الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضفاف البوح - 4 -

غريب عسقلاني

2008 / 4 / 4
الادب والفن


- 4 –

ذهبت شمس..سكنت كل المطارح سكنت ثنايا الأزمنة، وأنا على رصيف محطة الأيام، انتحي ركنا أراقب المشهد من بعيد، القطارات تمر بي، يذهب الناس ويأتون سراعاً.. وأنا أنتظر قطاري على حبل الهواء في منتصف الليل, هكذا تواعدنا، لا زوادة لي غير أوراق أسجل فيها ما يأتيني وعلى نسق مغاير.

طقس الحضور
الليلة تهيأت أخذت حمامي، صنعت قهوتي،أهلي من حولي ناموا.. انتظرت أنتِ جئتِ.. صوتكِ يتألم، يداري دمعة عني.. الليلة خرج صوتك من الهاتف جلس أمامي وبكى..خط الهواء أحس بكِ، أصدر خشخشة متقطعة، هل بكى الهواء على طريقته..؟
علق على لساني سؤال هو كل الأسئلة:
- كيف أنتِ حدثيني عنكِ.
سكت الهاتف لحظة..حضر الوجع، الوجع يسكننا أم هي الغربة في عالم ليس لنا.
الليلة لازمني الأرق والقلق والألم، في الصباح أول ما صافحني ابتسامة السكرتيرة طازجة عذبة تسأل عنكِ، كنت على شفتيها تفيضين تتوهجين..حاضرة مع بحة صوتكِ غادرني الوجع.

طقس الوجع
لم أذهب اليوم كعادتي إلى المزرعة, خجل أنا، ماذا أقول لأمنا زيتونة الكرم العجوز؟
ماذا أقول للتينة الراقدة في حضن السياج، وقد خبأت ثمارها العسلية؟
ماذا أقول للحصان الذي عادت له الحياة بعد أن مسدت عيناك جلده المعذب المقروح؟
ماذا أقول للأزهار الشوكية العاشقة مزروعة في الأرض تنتظر.
إني رأيتهم يعاتبوني. يسألون في سر الوجع..
في الصباح تنقلني خطاي إلى الشاطئ، رأيتك في الماء عارية، كنت قمراً صغيراً ناديتكِ، أتيتِ امرأة من ضوء.. تخاصرنا ومشينا حافيان على رمل تبلل بماء البحر.
اليوم لم أذهب إلى المزرعة خَجِلا صدقيني..

طقس القهـوة
هذا الصباح أحسست بوجع السكرتيرة من أعباء الحياة، وكيف لأب مثلي لا تصله عذابات ابنته.
هذا الصباح كنت حديثنا, شربنا القهوة على مرارتها كانت لذيدة، هاجس راودني.. أنني أرتشف روحك مع القهوة.
أخفيت جنوني وتساءلت:
"إذا كانت دالية الدار تطرح عنباً بطعم المانجو لم لا تحمل القهوة رحيق روحها.."
المهم كنت في قهوتي هذا الصباح شربتكِ وكنتِ لذيذة.

طقس التقويم
إنتهيت اليوم من آخر فصل في الرواية.. آخر ما كتبت الإهداء قبل الصفحة الأولى.. أوفيت دينا معلقا وفرحت وتخيلتكُ تقرأين روايتي تتجولين بين الصفحات، تعبرين السطور.. ربما تعثرين على أزمنة بيضاء والجنون هو السؤال:
كيف نحسب الزمن الأبيض؟ وعلى أي تقويم يكون؟ هل نعيشه ساعات وأياما وشهور؟
يأتيني الجواب طاردا:
الأزمنة البيضاء ميقاتها الأشواق واللهفات والرغبات والشهوات.. دفقات الفرح التماهي بين الموجودات، الأبيض لا يعترف بغير البراءة وأنت امرأة بيضاء سكنت زمنها الأبيض.. فهل أجد في مدارك مساحة صغيرة أزرع فيها بستاني لأقدم لك في الصباح وردة بيضاء؟
عودي معي إلى الرواية، بيتي الأبيض، سكانه لا يعرفون الإساءة، ففي عالم الرواية نقيم البيوت والحدائق والشوارع، نستدعي النهر والبحر وخيول الأحلام.. نرسم الحياة، نراقب من نحب ومن لا نحب..لا مكان لغير العدل والنيات الطيبة.
في الرواية تضحك شمس من قلب أبيض، وتغني أغنية بيضاء..
هل سمعت أغنية بيضاء؟
هذا سؤال سأطرحه على صديقي الفنان التشكيلي لعله يرسم لوحة بيضاء يستدعي إليها جمع الألوان..

طقس الأثير
السكرتيرة رائعة هذا الصباح.. تشير ملامحها إلى سلام يسكنها، أحسدها على قدرتها على امتصاص الألم..هذه امرأة تعيش الحياة كما تريد، لا تريد أكثر من الحياة.
وأنا الآن أنحاز إلى الحياة.. أبتعد عن كل ما يلونها بالسواد..
الليل الأسود إذا لم تطرزه النجوم يخيفني.
الملابس السوداء إذا لم تعطي الأبيض نقاءً وبهجة مرفوضة.. الحبر الأسود لن أتعامل معه.. انحاز إلى الحبر الأخضر، فالأخضر يفرحني.. أكتب هذه السطور بالأخضر تصلك على الشاشة حروفا سوداء، عودي بها إلى حبرها.. تورق أشتال ريحان ونعناع وميرامية برية.. اليوم أراك خضراء يانعة.. والليلة أعبر طقس الانتظار على صهوة جواد أخضر يعبر على خط الهواء.. أسمع منك أصعد واهبط على بحة صوتكِ.
الليلة نمشي في دروب الأثير، صوتك عصفور شوق في منقاره قمح أبيض.. الليلة لا مساحة لحزن ولا زوايا يسكنها العذاب، الليل تطيرّ العصافير تكتسي ريشاً من ندى في الطابق العلوي بعيدا عن شهوات الأرض وقذارات البدن..
والليلة يأخذنا الأثير إلى خد القمر أغنية ما بعد الحياة, وما بعد الوفاء نبدأ السطر على الصفحة الأولى في قاموس لا يعرف مفاتيحه سوانا.
هل أنت راغبة؟
أم عازفة.
يا امرأة تنشد الغفوة على ذراع من أثير وفراش من أثير ووسادة من ريش صغار العصافير.

***
شمس حاضرة.. غادرت صائمة لم تبح بغير أطراف الحكاية.. تركتني مجنون الحكاية.. أتقصى سيرة يوسف المنسي عند حداد في المخيم كان رفيق صباه, عند باب الغرب قدم لي الشاي، زم عينيه يراقب أطراف الزقاق علّه يأتي بطيف يوسف..
- يا الله أبعد هذا الوقت يأتي من يسأل عنه.
قال إن يوسف شغلته السياسة بعد الاحتلال، كان يغرق في الصمت طويلاً، يذرع الطرقات ليلاً.. حتى أخذوه مكبلاً قبل آذان الفجر، صار حكاية وعرفنا أنه قام بأفعال كثيرة.. غاب في السجن بضع سنين عاد محمولا على أكتاف الرجال، أخذوه دون مراسيم جنازة إلى مثواه الأخير في المقبرة.. هكذا شاء الاحتلال.
- هل تزوج؟
- قبل أن يأخذوه أخبرني أنه على نية زواج من صبية تسكن ضاحية الرمال.
- هل حدثك عنها من تكون..؟
- يوسف يغرق في الصمت، لا يتحدث في شؤونه الخاصة.
دلني الحداد عن رجل صاحب يوسف في السجون ربما أعثر منه على فصل جديد في الرواية.

***

ضحك الرجل حاول أن يخفي حزناً زحف إليه:
- يوسف المنسي صاحب الحمامة شمس.
كان يفتل فتات الخبز قمحاً وحبوب بقول، عند العصر يصعد على كتف صديق إلى طاقة الغرفة ينثر ما فتل خلف قضبان الحديد، يطلق صوتاً كالهديل.. في البداية كنا نتسلى بلعبة يوسف الذي يطلب من الصحراء المستحيل.. بعد وقت جاءت حمامة تلتقط الحب من كفه، تهبط عند الطاقة لبعض الوقت ثم تطير.. صارت الحمامة عادة يومية، ينتظرها السجناء، صار فتات الخبز طعام الحمامة أغلى من الذهب، إن لم يتوفر يقتصدون من خبزهم زاداً للزائرة البيضاء.. يوسف ناداها يوما يا شمس.. يا شمس، دارت حول الطاقة رقصت تتدلل هبطت على كفه نظرت إليه مثل عشيقته:
نزت الدمعة على خد الرجل صمت قليلاً ثم قال:
- ما الذي تبغيه مني يا سيدي؟
- إنني أقتفي سيرة يوسف ربما أكتب رواية.
نقلوا يوسف إلى سجن السبع، في موجة بعثرة المعتقلين، جاءت شمس لم يكن يوسف في الانتظار ولا وجدت طعام.. رفرفت حول الطافة أصدرت هديلاً كالنواح.. ثم طارت.
بعد أيام عادت الحمامة إلى الطاقة تطل إلينا ثم طارت.
آخر مرة جاءت مثل صقر تنقر قضبان الحديد، تضرب بجناحيها تزمجر، نزف الدم من جناحيها..طارت عاليا في الفضاء.. ثم هوت.
- هل انتحرت؟
- لم تعد، رشيش دمعها جف على الطاقة لون قضبان الحديد.
غادرت شمس لم تسألني عن يوسف، هل سألت عن بيت في المخيم دون أن تخبرني، هل ما زال يسكن بين ضلوعها ينزف جرحا مع وجع الكسور..هل يوسف ما ورثها ارتجاف في البدن لم يزل..
"شمس تعود من رحلة الأثير.
سعيدة أنا الليلة.. هل تكمن السعادة في الصمت دون الكلام.. من يعرف سعادتي سواه الليلة يهديني دفقة ما فوق الحياة، وما بعد الوفاء.
الليلة أنا امرأة من أثير. أتنفس سعادتي في الأثير..عدت من رحلة طويلة.. كنت معه.. تحدثنا قال لي. قلت له، أودعنا كلامنا في حضن الأزل. يسألني:
- كيف يَبني بيتاً في الأثير، بيت غير ما عرفتِ من البيوت . لا حقد لا فراش فيه ولا سرير.
- من يبنيه؟
- أنا وأنت.
تنظر من حولها لا تعرف أين هي من العالم همست:
- تبصرنا الحيرة يسبقها زحف الوقت..
همس لها.
- لحظة تأتيني على الهاتف روحك تسكنني.
الجسد وعاء الروح.. الروح ضيفا عابرا فيه.. عندما يطلبها الوجد تتحرر منه تطير.

****

في الطريق إلى المزرعة، كنت معي..
صدرك مملوء ببخار الصباح، والبحر يستقبل بدايات النهار.. وأنت طفلة شقية تشاغب على الأمكنة والأزمنة، هنا جلسنا، هنا أخذنا الشاي بالنعناع.. هنا كان للقهوة مذاقا آخر.. وأنا صامت أهامس وشيش البحر.. يأخذ البوح مداه، والحكاية تتناثر في صدري فصولاً، أنت والصباح والبحر.. فرحتي تسبقني إلى المزرعة، تأتيني بالمكان قبل الوصول إلى المكان فأري الحصان يأكل عشبا نديا يصهل:
- أهلا بشمس.
تأخذني الزيتونة إلى حضنها ، تهمس في أذني:
- يا ولدي.. الأصيل يتعرف على رائحة الأصيل.
الزيتونة تحدثني عن جفاف الموسم وصيام الشجر.. لكنها تطمئنني، أن ما لديها من ثمر يكفي لخزين الدار من زيت وزيتون أسألها عن الصابون..
- والصابون أيها الطماع في زمن الجفاف.
طلعتِ أنتِ علىّ من رغوة صابون الزيت.. جلدك ناعم يشع منك كهرمان مضيء، كنت عند التينة ترضعين الثمار باشتهاء.. أخذتني الغيرة.. ألقمتني التينة ثمرة ناضجة نهرتني..
- من تأخذه الغيرة، تغادره البراءة.
خجلت وزرعت في صدرك عند مفرق النهدين باقة أزهار ليلكية.. صهل الحصان شب على قائمتيه.. رأيتك تقفزين في الهواء تقبلينه بين عينيه تنثرين روائحك في المكان.. ينتشر ما يشبه الغناء.. أخذتك إلى خاصرتي، ومضينا نبحث في سر المزرعة، فيما أمنا الزيتونة رغم الجفاف تتهيأ لموسم القطاف.
ذاب الطريق، عند باب المزرعة كان الناطور في انتظاري فاجأني:
- أعددت لكما شاي الحطب.
انفلت لساني.
- هي معي ألا ترى..؟
ضحك الرجل وانطلقنا نتفقد أحوال المزرعة أرهف السمع لأخبار الشجر.

***

"جلدي أحرقته قيلولة الطرقات في عز الظهيرة، البثور نفرت عليه.. لا أعرف متى تظهر ومتى تغيب.. الطبيبة قالت:
- الجلد يفتح طريقا للألم، يخرج إلى الدنيا تلفحه نيران الحياة..يتوغل يصل إلى آخر مداكِ.
إنني أتعامل مع بثور تناثرت على مساماتي كيان سكنني.. الألم وأنا كيان واحد..
فهل البثور / القشور دليل إدانة على ما كان؟
***
على لوحة الحاسوب مضيئة رأيتك عند محطة الأيام، أحسست بعذاب جلدكِ، ورأيت البوابات تطرد الألم منكِ، أصابتني حساسية من نوع آخر.. مسامات جلدي تستنشق عذاباتك، تأخذكِ إلى محطة الأيام.. واليوم شبكة الانترنت عليلة فاحتفظت برسالتك في ذاكرتي.. راودني خاطر كيف أسكن والرسالة في ذاكرة الحاسوب ربما في الليل أضيف إليها بعض سطور.. إني تخيلتك بيضاء تستقبلين الكلمات الخضراء، يصبح الكلام أوراق نعناع ورائحة ميرامية, هل أدركت موت الانترنت فبعثت الروح في هاتفي جئتني على غير موعد تسألين عن السر:
- أكتب وتهرب مني العناوين؟
لا سر يا شمس، أنت تكتبين من الطابق الأرضي حيث لا حياة في الحياة ولا أرصفة..لا عناوين تأخذكِ إلى الأثير..
اصعدي إلى الطابق العلوي، طيري عصفور قلبك يرى الحقيقة مثل بياض الفجر.. التقطي حبات الندى، حدقي فيها، أنثريها على جلدك الناعم تشاهدين
العناوين خضراء تأتي إليك.
أنثري روحك تورق في صدركِ وفي صدري هنا
أنت يا شمس عنوان العناوين.
هل نسيتِ
***

الليلة عبرتني الدهشة فتحت عيني على آخرهما.. الليلة أنتقل إلى شرفة في الطابق العلوي.. أنا معه بعيداً عن عذاب الطرقات..

***

رمال الشاطئ عالقة بقدميها.. موجات تلاحقها إلى هناك على صدر اليم.. يصلها دفء أنفاسه.. يحكي لها..تحكي له تتدفق بأحلى الكلام..
- يخيل إليّ أنكِ تتحدثين من عالم بعيد، وعندما ترجعين لن تتذكري الكلمات..
ضحكت ملء رئتيها.. الفرحة تجتاحها.
- بل سأذكرها.. وأذكرها.

***

تخلع عنها ملابسها..ترقد في مغطس الماء. تلمس جلدها ناعما لامعاً.. مساماتها تتنفس مكانا آخر.. تستلقي على مرآتها، تفرد ذراعيها تستقبل فجراً جديداً في فضاء روحها.. تنهمر دموعها خلف كلمات قالتها بالأمس لم تعد تتذكرها..
تصحو من النوم لا تعرف من أين أتت، أين كانت عند ارتطام جسدها بالأرض يوجع روحها.. المذياع ما زال ينثر أغنية مخنوقة.. أوراقها متناثرة.. هي في غرفتها في الطابق الأرضي.. هي في شرفتها في الطابق العلوي هناك..

***

ما الذي تفعله شمس، ما الذي يسري في دمها يطفح على جلدها صوت إدانة..
شمس عذَّبها الشوق، غاب الضوء عن دربها.. لا ظل يوسف يحميها، ولا ارتضت حالاتها مع رجل سراب ظنته ماء الواحة في صحراء الغياب.
ذهبت إليه أميرة يردفها خلفه على حصان يعبر بها مفازات الشوك.. بعد أن طاردها طويلاً.. طير مناديله عند قدميها في أروقة الجامعة.. بعد أن ضاع العريس الذي انتظرته في لعبة غدر، هل أخذ القرار بالغياب، هل كان يدرك أن معدته على شفيرالانفجار.. دخل الإضراب مكابراً فانتحر.. هل هو ملَ الانتظار..
قلبها يصرخ موجوعا ينادي، يوسف مات شهيداً لم ينتحر.. تهمد شمس بعد أن يخمد فيها اللهاث.. تهمس عندما تصحو لماذا ذهب لم ينتظر؟ هل أمير الجامعة أدرك ما تعانيه؟ هل رأى في صوتها منعطف الانكسار وهو صياد عنيد.. زين لها اللعبة إن الانتصار في أخذ القرار.. عادت شمس إلى غزة مع شهادتها.. تسأل الأم بعد رحيل الأب الذي صمت طويلاً.. كانت الأم قد اتخذت قراراً:
- أنا من يرسم أيامك القادمات يا شمس.. أيا بنت الأصول.
أمها تعرضها في مزاد السوق بضاعة نادرة لمن يدفع أكثر، لمن يتجمل بها أيقونة أو كهرمانة، غادرت شمس تحمل قلبها وفي غفلة دخلت مصيدة الأمير.. صارت الرعشة رجفة، زلة تغتفر والزواج هو ابن القسمة والنصيب، هكذا قال أبوها.. هكذا شاء القدر فاصبري يا شمس يا بنت الأصول..واحذري أن تدخلي فصل الأفول.. فالأمير يأخذك لؤلؤة إلى صدر المجالس، قبلة الأنظار بين الجالسين في الصالونات لعقد الصفقات في دنيا المال والأعمال، هكذا دنيا الأمير.
أدركت شمس أن يوسف لم يمت.. لم يغب..يوسف يجأر.. شمس تأوى في الفراش مثل ثعبان قتيل، تتشرب سمها تطلب مغفرة.. هل هو السم ما نفر على الجلد بعد حين، لحمها شاخ في حضن من غافلها، لحمها ما زال ينبض يتهيأ لعريس أخذته ضربة غدر.
شمس لم تأخذها المدينة.
والمدينة بحر.
والمدينة غانية لعوب.. تأخذ الأمراء والحقراء والشطار العابرين، تأخذ شمس إلى ذراع البحر صامته وحدها ابنتها شوق من يفهمها..شوق صارت في غفلة منها صبية.. سكنت يوما على صدرها رجفت تسألها سر السهوم مع العذاب, أخذت شوق إلى حضنها همست:
- عيشي حياتك يا ابنتي لا تضيعي في السؤال.
- لِمَ لا تذهبي إلى جدتي وأخوالي هناك؟
- تكبري يا شوق وتدركي ما تسألين.
فهل تدرك شوق ما يسكن أمها.. وأنا من أدرك كم تشبهكِ الصبية.
كيف كانت طلتكِ عندما كنتِ في عمرها ترسلين عصافير البراءة من عينيك إلى حيث الوليف.. والوليف هو أصل القضية..
وأنا ما زلت أبحث في ما تبقى من دروب في المخيم، أبحث عن أمكنة تأخذني إلى سيره يوسف، أبحث عن دعد وصورة ربما ما زالت لديها، أبحث عن طلتكِ عندما كنتِ صبية تسكن قلب يوسف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتب مسلسل -صراع العروش- يشارك في فيلم سعودي مرتقب


.. -بمشاركة ممثلين عالميين-.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث ع




.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير