الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجمة الاستيطانية الجديدة وامكانية تحقيق السلام

وليد العوض

2008 / 4 / 5
القضية الفلسطينية


قبل ان تحزم السيدة كوندا ليزا رايس حقائبها وتقفل عائدة الى الولايات المتحدة الامريكية بعد ان ظفرت بعقد سلسلة مع اللقاءات مع العديد من القادة العرب كان ابرزها اللقاء مع السيد الرئيس ابومازن الذي اعرب بعد لقائه معها في عمان عن تفاؤله بعقد اتفاق سلام نهائي مع الحكومة الاسرائيلية مع نهاية العام الجاري ، وقد بعث هذا التفاؤل بعضا من الامل بقرب انهاء الاحتلال واقامة وتحقيق اماني شعبنا في الحرية واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على جميع اراضي المحتلة عام 1967 ولكنه بالقدر ذاته اثار ايضا موجة من الحذر والاستغراب مبعثها معرفة شعبنا بالنوايا الاسرائيلية الحقيقية تجاه مجمل عملية السلام ويبدو ان خبرة شعبنا ومعرفته بكنه الاحتلال ونواياه العدوانية كانت الادق ، فقد صادقت وزراة الاسكان الاسرائيلية على البدء الفوري بتنفيذ اوسع خطة نهب استيطاني منذ اكثرمن عقدين الزمن تتضمن اقامة 1900 وحدة استيطانية موزعه على كامل الاراضي في الضفة الفلسطينية المحتلة وقد جاءت هذه الخطوة لتؤكد ما سبق واعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت اكثرمن مرة لناحية اصراره على مواصلة الاستيطان وافصاحه عن ان حكومته لم تقدم اي تعهد بوقف ذلك سواء في انا بولس اوغيره كما تأتي هذه الخطوة العدوانية الواسعة استمرارا للسياسية العدوانية الاسرائيلية في فرض الوقائع المتسارعة على الارض بما يحول دون تطبيق قرارات الشرعية الدولية وانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينيةالمستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ، ومن خلال اطلالة على هذه خطة الهجوم الاستيطاني الشاملة التي وافق عليها رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ذاته وتقضي ببناء 158 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة افرات جنوب بيت لحم و 682 وحدة في مستوطنة بيتار عليت غرب بيت لحم و 160 وحدة في مستوطنة جبع " بنيامين " 510 وحدة في غفعات زئيف جنوب غرب رام الله و 302 وحدة في مستوطنة معاليه ادوميم شرق بيت لحم و48 في كريات اربع بالقرب من الخليل بالاضافة الى 48 وحدة في مستوطنة ارئيل بالقرب من سلفيت ، يتضح دون ادنى شك انها تمثل الاخطرمن حيث حجمها واتساعها لتشمل اكثر المناطق استراتيجية وحساسية في الضفة الفلسطينية ومع الانتهاء منها تكون حلقة بناء الجدارقد أكتملت وتكون القدس قدعزلت تماما عن اراضي الضفة علاوة على اتمام تجزئة ما تبقى من اراض لم يبتلعها الاستيطان بفعل سيطرة المستوطنات على محاور الطرق الرئيسة فيها، مما يكشف المسعى الحقيقي للحكومة الاسرائيلية الذي يحظى في الوقت نفسه بتواطىء امريكي يتمثل باستمرار عملية المفاوضات ودورانها في حلقة مفرغة على حالها بينما تستغل حكومة اولمرت ذلك لتنفيذ هجومها الاستيطاني الكاسح على الاراضي الفلسطينية بما لايبقي منها ما يمكن التفاوض بشانه بعد وقت قصير ، ولذلك فان لعبة الخداع هذه لا بد وان تتوقف وهذا يتطلب بكل تأكيد وقف المفاوضات والتوجه للعالم اجمع لوضعه امام مسؤولياته تجاه ما يجري من عدوان على الارض يتنافى مع ما تسعى الترويج له الادارة الامريكية حول عملية السلام بينما الوقائع على الارض هي غير ذلك تماما ، و في هذا الاطار يبرزالتساؤل المشروع عن اي اتفاق سلام يجري الحديث في ظل هذا العدوان ووخطط وبرامج الاستيطان المتواصل الذي ينهب الاراضي الفلسطينية ويعزلها عن بعضها البعض ويحول دون اقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على الاراضي المحتلة عام1967 ،هل هو اتفاق اطار كما يحلو للبعض تسميته يتم القبول بموجبه بما فرضته سياسة الاستيطان من وقائع على الارض ويطلق عليها دولة فلسطينية وفقا لماجاء في رؤية بالرئيس الامريكي جورج بوش خاصة وانه تحدث في رؤيته تلك عن مثل هكذا دولة وتجنب الحديث عن ماهيتها وحدودها وهل ستقوم على الاراضي المحتلة عام 1967 أم ستقوم على على جزء من هذه الاراضي التي لم يصلها الاستيطان الاسرائيلي بعد ، إن هذا الوضع الخطير يتطلب كما اشرت اعلاه مواجهة سياسة الخداع الاسرائيليي المدعومة امريكيا ووقف المفاوضات بما فيها تجميد اللقاءات بين الرئيس ابومازن و رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت وربط استئنافها بايقاف الاستيطان الزاحف على ارضنا، والتوجه كما سبق واسلفت للمجتمع الدولي لمطالبته بالتدخل وممارسة الضغط على الحكومة الاسرائيلية واجبارها على تلبية استحقاقات عملية السلام وفقا لما اقرته قرارات الشرعية الدولية ، كما ان هذه التحديات الكبيرة تتطلب الاسراع في استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية و انهاء حالة الانقسام لمواجهة التحديات والمخاطر التي يتعرض لها مشروعنا الوطني الفلسطيني برمته وفي هذا السياق فإن ما شهدته حوارات اليمن من تقدم تمثل في التوقيع على اعلان صنعاء تبين انه بالامكان التقدم للامام بوتائر اكثر ايجابية تفضي الى تطبيق المبادرة اليمينة والوصول الى انهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر