءت بعد مفاوضات مباشرة اجرتها اطراف " الائتلاف " الشيعي مع الصدر في قم , بأشراف ايراني رسمي , موضحة ان القيادي في" حزب الدعوة " علي الاديب , والقيادي في" المجلس الاعلى " رئيس منظمة " بدر " هادي العامري اضطلعا بها خلال ايام المواجهة واقنعا الصدر بوقف القتال , ونفى المستشار السياسي للمالكي صادق الركابي ان يكون الوفد يمثل الحكومة " .

بالتأكيد الوفد لايمثل الحكومة , ليس لكونه تنازل من الحكومة ( التي تريد ان تطبق القانون ) امام التيار الصدري كما قد يفهمها البعض , بل للتحكم بالصراع الشيعي الشيعي , وضبط حركته بالنسبة للاطراف الفاعلة فيه . فالنظام الايراني وبعد ان اكد حضوره في اثارة عدم الاستقرار بوجه سلطات الاحتلال الامريكي , فان عليه ان يوقف الصراع خوفا من اضعاف اطرافه ان استمر اكثر , وهم ادوات نفوذه الحقيقية في الساحة العراقية . و" المجلس الاعلى " الذي حاول ابعاد الشبهة عنه كونه المستفيد الاكثر من ضربة التيار , اكد عن طريق السيد هادي العامري نفسه عند اندلاع القتال من ان المجلس ليس طرفا في النزاع . الا ان الاغلبية تعرف ان احد الاسباب الرئيسية لهذا الصراع – وكما اكده التيار الصدري ايضاً – كان المصادقة على قانون المحافظات , وقرب اتخاب مجالسها , والصراع الشيعي الشيعي ( الدموي ) للاستحواذ على النفوذ هو بين المجلس الاعلى والتيار الصدري . وبالنسبة ل" حزب الدعوة " فتتناهبه رغبة السيد المالكي في تثبيت سلطة القانون وهيبة الحكومة , وبين رغبات بعض مستشاريه من قيادة الحزب التي تبغي الاستفادة من شدة الصراع بين مختلف الاطراف , وتعتقد انه الطريق ( الاسلم ) لتقوية نفوذهم .

المشكلة ليست في النظام الايراني الذي يبحث عن تقوية نفوذه وان كان على حساب ارواح العراقيين , فلا مجال للدين والمذهب والجيرة وتداخل مصالح الشعبين امام مصلحة مد النفوذ . المشكلة مع الاحزاب العراقية الاخرى , والتي لاتزال تتعامى عن ايجاد المشتركات الوطنية التي تنهض بالمشروع الوطني , وهو الوحيد الذي يمكن ان يشكل وسيلة الدفاع الرئيسية لباقي المقومات الوطنية , والمحافظة على انجازاتها ( الدستورية)
امام شراسة النفوذين الايراني والامريكي . ولعل الصراع الاخير الذي اكد انكشاف باقي المكونات العراقية ونزع عنها حتى ورقة التوت , يوضح حجم الجريمة التي ترتكبها باقي الاطراف السياسية في حالة عدم تبني المشروع الوطني . والمشكلة ليست متعلقة فقط بالاطراف التي خارج " الائتلاف " الشيعي , بل لعل المسؤولية الاكبر تقع على عاتق الاطراف الوطنية في احزاب "الائتلاف " , بعد ان ادركت , وادرك العراقيون بان هذه الاطر السياسية الخشبية لاتستطيع ان تفي بتلبية ابسط متطلبات الحاجات الجماهيرية , طالما انها شكلت على اسس طائفية , وسعى اليها النظام الايراني بكل وسائله المكشوفة وغير المكشوفة لتكون الدرع الواقي له بصراعه مع الامريكان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي