الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة حول الحكم الذاتي للريف 1

محمد انعيسى

2008 / 4 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


في البداية لا يسعنا الا أن نصفق لمثل هذه المبادرات التي ان دلت على شيء فانما تدل على نضج الريفيين في التعامل مع قضاياهم الحقيقية. وكيف لا وقد أمطرنا تلميذ في المرحلة الثانوية بأسئلة تحمل بين طياتها اشكالات عدة .وما دام التلميذ قد وجه لي الأسئلة مباشرة بصفتي عضو في اللجنة التحضيرية للحركة من أجل الحكم الذاتي للريف فأنا جد فخور بالاجابة عن هاته الاسئلة التي اعتبرها شخصيا اضافات نوعية الى ملف الحكم الذاتي للريف.
هذه الأسئلة يطرحها مجموعة من التلاميذ داخل الثانويات واعتقد جازما بأنها أسئلة مطروحة داخل الجامعات المغربية كذلك .

السؤال الأول- من الذي طرح فكرة الحكم الذاتي للريف أول مرة؟ ولماذا ليس الاستقلال وتقرير المصير؟

فكرة الحكم الذاتي للريف ليست وليدة اليوم بل سبق لمجموعة من الفعاليات الريفية أن طالبت بهذا المطلب, وقد نظمت ندوات ولقاءات حول هذا المطلب. لكن هذه الفكرة لم تنتقل الى الجمعيات الأمازيغية بالريف وبقيت حبيسة هذه الفعاليات .وأعتقد ان الكونكريس العالمي الأمازيغي باعتباره منظمة دولية غير حكومية سبق له وأن ناقش بحدة مسألة ضرورة تمتيع المناطق الأمازيغية بثامازغا في احدى دوراته ,بل ان الكونكريس العالمي الأمازيغي الأخير والمنعقد بالناظورسنة 2005 ناقش هذه المسألة بالذات في احدى الورشات المنظمة خاصة وأن اخواننا القبايليين أسسو حركة من أجل الحكم الذاتي لمنطقة لقبايل والتي يتزعمها الفنان المناضل فرحات مهني.
فكرة الحكم الذاتي للريف ستلقى صدى واسعا بعدما أن خرجت الحركة الأمازيغية بالناظور خلال فاتح ماي سنة 2007 لتطالب علانية بضرورة تمتيع الريف بنظام الحكم الذاتي ,بعد ذلك مباشرة تم الاعلان عن تأسيس لجنة تحضيرية للحركة من أجل الحكم الذاتي للريف,وحاليا هناك وثيقة متداولة للنقاش العام بين مختلف الفاعلين الريفيين .
الجزء الثاني من السؤال لماذا ليس الاستقلال وتقرير المصير؟
الاستقلال ليس غاية في حد ذاته ,بل ان الغاية هي تحقيق الديموقراطية والعيش الكريم لذلك فانني أرى شخصيا أن تمتيع الريف بنظام الحكم الذاتي داخل الدولة المغربية سيضمن لهذا الاول حقوقا على كافة المستويات وهذا مطلب معقول ويمكن أن يتحقق في المستقبل, واقليم كاتالونيا باسبانيا يعتبر النموذج المقتدى به في مسألة المطالبة بتمتيع الريف بنظام الحكم الذاتي .اما مسألة تقرير المصير فانها مسألة صعبة جدا وأعتقد أن الريفيين غير مؤهلين لمثل هاته الأمور.وهكذا فان حركتنا تعمل من أجل تحقيق مطلب الحكم الذاتي للريف, أما اذا ظهرت حركة في المستقبل تطالب بالاستقلال التام للريف عن المغرب فهذا شأنها ويحق لها أن تطالب بذلك اذ أن أسس الديموقراطية مبنية على الاختلاف واحترام الرأي الاخر .
السؤال الثاني- هل الريف واثق من تحقيق مطالبه؟
عندما تطالب حركة ما بمطلب ما, فغالبا ما يكون هذا المطلب ممكن التحقق بالنظر الى الشروط العامة التي تمر بها الدولة والعالم أجمع.وتحقيق المطلب رهين بمدى قدرة هاته الحركة على تعبئة الجماهير للضغط على الحكومة؟ فالحق ينتزع ولا يعطى كما يقال. فمثلا عندما طالبت الحركة الأمازيغية منذ عقود بمركز الدراسات والابحاث الأمازيغية كان ينظر الى هذا المطلب على أنه مطلب صعب التحقق, بل كان هناك من يضعه في عداد المستحيلات,لكن مع مرور الزمن قام النظام المغربي بانشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ,هذا المعهد يضم مناضلين سابقين بالحركة الأمازيغية وبالتالي فان هؤلاء الفاعلين يرون ان هذا المطلب قد تحقق و استقبلوا فكرة المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بصدر رحب.هذا مثال وفقط رغم انني شخصيا اعتبرأن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ما هو الا معهد مخزني انشئ لغرض احتواء المد النضالي للحركة الأمازيغية.
الريف سيكون واثقا من تحقيق مطالبه اذا استطاع ابنائه ان يكونوا واثقين بأن تمتيع اقليمهم بنظام الحكم الذاتي سيفتح لهم فرصا كبيرة للعيش الكريم وللديموقراطية على جميع الأصعدة.وهذا هو الرهان الحقيقي لحركتنا , اذ سنعمل جاهدين في المستقبل على ايصال فكرة تمتيع الريف بنظام الحكم الذاتي لعموم الريفيين وسنناضل من أجلها بكل الوسائل الديموقراطية التي تضمنها المواثيق الدولية لحقوق الانسان.
السؤال الثالث- في حالة عدم نجاحه ,ما هي الأشكال النضالية التي سيتخذها الريف؟

ليس كل الريفيين مع الحكم الذاتي للريف ,بل ليس كل مناضلي الحركة الأمازيغية مع هذا المطلب ,وبالتالي فان فكرة تمتيع الريف بنظام الحكم الذاتي يجب أن توسع و تشمل أكبر عدد ممكن من الريفيين.
حاليا هناك حركة من أجل الحكم الذاتي للريف ,هناك وثيقة حددت التصور العام لهذا المطلب والمستقبل سيملي على حركتنا الأشكال النضالية التي ستكون مناسبة ,و اعتقد أن كل الحركات في العالم لها وسائلها الخاصة والحركة الأمازيغية بالمغرب نفسها لم تحدد أشكال النضال بل ان الظروف هي التي تملي عليها ما العمل؟ واعتقد أن سؤال ما العمل قد طرح لأكثر من مرة في أدبيات الحركة الأمازيغية , ونحن في حركتنا سنطرح سؤال كيف العمل لان سؤال ما العمل قد حدد جوابه وهو ضرورة العمل والنضال .
اذن فالمستقبل وشروطه هي التي ستحدد كيف العمل وما هي الخطوات المناسبة التي يجب تقريرها .
و اعتقد ان تنظيم المؤتمر حول الحكم الذاتي للريف مستقبلا من طرف حركتنا سيجيب عن مجموعة من الأسئلة العالقة والتي تشغل بال المهتمين بمسألة تمتيع الريف بنظام الحكم الذاتي.
السؤال الر ابع – هل سيستسلم الريف مباشرة في حالة الرفض؟؟؟

سؤال سيجيب عنه التاريخ في المستقبل , لكن ما يهمنا هو أننا نطالب بمسألة نراها نحن كفيلة باخراج الريف من ما يعيشه حاليا .وطبعا ما دامت هناك حركة فطبيعي أن تكون هناك أشكال للنضال ستكون متوازية مع الظروف المحددة .والريف لن يستسلم اذا وعى أبنائه بحقوقهم المادية والمعنوية التي تعتبر حقا من حقوق الانسان المتعارف عليها دوليا.ومسألة الحكم الذاتي للريف ما هي الا مسألة ديموقراطية تستدعي النقاش الجدي والمسؤول بين الطرفين أي بين الحكومة والريفيين.
السؤال الخامس- هل للريف تأييد دولي حول مطلبه؟

اعتقد أن سيرورة التاريخ تسير في اطار مزيد من الديموقراطية خاصة ما يتعلق بشؤون المجال والثروات ,فكثير من الأقاليم تمتعت بنظام الحكم الذاتي في الأونة الأخيرة, ومسألة الـتأييد الدولي رهينة بمسألة تأييد عموم الريفيين لهذا المطلب أولا ,و مطلب الحكم الذاتي لن يكون له صدى دولي اذا بقي حبيس مثقفين ريفيين بل يجب أن يشمل كافة الريفيين. فكاتالونيا مثلا عندما طالب اهلها بضرورة تمتيع منطقتهم بالحكم الذاتي كانت ظروفها أشد من ظروف الريف , وهذا شيء معروف لدى المهتمين بالتاريخ السياسي لمنطقة كاتالونيا.
سيكون للريف تأييد دولي اذا كان أهله في مستوى التحديات ,اذ أن التاريخ يؤكد على أن مجموعة من المطالب لم يكن لها تأييد دولي في البداية ,لكن بعد عزم واصرار المناضلين أصبحت هذه القضايا واقعا مطروحا في العالم, فكم من القضايا نوقشت في الأمم المتحدة مؤخرا .
السؤال السادس- هل سيستعين الريف بالأمم المتحدة؟
الأمم المتحدة ما هي الا نتيجة لتراكم نضالات الشعوب التي يجب أن نفتخر بها جميعا ,والريفيون ساهموا فيها كذلك عندما قرروا مواجهة الاستعمار .
هذا السؤال يدخل في اطار تحديد الأشكال النضالية المناسبة مستقبلا ,وما دام اللجوء الى الأمم المتحدة أمرا يتناسب وأسس الديموقراطية فان هذه المسألة ستبقى مطروحة واعتقد ان المستقبل سيجيب عن هذا السؤال والمؤتمر الذي سينظم هو الذي سيجيب عن هذا السؤال بدقة.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث