الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي يحقق اقدم وعوده الإنتخابية ويخرس متهميه بالطائفية

صائب خليل

2008 / 4 / 4
كتابات ساخرة


لم يكن سهلاً على جماعة المالكي والمجلس الأعلى اقناع الناس ببطولة السيد رئيس الوزراء وحنكته وحزمه رغم الجهود الجبارة لفضائية "العراقية"، فانصب معظم المديح الى جانب مقتدى الصدر ومبادرته. لكن ابو اسراء حصل على مديح من نوع اخر ربما كان اكثر اقناعاً من اسطورة انتصار فرسانه في البصرة او رواية استهدافه اللصوص وليس الصدريين التي ركزت عليها "الجهود الجبارة" لعلي الدباغ. انه النصر الذي عاد به من البصرة ولم يستطع احد من خصومه ان يرد عليه او يجرؤ على نفيه حتى الآن، وهو انتفاء اتهامه بالطائفية!

لكي نفهم اهمية هذه النقطة لدى السيد المالكي، اسمحوا لي ان اعود بكم الى بداية استلامه الحكم، على "جثة" الجعفري، الذي لم يناسب الولايات المتحدة فهاجمه الجميع بلا استثناء تقريباً ليخرج على انه طائفي. وطبعاً حين جاء المالكي فهم ان اول عمل مطلوب منه هو ان يثبت انه ليس طائفياً. لذلك فأن حكومته كانت "حكومة تولد في قفص الإتهام" كما كان عنوان مقالة لي قبل سنتين (1) (اقترح قراءتها)، وقبل المالكي الدور الذي فرضه عليه طوفان اعلامي بلا مناقشة لأنه لم يكن "من السهل على من يولد في قفص ان يحس بأنه محبوس فيه."
و "ظهرت على المالكي أعراض "القفص" من قبوله بلا مقاومة، للتهمة التي وجهت الى حزبه وحكومة زميله الجعفري, فحرص في مؤتمره الأول على ان يطمئن الجميع انه "من الان وصاعدا سيكون جهدنا منصبا على الغاء كل هذه المفاهيم والعمل على أساس الهوية العراقية وعلى أساس الشراكة الوطنية". وهكذا وضع المالكي نفسه في قفص الإتهام والذي سيجبره منذ بداية حكمه على تقديم التنازلات المتتالية لكي يثبت حسن سلوكه المرة تلو المرة، وقد استغلت القوى المختلفة ذلك وابرزها عدوه اللدود علاوي، والأمريكان اضافة الى الأحزاب "السنية" وكل هؤلاء لم يقبلوا دليل على البراءة من الطائفية سوى إعادة رجال الأمن البعثيين الى الوزارات المسلحة، وهو الضغط المستمر حتى اليوم.
وبالطبع ليس لمن يجد نفسه في موقف الدفاع ان يحاول المبادرة الى حركات لا تعجب الأمريكان مثل التحقيق في احداث البصرة او حي اور مما تركه الجعفري معلقاً كأسئلة في اذهان الناس، لذا لم يأت المالكي على ذكر مثل ذلك.

هكذا يمكنك عزيزي القارئ ان تتوقع عمق تأثر السيد المالكي حين امتدحه بوش قائلاً إن الهجوم إجابة لأولئك المنتقدين الذين اتهموا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وحكومته، التي تحتل الأحزاب الشيعية الأكثرية فيها بـ«الانحياز». وقال بوش ان الحملة تظهر للعراقيين ان المالكي مستعد للتحرك ضد الشيعة المتفقين معه في المذهب. واضاف "من اجل استمرار هذه الديمقراطية يجب ان يثقوا في قدرة حكومتهم على حمايتهم وعلى ان تكون عادلة." (2) وان قرار المالكي بالتحرك نحو البصرة "أظهر تطبيقا منصفا للعدالة" (3) وقال بوش ايضاً ان "القرار الجريء لرئيس الوزراء المالكي.... يدل على زعامته والتزامه بتطبيق القانون بطريقة عادلة." (4)

بالطبع كان بوش يقصد من "تطبيق القانون بطريقة عادلة" و " تطبيقاً منصفاً للعدالة" الخ، ان المالكي لم يكن متحيزاً طائفياً. وكان كلام السناتور غراهام في حديثه اكثر وضوحاً في امتداح سلوك المالكي اللاطائفي حين قال لمحطة فوكس نيوز الأميركية إن منتقدي الوجود العسكري الأميركي في العراق دأبوا على اتهام حكومة نوري المالكي بالطائفية، قائلين أنها لم تتخذ يوما إجراءات بحق الميليشيات الشيعية في الجنوب." وهاهو المالكي إذن يثبت العكس!

ولم يتأخر الجماعة القريبين من الأمريكان في ترديد مديح بوش وغراهام فسمع المالكي بإذنه من البي بي سي ان الزيباري قال إن الحكومة أثبتت من خلال هذه المواجهات أنها حكومة لكل العراقيين وليست حكومة طائفية ولا تدعم الميليشيات!! ولم يمنع المالكي من الرقص طرباً حينها سوى وجود اخرين في الغرفة.

ويبدوا ان طول المدة التي ضغط فيها المالكي بتهمة الطائفية اثرت عليه كثيراً، لذا كان وقع هذه المدائح قوياً وغطى على الأقاويل والتهم التي صاحبت حملته على البصرة مثل وصف صحيفة امريكية له بانه يبدو كالبطة العرجاء.
لقد اعطاه رفع صفة الطائفية عنه من قبل المجموعة الأمريكية بشكل رسمي وعلى لسان بوش واتباعه شعور الغريق حين يحصل على الهواء! فتأثير مثل هذه الطمغات التي توزعها اميركا على الشخصيات السياسية كتأثير طمغات "الإرهاب" التي توزعها على الدول والمنظمات وكتأثير ابقاء العراق تحت الفصل السابع: كلها تجعلك عارياً بلا دفاع امام اي ابتزاز...ليس من اميركا فقط وانما من اصغر رعاياها ايضاً!
إلا ان فرحة المالكي الكبرى كانت في الحقيقة في "تبويش" خصمه علاوي، الذي فقد سلاحه الوحيد الذي طالما اطلق منه قذائفه على المالكي بتهم الطائفية بمناسبة وبلا مناسبة، وود المالكي لو يرى وجه علاوي في تلك اللحظة وهو حائر لايدري ما يقول! وكيف ستستطيع شركة اللوبي التي اجرها للإساءة الى سمعته ان تقنع الكونغرس والخارجية الأمريكية بوجوب استبداله به؟ كان يسير سعيداً وهو يدير في رأسه مختلف الخواطر والأفكار..
لكن انتظار أبا اسراء لم يطل، ولشدة عجبه ودهشته كان تعليق علاوي: "ان كل ما يحصل الان سببه تفكيك الدولة العراقية ومؤسساتها وتبني سياسة المحاصصة الطائفية!!!"

المالكي لم ينزعج، واعتبرها زفرة الموت لخصمه يطلقها من حرّ قلبه. لكنه "....الما ينفّه" كما يقول المثل العراقي! لقد صار بيده الف دليل تقريباً، تكفي ليخرس اكبر شخص وتثبت بانه ليس طائفياً! لذلك قرر المالكي ان يحتفل بخروجه من "القفص" الذي وجد نفسه فيه منذ ولد كرئيس حكومة، فبادر إلى كتابة رسالة الى بوش (ارسل منها نسخة الى مجلس الأمن مصراً على ان يتم تضمينها في القرار القادم عن العراق، بغض النظر عما يكون)، يبين فيها خروج العراق من قائمة الدول الطائفية, ولم ينس ان يحث بقية رفاقه في الحكومة والعملية السياسية على الإقتداء بمبادرته و"تفعيل" زخم هذا النصر للقضاء نهائياً على الطائفية وكل اخواتها، فكتب الى الأحزاب "السنية" ان "تشد حيلها" كما فعل. وكتب كذلك الى المامين جلال ومسعود يحثهما على إثبات براءتهما من "القومية الشوفينية"، حيث انه لم يجر اي قتال بينهما منذ مدة مما قد يعني ان "الشوفينية" القومية قد تسربت الى قلوب الأخوة في التحالف الكردي لاسامح الله؟ ووعد في نهاية الرسالة السيد بان كيمون على المحافظة على تجديد الدليل براءة سمعته من الطائفية بين الحين والآخر، بل ان يطور ما بدأ به ليقضي ايضاً على اية تهمة اخرى مثل "الحزبية الضيقة" مشيراً الى انه سيقدم دليله على نظافة حزب الدعوة منها قريباً بـ "التعاون" مع السيد الجعفري، الذي حصل على نسخة من الرسالة ويقال انه اصيب بوعكة نقل على اثرها الى المستشفى على اثر قراءته لها.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=64097 (1)
http://www.masrawy.com/News/MidEast/Reuters/2008/March/29/462719.aspx?ref=rss (2)
http://us.moheet.com/show_news.aspx?nid=105691&pg=2 (3)
http://www.swissinfo.ch/ara/international/detail.html?siteSect=143&sid=8904549&cKey=1206673996000&ty=ti27 (4)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتبره تشهيرا خبيثا.. ترمب غاضب من فيلم سينمائي عنه


.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان




.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو


.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف




.. مهرجان كان السينمائي: تصفيق حار لفيلم -المتدرب- الذي يتناول