الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرسائل الملغومة وليدة العقلية المأزومة

حياة الياقوت

2003 / 12 / 27
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


الرسائل الملغومة المشئومة الذي بعثت إلى "السياسة" و جهات تعبيرية أخرى ليس نشازا عن الحالة المكلومة للمنطقة و الذي تزداد تفاقما يوما بعد يوم بوتيرة مفزعة. اسئلة ثلاثة تفرض نفسها:
1- لماذا هذا النوع من الافعال؟
2-لماذا تكاثر كالفطر البري في الفترة الاخيرة؟
3-  و كيف نتعامل معه؟


1- من العقل إلى الفعل

العنف عملية عقلية فكرية بالدرجة الأولى يتبعها فعل عملي إجرامي تجاه فكر لم تتمكن هذه العقليات من دحضه. إنها أصوات لا تجرؤ أن تتكلم لان لا منطق لها أو حجة فتستعيض عن ذلك بمواراة من يخالفها: انها اصوات تختار الطريق المختصر و ان خالف الدين و الانسانية.

الشخص العنيف شخص استحواذي اقصائي، تراه موتورا اذا ظهر من يخالفه الرأي. انظر حولك جيدا لربما ابصرت احدهم، راقبه جيدا و ستنقلب على ظهرا ضاحكا من نمطيته المفجعة:  راقبه يمسك بجهاز التحكم عن بعد و معدل تنفسه يزداد  فيغير القنوات مقصيا كل رأي "لا يعجبه"  ليس لان هذا الرأي المعروض على الشاشة  تافه او غير منطقي، بل لأنه  لا يتفق معه، فيقوم بشطبه و إقصائه عوض ان ينقد هذا الرأي الآخر او يجيّر الشك لصالحه.  و اذا سألته عن سبب تقلبه في القنوات صب جام غصبه عليك قائلا: "فلان ينرفزني". و اذا سألته:" لِمَ" أجابك: " انه يفقدني صوابي" دون ان يعلل لك أو يبين الأسباب.  أجل "فلان" يفقده صوابه لان لفلان منطق و حجة، بينما هو لا، و عوضا من ان يطور نفسه لمقارعه "فلان" الحجة، يستخدم العصا السحرية الفجة لاخفاء فلان من امام ناظريه، فهذا الحل أسهل و أسرع. 
هذا الشخص مزعج، لكن الأزعج من ذلك هو عندما يتواجد هذا الشخص في ثقافة مجتمعية او بين مجموعة تماثله، عندها تتعزز ثقته بمبدأه النبذي و تتضافر جهوده مع المجموعة لشطب من لا يهوون. المشكلة ان الشطب كثيرا ما يتعدى تغيير القنوات، الى تعجيل الممات.


2- الفطر البري يتكاثر في العتمة

الأجواء المعتمة و الرطبة هي ما يحث الفطر البري على التكاثر، وبعض منه سام. الملفت ان الأجواء ذاتها هي ما ينتج و يفرخ الشخص العنيف فكرا و عملا.  الثابت في الأمر أن الفطر لا ينبت وحده فلا بد له من نواه حيه و بيئة حاضنه و كلا الشرطين ضروري لنموه. الشخص العنيف ينشأ طفلا  في "نواه" قامعة على المستوى الأسري، المدرسي، و الاجتماعي. و ما فائدة الحرية السياسية – إن وجدت-  و البيئة المجتمعية قامعة مانعة مسفهة.  هنا، متى ما وجد هذا الشخص في بيئة مجتمعية "معتمة" برز و انتشر شأنه شأن الفطر السام.


3- نور التعامل لا ظلمة التعامي

لا أحد على مستوى التاريخ البشري في أي بقعة من العالم لم يعايش في فترة ما من الاجواء المعتمة، لكن نسبة معينة فقط هي ما تتحول لفطر سام. انها النواة الاصلية للتكوين، انها النشأة المجتمعية العامة. كل مقموع قامع مستقبلا بالضرورة متى ما توفرت البيئة المعتمة. 
ما الحل العملي اذا؟ نتعامى عن الامر حتى يزول بنفسه؟ محال. ام نجتث الفطر من بقاع نموه؟ محال ان يكون هذا هو الحل الناجع ايضا، فاجتثاث الفطر البري لن يوقف نموه بل سيعززه، فهو كتقليب التربة له، و في الاجتثاث كثيرا ما نفقد فطرا مفيدا طيبا صالحا للأكل و هذه خطيئة فادحة. قليل من ضوء الشمس مفيد، ألم يقولوا ان العلم نور، أ ليست المعرفة قوة. أ ليس المؤمن القوى خيرا و أحب الى الله من المؤمن الضعيف كما قال المجتبى صلى الله عليه و سلم، و القوة هنا قوة الفكر و التناقش و الثقة و ليست القوة الجسدية و حسب.
 التعامل مع الفطر السام لا يتم باجتثاثه و لا بالتعامي عنه. إيصال "النور" إلى "نواته" كاف جدا ، و تعليم "المستهلك" و بناء عقليته النقدية ليختار أي نوع من الفطر يشترى أساس لا غنى عنه، و النتيجة: زرع  شديد الإثمار، ( يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ )  و سيؤتى أكله بإذن ربه (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة