الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمة العربية مراوحة بين الفشل والفضيحة

حسين خوشناو

2008 / 4 / 6
كتابات ساخرة


أصبح وصف القمم العربية بقمم الفضائح أمراً مألوفاً لدى عامة العرب من المحيط إلى الخليج. وكان أحد رؤساء العرب قد قالها بصراحة من على شاشة التلفزيون من دون تردد.
من أجل ماذا يجتمع رؤساء وزعماء العرب؟
في دمشق نفسها وأثناء انعقاد القمة فتحت شرطة سوريا العروبة النيران على المحتفلين الأكراد من السوريين، في مدينة قاميشلي. قتل وجرح ما يقارب عشرين شخصاً، بينهم أطفال.
فلسطين أصبحت ملعباً للهزائم والعار على جبين الأنظمة العربية. لبنان يئن تحت الكوارث ويعيش منذ شهور بدون رئيس. الدول العربية في غالبيتها تعيش الأزمات والكوارث على كافة الأصعدة.
ماذا فعلت القمم العربية للشعوب العربية وماذا قدمت غير المزيد من المحن والانهزام والفشل؟
والغريب أن الدول العربية تعتبر الأغنى بين دول العالم من حيث الثروات والطاقات والموارد. فحتى جغرافياً وبشرياً تتمتع المنطقة العربية بامتيازات عظيمة تفتقد إليها دول أخرى في العالم لكنها تعيش أفضل حالاً من الدول العربية.
في العراق يحترق البشر والحجر والشجر أمام العرب كلهم وأمام قمم الفضائح والفشل.
منذ سقوط النظام قبل خمسة أعوام والعراق يذوب في الكوارث والفتن والعرب منقسمون بين جبانٍ لا يقدر على فعل شئ وإرهابي جاهل لا يعرف غير الخراب والدمار.
سوريا التي تنعقد فيها القمة العربية الحالية لم تدخر جهداً في إرسال الإرهابيين والانتحاريين والمفخخين إلى الشعب (العربي الشقيق) في العراق (الشقيق).
منذ خمسة أعوام وسوريا تعبث بالأمن العراقي كما عبثت وتعبث بالأمن اللبناني (الشقيق) عبر الاغتيالات التي طالت السياسيين والصحفيين هناك، ناهيك عن الاحتلال الذي أهدر كرامة البلد لسنين طويلة.
أغلب الانتحاريين الذين يقتلون الأبرياء في العراق يقدمون من سوريا قلب العروبة النابض.
قمّة وقمم عربية ونزداد معانات فوق معانات، وكوارث فوق كوارث. الأمية متفشية فينا والفقر أنهكنا والقتل والتشرد حوّلنا إلى أغرب مخلوقات هذه الأرض.
لكننا أيضا نزداد قمّة بعد قمّة في القصور والمضايف الفخمة المرفهة، يتمتع فيها رؤساء العرب وزعماؤهم بالنعيم من متع الدنيا.
قبل يومين وفي بغداد، حيث فرضت السلطات منع التجول فيها، كانت امرأة تنزف بسبب وفاة جنينها منذ خمسة أيام لكنها كانت عاجزة عن الانتقال إلى المستشفى.
وفي الجانب الآخر عرضت القوات الأمريكية شريط فيديو على نوري المالكي رئيس الوزراء، تظهر فيه ميليشيات مسلحة وهي تسرق نفط البصرة بمقدار 65 مليون دولار يومياً.
الضائعون والمشردون واللاجئون والجائعون والأموات، تعج بهم دولنا العربية الفاضلة التي لا تأخذها الحياء في الكف عن إجراء أي قمة بعد كل الفضائح والفشل الذي رموه إلينا بعد نهاية كلّ قمة.
والغريب أن رؤساء العرب وزعماؤهم لا يستحون أبدا أمام رؤساء وزعماء العالم وهم يقودون شعوباً أهلكتها الفتن والقتل والتعذيب في السجون والجوع والموت المجاني.
على كل حال فالشعب العربي يعرف جيداً مضمون هذه القمم وعجزها عن توفير مجرد البقاء كبشر للشعوب العربية من دون رفاه.
ولكن كيف يتجرأ هؤلاء على انعقاد هكذا قمم أمام العالمين دون حياء أو ضمير؟
قديماً قيل إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
رئيس تحرير صحيفة الفرات ـ أستراليا
www.furatnews.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة