الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألق الثريات جمر تحت الرماد

ايناس البدران

2008 / 4 / 6
الادب والفن


مهداة الى الشاعر المبدع احمد عبد السادة


يصعب تعريف الشعر او وضعه ضمن توصيف حصري .. لعله رؤيا تنبعث من الذات المبدعة بوصفها ذاتا لاتشبه الذوات الاخرى ، او كما وصفته النظريات الوجودية اشبه ما يكون بالتيار الغامض الذي يعتري النفس ويتسلل عبر منظومة معقدة تتحرك داخل الذات الشاعرة كلحظة برق ، هي اقرب الى النبوءة منها الى الحالة التوليفية .
واذا كان الابداع هو النتاج المنتصر لقيم الحرية والغدوية والتغيير فأن المبدع هو حامل مشعل هذه القيم وباعثها من تحت رماد النسيان والطمأنينة الزائفة ، ليطلقها كسهم ناري في جوف ليل ادهم .
او هو كما وصفه فردريك نيتشة في كتابه , العقول الحرة " انه انسان مفرط في انسانيته " .
ان اللحظة الشعرية للشاعر ليست مجرد تهويمة تتبناها فضاءات عوالم شكلية او اعتباطية تدور في فلك التراكيب التجريبية والتنظيرية بقدر ما هي بودقة لأخطر العمليات والمكونات الرؤيوية والحسية معا . ان الشاعر خزين استثنائي يمتزج فيه المدرك والمحسوس وهذا الخزين لايتوفر لغيره من البشر .
يقول الشاعر الالماني غوته " بمقدار معرفته بالعالم المحيط به يمكن للانسان ان يعرف ذاته " اذ لايمكن التفريق بين الذات وعصرها ، بل ان الشاعر حين يكتب حتى عن نفسه فهو يكتب عن زمنه ، ويعبر بوعي او دون وعي عن الضمير والوجدان الجمعي .
في ثريات الرماد للشاعر المبدع احمد عبد السادة كانت خطى قلمه تعري عصورا من الوجع المتواتر في لحظة واحدة . هي الصحوة الحاشدة .. هي الوعي في اللاشعور .. رؤى اللارؤى في غياب الحضور . حين يقول :

مرغما أعذب نفسي بصمت الكلام
مرغما افتح صندوق انكساري البديهي
واسحب منه ظلامي الأليف
لأدق اوتاد خيمته على اطراف روحي
مرغما اكتشف لغات احتضاري .

لقد استل الق ثرياتك الجمر من تحت الرماد .. كيما يكتمل المكان
ويستمر بأستقبال زمان الحواس ..
في سماوات العبور الملون لفراشات خيالك ايها العزيز .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي