الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القتل البطيء لامل اللاجئين الفلسطينيين في العودة!

عماد صلاح الدين

2008 / 4 / 5
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


في أكثر من مقال ومناسبة حذرت بان هناك محاولات ترعاها أطراف دولية وإقليمية في المقدم منها الولايات المتحدة وإسرائيل تعمل على محاولة تكريس سوابق خطيرة بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم الطبيعي والقانوني في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجّرتهم منها الحركة الصهيونية من اجل إقامة مشروعها السياسي المتمثل بالكيان الإسرائيلي . هذه السوابق الخطيرة تتمثل في هدف وغرض تكريس إمكانية تعاطي هؤلاء اللاجئين مستقبلا مع فكرة التوطين التي منيت بالفشل عبر عقود طوال منذ أن احتلت فلسطين وهجر هؤلاء اللاجئون بفعل صمود هؤلاء اللاجئين وتمسكهم بحقهم الثابت .

فكرة التوطين الجديدة اليوم ، تقوم على محاولة العمل على تشتيت شتات اللاجئين الفلسطينيين من جديد ، من خلال إبعادهم عن المحيط العربي ودول الجوار العربية القريبة من فلسطين، وهي الأردن وسوريا ولبنان ، بمشروع الإبعاد إلى أصقاع العالم البعيدة عن الوطن العربي إلى كندا والبرازيل والهند وتشيلي كما حدث مؤخرا مع اللاجئين الفلسطينيين على الحدود الأردنية والسورية ، حيث تم نقل أو ترحيل أكثر من مئة من هؤلاء اللاجئين بعد قبول استضافتهم من الحكومة التشيلية .

سيصاب اللاجئون الفلسطينيون بحالة من اليأس وفقدان الأمل بحقهم في العودة إلى أراضيهم وقراهم ومدنهم . صحيح أن الذين يتم ترحيلهم إلى هذه الدول الأوروبية والاسكندينافية وفي الهند ودول أمريكا اللاتينية يعدون بالمئات ، لكنها مئات أصبحت حالة تكرارها روتينا وعادة جارية منذ أكثر من سنة . النظرة السطحية للموضوع فيها خطر كبير جدا ، ولابد من أن ننظر إلى الهدف الجوهري من عملية ترحيل هؤلاء اللاجئين الذين هربوا من العراق إلى الحدود المجاورة بفعل عمليات القتل والخطف والنهب والملاحقة المستمرة لهم ، ذلك أن إسرائيل – تحديدا- تريد اختراق جدار الصمود للاجئين الفلسطينيين ، تريد أن تعمل على تهشيم ومن ثم التدرج في الاستهداف للجانب المعنوي والأخلاقي لتمسك اللاجئين بحقهم في العودة وصولا إلى المرحلة التدميرية لحالة التماسك الطبيعي والوطني لحق هؤلاء اللاجئين ، بحيث يتحقق هدف التخلص من قضية اللاجئين الفلسطينيين التي تشكل جوهر القضية الفلسطينية والعبء الأكبر على المشروع الصهيوني القائم على الإحلال والفصل العنصري وما يسمى بالدولة اليهودية النقية التي أخذت إسرائيل مؤخرا بالمطالبة في الاعتراف بها ومن ثم لتكريسها كأمر واقع .

ترحيل اللاجئين الفلسطينيين إلى دول خارج المحيط والنطاق العربي هو جزء رئيس من المشروع الأمريكي والإسرائيلي ، الذي لم تتوقف محاولات تحقيقه من قبل أطرافه والمتحالفين والمتواطئين معهم . هذا المشروع كما هو معروف يقوم على ركيزتين أساسيتين اثنتين : الأولى، فكرة تشتيت جغرافية وديموغرافية المنطقة إلى مقاطعات وأعراق ومذاهب واثنيات. والثانية، فكرة تشتيت اللاجئين الفلسطينيين من خلال تعريضهم لظروف قاسية وصعبة كما جرى معهم في العراق بعد احتلاله من قبل أمريكا وحلفائها ، ليصل الأمر بهم إلى القبول بحالة الترحيل إلى دول غربية وأوروبية وأخرى نائية، ومن ثم التسليم بواقع التوطين هناك . وكلا الفكرتين والركيزتين السابقتين هما في صلب تحقيق الهدف الإسرائيلي ومن ورائه الأمريكي بتهيئة الواقع لإسرائيل قوية وموحدة في مقابل هذه الشرذمة والفتفتة الديموغرافية والجغرافية للمنطقة العربية الإسلامية ، وأيضا لإسرائيل دولة نقية لليهود تحقيقا للمشروع الصهيوني المعروف الأبعاد والأهداف.

ما يزيد من قناعتنا بأن هناك مؤامرة وحالة من التواطؤ للقضاء على أمل اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم ، عبر حالة القتل البطيء لتمسكهم الأخلاقي والمعنوي أساسا بهذا الحق ، هو أن أطرافا عربية تتذرع بحجج واهية عن عدم قدرتها على استيعاب واستضافة اللاجئين الفلسطينيين مؤقتا حتى تحين الفرصة لعودتهم إلى الأرض والممتلكات ، بينما هي تستضيف مئات الآلاف من العراقيين والأجانب .الكلام ليس موجها لدولة عربية بعينها ، وإنما لمعظم دول النظام الرسمي العربي .

كاتب وباحث في مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل