الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على المالكي ، أن يكون ر. حكومة ودولة أو لايكون

هرمز كوهاري

2008 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



يدّعي المالكي أنه رئيس حكومة دولة و"دولة ديمقراطية "! ،وليس رئيس حزب وقائد إحدى المليشيات التي يعج بها الشارع العراقي ، تلك المليشيات التي إبتلى بها الشعب العراقي وشوهت ليس صفة الدولة فحسب بل شوهت العراق وتاريخ العراق ، بإجرامها وإستهتارها ما بعده إجرام وإستهتار ، تلك المليشيات التي ألغت صفة الدولة والحكومة والدستور والقانون التي تتباها بها الحكومة العراقية ، الأمر الذي أصبح التكلم عن الديقراطية في العراق موضع التهكم والإستخفاف بها وعليها ، وعلى المالكي أن يثبت عكس ذلك ، وليس من حقه ولا المسؤولين معه أن يستمروا بالتحجج بثقل التركة التي ورثوها من عهد صدام وبعد صدام ، فهم أتوا لإزالة تلك التركة الثقيلة لا أن يزيدوا في ثقلها .
المالكي والمسؤولون كانوا مطلعون ويعرفون دقائق الأمور أكثر من غيرهم عندما تحملوا المسؤولية ، وبالذات نوري المالكي ، وكان بإمكانه أن يرفض المسؤولية لثقل التركة كما يدعي . ولكن بالعكس إدعى عند تسلمه المسؤولية أنه سيكون رئيس حكومة لدولة ديمقراطية !! لا رئيس فئة أو حزب أوطائفة أو جماعة ، ولكن الواقع هو غير الذي إلتزم به ، بل منذ ساعة تكليفه حتى اليوم يعيش على الوعود الفارغة وإذا إستمر على هذا الحال والموال التي ملاّ وكلاّ منها الشعب وكل السامعون فلم يبق معنى لبقائه إلا طمعا بالمال والحال وقد يقع تحت طائلة المسآلة القانونية والحكم القاسي يوما ما ..

والآن جاء دور الإختبار والإمتحان لقدراته الإدارية ووعوده ب" القضاء على المليشيات " وصدقه ودرجة إنتمائه الى الدولة ،الدولة بكل معنى الكلمة للدولة ، دولة تحترم نفسها ، حيث بات العراقي يخجل أن يقول دولة العراق ، لأن الدولة ، لها جيش واحد وشرطة واحدة ودستور واحد وعلم واحد وبإنتماء واحد وهي الدولة ، لا أن يكون كل شيئ عن المعنى الصحيح محرّف ! كما يقول شاعرنا الرصافي . ولا أن يكون فيها جيوش متعددة ودساتير مختلفة ومليشيات مسلحة منتشرة في الشوارع تقتل وتهجّر وتسلب وتغتصب في النهار أكثر من الليل بالرغم عن أنف المسؤولين ، فإذا أدخل قاتل أو خاطف أو لص سجنا ما يخرج بعد أيام منفوخ الصدر بشفاعة رئيس حزبه أو تهديد مليشياته أوخوفا من بطش مقاومته الشريفة !! وذلك حفظا على الصف الوطني والمصالحة الوطنية ، !!

التهدئة ليست الحل ، بل إنه التأجيل أو ترحيل القضية الى فترة أخرى ، وبعض الذين يريدون التهدئة يريدونها لإلتقاط الإنفاس ، ولإعادة التنظيم والخطط والتسليح ، وإحصاء الخسائر للتعويض سلاحا ورجالا أو أخذ المشورة من ولي أمرهم خارج الحدود وإستشارة آيات الله والباب العالي في قم وطهران ، فلابد من حل المشكلة ، فإما تكون في العراق حكومة و دولة أولا تكون !!

إن دور المالكي اليوم ليس إدارة المعركة العسكرية كعسكري ، فهذا من شأن قادة الجيش والشرطة ، بل عليه أن يدير المعركة السياسية لأن المشكلة في أساسها هي مشكلة سياسية مترجمة الى العنف والمسلحين تحت مختلف الأسماء ، ولا هو رئيس عشيرة ليحلها بالفصل وبنداء من إحدى المرجعيات التي تصدر عادة من إحدى الحسينيات ، لأن المالكي مسؤول أمام الشعب والمجتمع الدولي وليس أما م المرجعية ، ومرجعية كل سياسي هي الشعب وليست الجوامع والحسينيات أو التكيات ، وإلا ليترك المسؤولية ويرجع الى مرجعياته الدينية والطائفية وينظم الزيارات بمواعيدها المنتظمة .

كثيرون يقولون : أن الجيش والشرطة ليسوا إلا مليشيات المالكي والحكيم بالزي الرسمي ، وهذا معناه أن الصراع هو بين المليشيات الشيعية وبالتالي فالقتال الجاري لا يخدم الدولة بقدر ما يخدم حزبي الدعوة والمجلس الأعلى على حساب الشعب من المال وهدوء الحال ، وهذا ينسحب الى نتيجة مفادها أنه إذا خرج المالكي أو أزيح هو والحكيم لسبب أو آخر، هل سيسحبان معهما ولاء هذا الجيش وهذه الشرطة المليشية ، كما بقى فدائيو صدام يخدمون فكر صدام بالقتل والتخريب بإسماء أخرى مستعارة !! ثم تأتي مليشيات الصدر وغيره بالزي الرسمي لتحارب مليشيات المالكي والحكيم وهكذا دواليك !!
وإلا أين كان المالكي وهيبة القانون والدولة عندما كانت هذه العصابات تسرح وتمرح وتتلذذ بقتل النساء والأطفال والشيوخ وكل من صادفوا في طريقهم ونهب وتهريب النفط ومشتقاته ، هل الآن إستيقظ ضميره وهيبتة القانون والدولة ؟؟
هل يمكنه المالكي أن يثبت عكس ذلك ، كيف ومتى ؟؟

صحيح يجب أن يكون للدولة والقانون هيبة كما قال المالكي ، وليعلم المالكي أن هيبة الدولة تأتي مما تقدمه الحكومة من خدمات للشعب وليس مما تقدمه من الخطب مصحوبة بهز الأصبع من على شاشة الفضائيات :" ..بأننا وأننا ...." والوعود والمشاريع الوهمية ووزارات معدلة غير طائفية !! فقد وعد وبقية المسؤولين : بإقامة دولة ديمقراطية فيدرالية " لا دولة حسينيات ومرجعيات ومليشيات !!!

أي شخص وخاصة المسؤول ، لا يمكنه أن يوفق بين متناقضين أو يرضي الطرفين المختلفين ، فيكون بهذا يخدع نفسه أو أحد الطرفين ، بل عليه أن يلتزم جانب الشعب مهما كلفه ذلك من تضحيات في عقيدته ومبدأه وحتى في دينه وإن كان شديد الإلتزام به ، لأن موقعه يحتم عليه أن يحمي كل فرد عراقي مؤمن وغير مؤمن ، .

يبدو أن المالكي يهتم بشؤون الزوار والزيارات الطائفية ، أكثر من إهتمامه بالمهاجرين والمهجرين وبالفقراء والإيتام والأرامل والعاطلين والجائعين ، وهذا ما حصل ويحصل منذ تسلمه المسؤولية . نعم الزوار جزء من الشعب ولكن أولئك المهجرين والإيتام والأرامل هم أيضا جزء مهم الشعب والأكثر حاجة للمساعدة والإهتمام والرعاية والحماية من غيرهم وأكثرهم من ضحايا إستهتار وإجرام كثير من الزوار !!، فكثير من الزوار ! ، هم زوار أيام الزيارات وهم مليشيات وعصابات قتل وإغتصاب وسلب ونهب حتى من زوار الحسين في الأيام الأخرى !! لأن الحسين سيشفع لهم عند الزيارة ، على حد إعتقادهم .

وقصة يرويها إستاذنا المرحوم ، على الوردي بهذا الصدد في أحد كتبه ويقول :
" أن أحد قطّاع الطرق ، الذي كان يتعرض لزوار الحسين ، وجد في نومه أنه في الجنة !! فلما سأل كيف حصل هذا ؟ قيل له : كنتَ تسلب زوار الحسين ، وعلق بثيابك شيئ من غبار الزوار فشفع لك الحسين !!، فإستيقظ من نومه وأنشد قائلا :

إذا رمتَ النجاةَ فزر حسيناً .... لكي تلقى الإله قرير عين ِ
فإن النار لا تمس جسماً ....عليه غبار زوار الحسينِِِِِِِ

إذن إطمئنوا يا قطاع الطرق فسوف لم تمسّكم النار ، بل مصيركم الجنة لأن كل الطرق التي تسلبون وتختطفون وتقتلون فيها تؤدي الى الكربلاء ، فلابد أن يتعلق بثيابكم شيئا من تراب زوار الحسين !!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش