الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق الثالث ليس نظرية سياسية جديدة

عبد العالي الحراك

2008 / 4 / 4
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



الطريق الثالث ليس نظرية جديدة في الفلسفة او السياسة , وانما مقترح كبديل سياسي عملي , يخرج العراق من الحالة التي فيها . بمعنى ان هناك طريقين في العمل السياسي العراقي اتبعتهما و تتبعهما القوى السياسية العراقية بعد سقوط النظام السابق وسيطرة الاحتلالين الامريكي و الايراني وانتشارالطائفية المظلمة في العراق . فقسم من هذه القوى تبعت وتتبع طريق العملية السياسية , والقسم المضاد سلك ويسلك طريق المقاومة العبثية الضارة بالشعب والبلاد . وكلا الطريقين اثبتا فشلهما عمليا ولا حاجة لسرد نقاط الفشل والاخفاقات , فهي مستمرة وظاهرة حتى للمشاركين في تسبيبها . فالعملية السياسية تستمر بطائفيتها ورجعيتها وتخلفها ونتائجها معروفة وملموسة... والمقاومة العبثية لم تتبلور سياسيا ولا جماهيريا ولم تخرج عن نطاق الاعمال المسلحة التي يغلب على معظمها الطابع العنفي والانتحاري البائس , ولم يحتضنها الشعب لحد الان لأنه لا يعترف برموزها وقادتها , وقد جرب الويلات من بعضها ومكشوف بعضها الاخر . ومن احتضنها في باديء الامرلأسباب عشائرية وطائفية , فقد اكتشف ضررها , فحاربها في مواقعها ودفنها والى الابد. على هذا الاساس ولكي لا تبقى الحالة مستقرة في ترديها وتقهقرها , لا بد من طريق اخر بديل عن هذين الطريقين . والشعب العراقي الذي انكوى بالارهاب والاحتلال والطائفية ينتظر ذلك البديل . طريق ثالث يبتعد نظريا وعمليا عن الطائفية ورموزها واحزابها ويتعرض بالنقد الصريح لبرامجها واهدافها دون مجاملة او نصح . ويرفض بقاء الاحتلال الامريكي ويطالب بجدولة انسحابة مقرونا ببناء القدرات الذاتية العسكرية والامنية والمدنية على اسس ديمقراطية , ويؤسس للعمل الوطني الواسع من خلال برنامج واضح تتفق عليه جميع القوى السياسية غير الطائفية واقصد هنا بالطائفية( احزاب الاسلام السياسي) وما عداها فيمكن المناقشة حوله. كما يبتعد عن العنف المسلح لأنه عبثي من حيث عدم تكافيء الفرص بين قوى الشعب وتحالفاتها الوطنية والاقايمية والدولية , وقوى وامكانيات المحتلين , ولوجود قوى ارهابية وتكفيرية وبعثية منهزمة في هذا التيار . ولنجاح هذ الطريق اعتقد وما زلت بان المسؤؤلية تقع على عاتق الحزب الشيوعي العراقي , لانه مهيء سياسيا ونضاليا وجماهيريا وممارسة وخبرة , ستلتف حوله القوى السياسية الوطنية الاخرى, قديمها وحديثها وحتى القوميين و البعثيين الذين ندموا على ما فعلوا او فعل قادة حزبهم بحق القوى الوطنية العراقية , ومنها الحزب الشيوعي ايام حكمه البائد. ثم ليس من السهل بناء كيان سياسي وطني جديد يقود هذا الطريق نحو النصرللتعقيدات المتعددة الموجودة. لهذا طرحت ان تتخلى القوى السياسية الوطنية والتي تدعي الوطنية , عن المشاركة في العملية السياسية لانها عملية سياسية طائفية تتناقض مع اوليات التوجه الوطني . وان تتخلى ايضا عن بعض اطروحاتها القومية الشوفينية والعشائرية ذات الرائحة الطائفية والعنتريات الرئاسية الاستعلائية وتستبدلها بأطروحات وطنية عامة , ولتبقى الخلافات والرؤى الثانوية, تحل عبر النضال والعمل السياسي المشترك الذي سيطول , لان الاعداء اقوياء وكثر.. ضار في السياسة التشبث بالمواقف والرؤى المسبقة .. كل امروموقف معرض للتغيير والتطورسلبا او ايجابا. الصورة السياسية التي نشأت في العراق بعد الاحتلال ليست الصورة الحقيقية التي تعبر عن الشعب العراقي وتربيته الوطنية , وان غابت عنه قياداتها سنوات طويله , ولكن النفس الوطني ما زال موجودا بعد السقوط , وكان الاولى تنميته وتوجيهه من قبل القوى الوطنية وعدم الانشغال في العملية السياسية , التي تبينت خيوطها وعلاماتها منذ اللحظة الاولى. ليس صحيحا تفسير الصورة في العراق على انها نتيجة انتشار الحس الاسلامي واحزاب الاسلام السياسي بصورة مطلقة , بل ان الوعي الوطني كان موجودا ولكن الذي غاب عنه او تأخر هو العمل السياسي الوطني الميداني وتشقق ارضيته الجماهيرية , بسبب اختلاف المواقف من العملية السياسية نفسها وانحسار معظم القوى السياسية الوطنية والقومية ايضا , التي كان بعضها يعتب على الحزب الشيوعي لانه تركها ولم يتحالف معها وفضل الانخراط بالعملية السياسية(الحركة الاشتراكية العربية) . عندما اقترحت الانسحاب من العملية السياسية وتغيير بعض المواقف القديمة على بعض القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية , ولكنها معارضة لها في ذات الوقت مثل جبهة الحوار الوطني ورئيسها صالح المطلق , الذي كثيرا ما يصرح ويقول بانه وحده الذي يعارض واذا خرج من العملية السياسية فلن يخرج معه احد
. وكذلك خلف العليان مع ضرورة نبذ التقييم المسبق حول خلفية هذا او عقلية ذاك , وهذا لا يعني نقاوة مواقفهما وتطابقهما تماما مع الخط الوطني العام , لكنهما قابلان للحوار والنقاش وافضل بكثير من قوى الاسلام السياسي المتجمدة على اعتقاداتها المذهبية والطائفية . فعندما يطرح أي منهما الامور بشكلها الوطني , ضروري تقبل ما يطرح وسحبه الى ساحة العمل الوطني الحقيقي ومصارحته بخلفيته القومية والعشائرية امام الناس ومطالبته بالتخلي عنها . وكذلك الحال مع جبهة الوفاق الوطني الذي اخذ رئيسها يسرح ويمرح بالوطنية دون ان يجد ارضا يستقر عليها . وكذلك الاحزاب القومية الكردية انصرفت لهمومها القومية لانها وجدت ضعفا كبيرا في الاحزاب الوطنية الديمقراطية فراحت تتحالف مصلحيا وهي تخطأ وما زالت . وفي رأيي فان غياب الموجه الوطني جعل من هذه القوى ان تتوجه توجها انانيا وقوميا وعشائريا ومناطقيا, بينما الذي يحرجهم ويخرجهم عن تصرفاتهم هذه هي المواقف الوطنية العملية لقوى اساسية معروفة , لم يكن يعبر عنها في المراحل السياسية السبيقة كافة الا الحزب الشيوعي العراقي . فمن يصدق ان يحصل صالح المطلق على خمسة عشر صوتا في الانتخابات البرلمانية والحزب الشيوعي العراقي يحصل على صوتين , لولا عنصريته القومية والمناطقية وتشتت المواقف والانقسامات في صفوف الحزب الشيوعي لان قيادته استعجلت خطاها نحو العملية السياسية دون دراستها جيدا ودون الانسحاب المبكر بعد انكشاف خيوطها الطائفية. وكذلك خلف العليان الذين ضربا على عصب العشائرية والطائفية وهما يتحدثان بالوطنية والمواطنة . فلو ان حزبا وطنيا عريقا كالحزب الشيوعي باطروحاته العلمية والواقعية المعروفة , قد نزل الى ساحة العمل السياسي الميداني , لما ذهبت هذا الاصوات هدرا وهباءا. وكذلك اصوات قوى سياسية اخرى , ناهيك عن اصوات من ترك الحزب الشيوعي وفضل الاستراحة السياسية في البيت , او اسس تكتلات اخرى راحت تعري بالحزب وتكيل له الاتهامات تلو الاتهامات. لا يفيد تمجيد الماضي والتغني بالتراث النضالي , كما لا يفيد السب والشتم.. مطلوب تحريك الوضع الحالي واستخدام الذكاء الشيوعي وظهور الكوادر والطلائع المثقفة الى السطح. وليس كل من ينتقد انه يكره او صارعدوا. الا يتعب البعض تكرار الماضي والقفز على الحاضرماسكين بسراب المستقبل؟؟ لا مجال للعداوة بين الوطنيين المخلصين.. ولتتحد الايادي والعقول من اجل العراق . عبد العالي الحراك 2-4-2008










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما المتوقع بعد فوز حزب العمال البريطاني في الانتخابات العامة


.. ريشي سوناك: حزب العمال فاز في الانتخابات وحزبنا يواجه هزيمة




.. انتصار ساحق لحزب العمال في انتخابات بريطانيا أنهى هيمنة 14 ع


.. كلمة ابراهيم النافعي في افتتاح مؤتمر القطاع النسائي




.. كلمة زكية الشابي في إفتتاح مؤتمر القطاع النسائي