الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دار فور: حرب تلد أخرى........

احمد ضحية

2003 / 12 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لقد عبر تنظيم السلطة الحاكمة في الخرطوم ( الحركة الإسلامية )منذ مجيئه في 89 عن أشواق القوى الاسلاموية بشقيها :( الطائفي والحديث )إلى جانب القوى العروبوية الأخرى ...
وبشظى تنظيم السلطة تشظت هذه الأشواق التي عبرت عنها شعارات المشروع الحضارى :( الوحدة الاسلامية , الوحدة العربية , الدولة الإسلامية , الخ ..) وبوصول هذا التشظى الى بدايات النهاية , بانقسام التنظيم الحاكم وبسبب الاحداث التى عصفت بالعالم منذ احداث سبتمبر الشهيرة ونتيجة لرعب السلطة  وخوفها من العصا الامريكية وانهيار اجهزتها الفعالة وطوباوية اشواقها المسماة (المشروع الحضارى)ونتيجة لتمرد المجتمعات فى السودان على هذه الاشواق التى حددت مشروعا افتراضيا ينهض فى تصفية الثقافات غير العربية واستيعاب ما استطاعت بالاسلمة والتعريب القسريين , متناقضا بذلك (المشروع ) مع الواقع الفعلى العملى لدولة مثل السودان , بتطلعاته في الأمان والتنمية والاستقرار والسلام , عكس المشروع الطامح للجهاد في سبيل الحور العين ( بحكم وعيه التناسلىالمرضى).. ونتيجة لحصار الإقليم المتخوف من طبيعة المشروع النازعة للإمبريالية , ولتوظيف أميركا في حربها على الإرهاب كل امكاناتها في القمع النفسي والترغيب في إن !للتنظيم الحاكم في السودان مع الانتصارات المتوالية للجيش الشعبي والحركة الشعبية على المستوى العسكري والسياسي وتكريسها لواقع جديد ( المناطق المحررة )كدولة داخل دولة , مكا جعل التنظيم الحاكم يتخوف على مستقبله ومستقبل الثقافة التي ينتمى إليها , إلى جانب شبح تجزئة السودان وانضمام أجزاء منه لدول أخرى(حلايب ) او اقامة دولة فى الجنوب الخ ..الى جانب ماتوحى به المشاريع الانفصالية الاخرى فى غرب السودان ... لكل ذلك وافقت حكومة الخرطوم على ما أملته عليها أميركا من أجندة دون ان تضع فى اعتبارها شركائها الآخرين (دار فور ) التى تتقاطع مع المركز فى كثير من مكوناته الثقافية التى اهمها الدين واللغة ..واشتراكها مع مركز الخرطوم في الأشواق المنهارة ثم ادراكها ان إقليم ها سيخرج من قصعة لعبة السلطة والثروة فى السودان دون اى مكسب من المكاسب التى ظلت تتطلع اليها باعتبارها اكبر أقاليم السودان وتشارك فى الدخل القومي ب29% بينما لا يصرف عليها سوى 3%وبذلك كانت ممولا اساسيا للحرب فى الجنوب وهو ما يدفعها الان للتحرك بسرعة للتاثير فى التوازنات السياسية بعد ان فقدت الكثير من شبابها وقودا لحرب الجنوب ..يساعدهم على هذا التحرك الطبيعة الجغرافبة للمنطقة وشسوع الاقليم وتميزه بالقلق والتوتر الاثنى والثقافى خاصة بعد الاجراءات التى قامت بها سلطة غرب دارفور فى 95 من محاولة لازاحة القبائل غير العربية واحلال القبائل العربية محلها ومن الجانب الاخر نجد ان الحركة الشعبية رغم ان مشاكوس جاءت بما دون احلامها وفى توقيت لا يناسبها وفقا لظروفها الخاصة بشان التحول من مرحلة الثورة الى الدولة الا انها بقراءتها لسعى دارفور التاثير فى توازنات اللعبة السياسية فى الخرطوم رات (كما اتصور ) انها لو لم تستغل الفرصة لاقتسام السلطة والثروة فى السودان مع نظام الخرطوم وحلفائه من قوى اسلاموعربية فان نمو المركز