الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحداث الاخيرة هل هى صراع مصالح ام صراع مرجعيات ام صراع سياسى

عبدالله مشختى

2008 / 4 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


ان الاحداث الاخيرة التى وقعت فى الجنوب على الاكثر لتعبر عن عمق الجراح والخلافات التى تنخر فى الجسد العراقى كجماعات وقوى وليس الشعب ،حيث تتعارض المصالح السياسية بين القوى التى كانت قد وجدت الفرصة فى ضعف الحكومة المركزية واقامت لها جماعات وميليشيات مسلحة واسست قواعد ومقرات وشرعت قوانين اشبه ما تكون بالقوانين الغابية وفرضت الارهاب والخوف فى نفوس المواطنين وموظفى الدولة ونهبت ثروات العراق بدون وجه حق وحتى صادرت حقوق وحريات وحياة الشعب فى مناطق كثيرة من الجنوب وخاصة مدينة البصرة العراقية المهمة حيث كانت قد افادت الانباء عن وجود ما يقارب العشرين من التنظيمات والتى شكلت كل منها ميليشيات خاصة بها وبدعم واسناد بالسلاح والموارد من دولة ايران التى كانت تعتبر البصرة احدى ولاياتها حيث كانت الاوامر والقوانين السارية على المحافظة قوانين ايرانية اضافة الى القوانين التى كانت الميليشيات وقياداتها تشرعها وفق مصالحها ومصالح ايران الجارة العزيزة الى تحرص كل الحرص على ابقاء الاوضاع الشاذة فى العراق كما كانت عليها قبل الان وما رافقتها من قتل وتدمير وتشريد وعنف وقتل للنساء تحت ذرائع شتى ونهب وسرقة الثروة العراق النفطية لتمويل عصاباتها وادامة عملياتها الاجرامية .
ان الصراعات التى تحدث فى العراق صحيح هى صراعات سياسية من اجل كسب المزيد من النفوذ والقوة والسيطرة على السلطة وهى كذلك صراع مصالح بالنتيجة ، اضافة الى نوع اخر من الصراع الدينى فالمرجعية الشيعية الصدرية ترى انها الاحق فى تثبيت المرجعية العربية للمذهب الشيعى بدلا من المرجعية الفارسية التى تمكنت ايران من الاستحواذ عليها بعد تصفية المرجعية الشيعية العربية فى العراق من قبل نظام صدام حسين البائد وحدوث فراغ فى الساحة بادرت ايران الى استغلال تلك الفرصة الثمينة واستحوذت عليها لتكون مرجعيتها الاولى والاساسية للمذهب الشيعى فى العالم وتمكنت من تحقيق خطوات مهمة فى ذلك الاتجاه منذ ثمانيات القرن الماضى ، وكونت لها اتباع وحلفاء اقوياء داخل العراق من جماعات من الشيعة العرب الذين باتوا يؤيدونها ، وخاصة بعد العهد العراقى الجديد اذ ما لبثت ايران فى التدخل وبعمق فى الشأن العراقى وتأزيم الاوضاع لاخضاع شيعة العراق وكسب موالاتهم الى سياساتهم فى المنطقة كما فعلت فى لبنان مع حزب الله وفى فلسطين مع حركة حماس ، مما اثار حفيظة اتباع الصدر وتوجسوا خوفا من ضياع سلطتهم الدينية وانصهارهم فى المرجعية الفارسية الايرانية فكان لابد من استذكار المؤيدين للمرجعية الايرانية وخاصة من المجلس الاعلى وحزب الدعوة بانه هناك حدود لصبرالمنادين بالمرجعية العربية ولو فى الخفاء حيث لم يتمكنوا من اظهارها للعلن فى هذه المرحلة التى تتطلب ان يتكاتف الشيعة امام الهجمة العنيفة من جانب القاعدة والمرتبطين بها وهم من السنة وكان لابد ان يظهر هذا الخلاف يوما من الايام .
وكان هناك صراع اخر فى هذه الاحداث وهو الصراع الايرانى والامريكى الذى حاربت الاطراف المشاركة فى هذه الاحداث مع بعضها نيابة عنهما وكانت الاصابع الايرانية ظاهرة فيها فتخريب المنشأت والجسور والقنوات ومحطات توليد الطاقة لم تكن هدفا للمتصارعين والمتقاتلين سياسيا لان هذه المنشات هى املاك دولة العراق وشعب العراق وهى بالتالى املاك وطنية فلماذا يتم تدميرها ان لم تكن خلفها توجيهات خارجية معادية لتطور العراق وسيادة الامن والاستقرار فيها ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|