الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقراء الامس واثرياء اليوم هل حقا يفكرون مثل ما كانوا بالامس

عبدالله مشختى

2008 / 4 / 5
الادارة و الاقتصاد


يقال ان الانسان لايشبع من شئ سوى التراب هذا مثل كردى قديم كنا نسمعه من جداتنا واجدادنا عندما كنا صغارا ، وحيث كانت المعيشة بسيطة كل يكد ليل نهار وعلى مدار السنة لتوفير لقمة العيش له ولعائلته . ولكل زمان وعصر ظروفه ، الانسان فعلا لايشبع من اموال الدنيا وخاصة فى عصرنا الحالى حيث المعيشة والحياة المعقدة والحاجيات التى لم تكن موجودة بالامس اصبحت اليوم من الضرورات الاساسية لادامة المعيشة اليومية مثل اجهزة الاتصالات والاجهزة الكهربائية المختلفة التى افرزتها الثورة التكنولوجية الحديثة والتى تكتشف كل يوم شيئا جديدا بحيث اصبحت تكاليف المعيشة اليومية اصعب بمئات المرات مما كان فى القرن او القرون الماضية اضافة الى الازمات الاقتصادية التى تخلفها الحروب وثورات الطبيعة التى ازدادت بوتيرة تكاد تثير الخوف والقلق على مصير العديد من الناس الذين يسكنون هذا الكوكب المعرض الى الافات والنكبات الطبيعية بسبب الاختلال فى موازين الطبيعة من حيث تلوث البيئة المستمر والتى ستؤدى الى كوارث لا يعلم احد بمدى ضراوتها عند حدوثها لاسمح الله بذلك وانتشار المواد المشعة بكثرة فى الاجواء من خلال استخدام الاسلحة المختلفة فى الحروب اضافة لما يفرزه الالاف من المعامل والمصانع من المواد الملوثة فى الهواء والمياه وتسرب الواد المشعة من مراكز المشاريع النووية المنتشرة فىالعديد من الدول والبلدان . والتى تؤدى الى صرف ثروات الشعوب على هذه المشاريع الرهيبة من قبل الحكومات مما ادى الى انخفاض الدخل القومى للشعوب وانخفاض القوة الشرائية للمواطن العادى فى معظم الدول وخاصة التى تم تسميتها بالنامية وتصل احيانا الى خط المجاعة ، وحدوث تباين كبير بين الاثرياء والفقراء فامست حصة الاسد من المدخولات القومية بيد قلة قليلة من ابناء المجتمعات وبقيت نسبة قليلة جدا بيد الغالبية العظمى من المواطنين فى هذه المجتمعات مما خلقت هوة كبيرة بين العالمين العالم الفقير والعالم الثرى وخاصة فى مجتمعاتنا فى الشرق الاوسط كنموذج لهذه الحالة ، فاكثرية دول المنطقة تعانى شعوبها من فقر كبير عدا طبقة ثرية تمكنت ان تثرى على حساب الشعب المغلوب على امره فى ظل حكومات وسلطات دكتاتورية او شبيه للدكتاتورية وهى تتبجح بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية فى توزريع الثروات على شعوبها . فالدول العربية عدا دول الخليج تعانى معظمها من فقر وتخلف كبيرين مما يؤثر على اوضاعها الاقتصادية والتى تؤدى بدورها الى اختلاق العديد من المشاكل فى المجتمع وفى وجه السلطات .
ان العراق كانت دولة ثرية فى القرون القليلة التى مضت بثرواتها ومدخولها من البضائع التى كانت تنتجها فى مصانعها ومعاملها ولكن ونتيجة للسياسة الخاطئة التى سارت عليها الحكومات السابقة بقيت تعانى من مشاكل اقتصادية كبيرة نتيجة الحروب وبناء القواعد العسكرية وامتلاك الترسانات الضخمة من الاسلحة المتطورة جعلت ميزانياتها تصرف كلية للاغراض العسكرية التى اخرتها فى محال التنمية الاقتصادية وتراجعت ارصدتها المالية من العملة الصعبة حتى باتت دائنة لدول كثيرة بمئات المليارات من الدولارات وخاصة فى عهد نظام صدام حسين البائد والتى زج بالعراق فى اتون حروب مستمرة منذ عام 1974 وحتى نهاية نظامه البائد مما ادى الى تعرض الشعب العراقى الى مجاعة فعلية لعقد من الزمن والى ان اطيح بنظامه الدكتاتورى العسكرتارى .
لقداستبشر الشعب العراقى بازاحة الدكتاتورية التى كانت جاثمة على صدره منذ ما يقارب ال40 عاما ، وعمت الفرحة الصفوف حيث يبدأ العهد الجديد الذى سيمتاز بسيادة القانون والعدالة واشاعة الديمقراطية بمفاهيمها العامة والحريات العامة والشخصية واذا به يصطدم بواقع مرير ومؤلم حيث ازدادت الامور وبالا عليه حيث احيكت ضده مؤامرة دولية واقليمية وعربية من أجل استئصال جذوة الفرح والخير منه واعادته الى العصور المظلمة حيث شنت عليه حرب اخرى ومن نوع اخر هو حرب الارهاب الذى لم يترك شيئا الا وحاول تدميره بما فيه الانسان العراقى نفسه ، وتعرض العراق الى الجوع والموت والقهر اضافت الى ما عاناه خلال 40 سنة معاناة جديدة ومؤلمة فاقت كل الحسابات . واستغلت بعض القوى والاحزاب السياسية وكذلك بعض الشخصيات السياسية وممن تسلموا المهام والمسؤوليات فى الدولة العراقية عامة بما فيها اقليم كردستان فى جميع الاجهزة الادارية والعسكرية والحزبية استغلوا تلك الظروف الشاذة وانشغال الدولة بمحاربة الارهاب والدفاع عن الديمقراطية من اجل اثراء انفسهم بالمال الحرام من قوت الشعب العراقى المسكين والتجاوز على القوانين وبدعم بعضهم من قبل مسؤولين اكبر منهم بتوفير الحصانة لهم مستغلين العلاقات العشائرية ومبدأ المحسوبية والمنسوبية دأب كل مسؤول من موقعه بدعم واسناد مجموعات ترتبط بهم ليتقلدوا مراكز مهمة وحساسة وهم لايعرفون عنها شيئا سوى من اجل ان يتمتعوا بالامتيازات التى تكفل لهم ولذويهم واقربائهم المزيد من الدخول الفاحشة والغير الشرعية من اموال وقوت الشعب العراقى ، فبدأ هؤلاء وبسرعة فائقة فى استغلال تلك المواقع التى شغلوها بالاستيلاء على اموال طائلة واصبحوا خلال فترة زمنية قياسية من اصحاب الملايين من الدولارات واقاموا الفيلات الضخمة واستولوا على المئات من الدونمات من الاراضى واقاموا فيها منتزهات ودور استراحة لهم ولجماعاتهم ولم يكتفوا بذلك بل اقدموا على شراء دور وشقق لهم فى الدول المجاورة ودول اخرى كى تكون منتجعا لهم اثناء شعورهم بالتعب لمجهودهم الكبير الذى يبذلونه لشعبهم ليل نهار وبدون توقف او استراحة لهذا فهم بحاجة للترفيه بين الفينة والاخرى للسفر وصرف الاف بل عشرات الالوف من الدولارات فى ملذاتهم ونزواتهم الشخصية فى حين ان هناك احصائيات تفيد ان نسبة الفقر فى العراق عامة تبلغ حوالى 30 – 40 % وهم تحت خط الفقر ، لقد كبرت الفجوة كثيرا فهناك من يعيش فى القمة وهو اصحاب الملايين دون ان يمارس عملا يوما او تجارة بل اصبح يملك هذه الملايين بين ليلة وضحاها وبالامس كان فقيرا ومفلسا ولايملك ما يسد رمقه وكان ينتظر من يتصدق عليه . فاية ديمقراطية واية عدالة اجتماعية استبشر بها الشعب العراقى ، هل ان الذين امسوا اليوم من اثرياء القوم يفكرون لحظة واحدة بحالهم كيف كانوا بالامس القريب وهل ان هذا يجعلهم لان يفكروا لحظة واحدة لالاف العوائل التى تئن وتعانى اليوم من توفير نقود الدواء لطفلهم او ابنتهم المريضة او مصاريف ابنائهم الذين يحتاجونه لاتمام دراساتهم او لدفع اجور دورهم للملاكين الذين اصبحوا قصابين ايضا مستغلين تجاهل السلطات امر المواطنين الغيارى من المعدمين والفقراء من اهل هذا البلد الذى اصاب بداء ليس بالمقدور علاجه فى ظل هذه الاوضاع وفى ظل هذه السلطات التى تتذرع بشتى الذرائع من حرب الارهاب والاوضاع الشاذة وعدم توافق الاحزاب على الصيغ والقرارات وغيرها تاركين الحبل على الجرار للمسيئين والمنمتفعين والانتهازيين وتجار الحروب ووعاظ السلاطين ليأكلوا وينهبوامن ثروات هذا الشعب المنكوب وملأ جيوبهم وزيادة ارصدتهم فى البنوك الخارجية .
ان العدالة الاجتماعية التى اصبح شعارا للمرابين يتشدقون به لخدع الجماهير وان المطبلين لبعض الاحزاب والسلطات هم الذين يمكنهم الاستفادة فقط من هذه الاوضاع مثلهم كمثل وعاظ السلاطين الذين كانوا لايبرحون مجالس الخلفاء والامراء والولاة ليتغنوا بقاماتهم وحسنهم وعدالتهم ، فاليوم كثرت اعداد هؤلاء الوعاضين فى العراق مستغلين كل الاوضاع والضروف للوصول الى غاياتهم ومقاصدهم وهم يضحكون فى انفسهم على ذوات الشأن فى هذا البلد ، ويضحكون على الشعب ايضا وعلى تاريخهم وتضحياتهم ومعاناتهم .
اين هم نواب الشعب ام ان النواب الذين يمثلون الشعب قد انسحبوا من الخط الساخن الى الاجواء الباردة ونسوا انهم يمثلون المواطنين وانهم رقباء على ممارسات السلطات الحكومية بعد ان ثبتوا لانفسهم المستقبل الذى لم يكونوا يحلمون به من رواتب مجزية وامتيازات غير محدودة من اموال واراض وجوازات وسفرات وغيرها هل ان هذه الامتيازات قد اغرتهم واسكتتهم ام لانهم يمثلون مرشحين لاحزاب يهابون ان تطال اليهم يد الابعاد والتغيير فيما اذا تجاوز الحد الاحمر الذى رسمه له حزبه واطلق صرخة عدل وحق للسلطات بان ما حدث ويحدث امر لايطاق وغير مقبول او انه تجاوز لكل الاعراف والقيم الوطنية والديمقراطية والانسانية الم تذهبوا الى هناك واقسمتم اليمين لتدافعوا عن الحق والعدل وسواد الشعب المظلوم ؟ ام انكم تباريتم مع اقرانكم وتنافستم للذهاب الى قبة البرلمان فقط لمسايرة السلطة وتحقيق الامتيازات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية في باريس: ما التغيرات في سوق العقارات الفر


.. عيار 21 الآن وسعر الذهب اليوم الإثنين 1 يوليو 2024 بالصاغة




.. -مشهد اتعودنا عليه من حياة كريمة-حفل تسليم أجهزة كهربائية لـ


.. تقديرات تظهر بأن مدى صواريخ حزب الله يهدد بتعطل إنتاج نحو 90




.. كيف تطورت مؤشرات الاقتصاد المصري بعد ثورة 30 يونيو؟