العسكرىلدارفور بشكل مضطرد بمرور الوقت يجعل فرصتها فى مثل هذه التسوية امرا عسير المنال ان لم يكن مستحيلا فاى مركز عسكرى قوى يوازى الجيش الشعبى ومشتقل عنه فىلا ذات الوقت يضعف من فرصة حصول الحركة الشعبية على مكاسبها فى الاتفاق الثنائى بشان السلطة والثروة فى السودان فعلى الرغم من حرص الحركة الشعبية كما جاء على لسان ناطقها الرسمى ادانة انتهاكات حقوق الانسان فى دارفور الا انه لم ينسى اعرابه عن ان ثمة بوادر لاتفاق وشيك حول السلطة والثروة .. ومن المؤكد ان الوصول لاتفاق ثنائى بين طرفى الصراع التقليديين فى السودان بالضرورة يقود الى قبول بتركة هذه السلطة والثروة وهى تركة مثقلة بالمشاكل المعقدة التى اولها دارفور ! التى تهدد مستقبل هذا الاتفاق الذى تم التوصل اليه بين الشمال والجنوب بعد حرب طويلة منذ 1955 لم تتوقف الا لتبدا مرة اخرى اشد شراسة واكثر خسائرا (مادية وبشرية) وهنا يبرز بالضرورة استفهام كبير ؟؟.. ما اود الخلوص اليه ان حرب الشمال الجنوب اذا كانت طويلة فى مدتها وعميقة فى جراحاتها وعالية الكلفة المادية والانسانية فان الحرب فى دارفور لن تكون نزهة خاصة بعد ان قام نظام الخرطوم بحملات انتقامية ومجازر وابادة بشعة ترتب عليها هجرة ونزوح اكثر من مليون ونصف داخل السودان ورقم يساوى هذا الرقم من النازحين الى تشاد ؟؟!1 كل ذلك اصبح الان جزء من الوجدان الثقافى لهذا الاقليم وكل ما تاتى به الايام القادمة هو ما ينبعث عن هذا الوجدان فى سبيل الحفاظ على الارض والتاريخ والثقافة والحق وهى امور اقوى من دعوة حكومة الخرطوم لمثقفيها المركزيين توحيد خطابهم ضد ما اسمته مؤامرة لتدويل قضية دارفور (صحيح الاختشو ماتو ) حكومة الخرطوم اعتادت تاريخيا توهم اعداء للدين والوطن ؟؟فى محاولة لدفن راسها فى الرمال غطاء لما ترتكبه من مجازر بشعة ضد كل المطالبين بحقوقهم ومخالفيها  واذ تفعل ما تفعل فى سبيل مصالحها الضيقة التى من بعدها الطوفان ...
ان جبال النوبة لم تحظى بوضعية الحماية الدولية التى تتمتع بها الان لولا تحرك دارفوروارهاقها لنظام الخرطوم واذا كانت دارفور حريصة على نيل حقوقها كاقليم ظل كاحد المصادر الاساسية لثروة المركز واحد عناصر قوته الضاربة فى الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب .. لن يتحقق ما تحرص عليه الا ببقائها كمركز قوى ومؤثر يتكامل دوره مع دور الشرق وجنوب النيل الازرق وجبال النوبة الذين يجب ان يكون لهم دور حقيقى من الان فصاعدا فترتيبات النظام مؤخرا لضرب مؤتمر البجا على خلفيتها يمكن قراءة ما يخبئه النظام من تاكتيكات بائسة اعيد انتاجها عن تاكتيكاته التى ظل يستخدمها لتغويض الجيش الشعبى دون ان يتعظ او يعتبر ... والسؤال الجوهرى المطروح الان على مركز الخرطوم بعد تفويض التجمع الوطنى المزعوم لرئيسه محمد عثمان الميرغنى للوصول الى اتفاق مع نظام الخرطوم فى جدة ودعم الحركة الشعبية لهذا الاتفاق (كما حجاء على لسان رئيسها )..
بعد تجربة الحرب الطويلة بين الشمال والجنوب وبعد كل ما تم التوقيع عليه من مواثيق منذ21اكتوبر 89فى اسمرا وغيرها ما الذى تعلمته اطراف النزاع من هذه التجربة وما الذى نسيته من ماسيها لتبدا من جديد وما هو اثر ما تعلمته من تجربة الحرب المريرة فى النظر والمعالجة لقضية دارفور ؟ !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح