الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خمس سنوات من الغرق في السعادة والرفاهية ..!!

اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)

2008 / 4 / 8
كتابات ساخرة


خمس سنوات مرّت من عمر العراق واعمارنا ، منذ احتلاله .. خمس سنوات من الاحلام والتطلعات مرّت ، فتحقق لنا فيها الكثير الكثيرمن الاحلام الوردية والبنفسجية ، حتى بات الأنسان العراقي مصاباً بتخمة السعادة ، الأمر الذي يتطلب منه ان يقوم بتصدير سعادته الى الآخرين في أ ي دولة من دول العالم التي تدعي الرفاهية ، لترى بنفسها رفاهية تفوق رفاهيتها ..
كيف لا ، وقد تحقق للعراقي كل هذا .. إقرأوا معي هذه القائمة الوردية :
ـ استطاع المتوالون على تسنم مقاليد السلطة تحقيق حالة عجيبة غريبة من الأستقرار ، فأصبحت مدن العراق تسهر حتى الصباح ، والبيوت تفتح ابوابها حتى ساعات متأخرة من ليالٍ بالسَمَر مقضية !!
ـ وفي حالة لم يسبق لها نظير ، تنفس العراقيون نسيم الحرية ، فتحققت امنياتهم في ان يقولوا أي شيء يدور في اذهانهم من غير ان يكون ثمة ( اخ اكبر ) يراقبهم من ثقب باب او من كاميرا في سقف ما مخفية !!
ـ وشهدوا ديمقراطية مثالية ، وشاركوأ باصابع بنفسجية .. حتى ان عدوى الديمقراطية قد تكون وصلت الى العلاقة بين المرأة والرجل ، إذ إنّ الزوج يمكن ان يتكلم بكل حرية وبلا خوف عن رغبته بالتعددية الزوجية ، لتشمل خارطته البيتية كل اطياف المجتمع النسوي ، وياويلها لو قالت له زوجته لا لن اسمح لك بإسم الدكتاتورية ، فإنه عنذاك يقول لها : هذا حقي في الديمقراطية !!
ـ وحيث إن الوطن يطفو على كنوز نفطية ، فقد دخلت مفردة حصة الفرد من النفط الوطني ضمن مفردات الحصة التموينية ، فأرتفع رصيد وزارة التجارة لدى الشعب العراقي على نحو منقطع النظير ، لكن لم ينافسها على عرش حب الشعب لها سوى وزارة النفط التي ساهمت في رفد كل بيت عراقي بحصته النفطية ، وكذلك أغرقت السوق ببراميل النفط واسطوانات الغاز وبأسعار تشجيعية ، حفظت جيوب الناس من الاحتراق بالوقود ، وبذا اصبحت ميزانية الاسرة محمية !!
ـ ومما تحقق على مستوى الوظيفة الحكومية انها صارت امتيازاً يتمنى الشباب الحصول عليه ، فأدنى راتب لايقل عن خمسمائة الف دينار ، ولاوجود لفوارق شاسعة بين ادنى راتب واعلاه ، كلٌّ يحصل على استحقاقه وفقاً لسني خدمته الوظيفية و( تعبه ومجهوده وخبرته العملية ) .. حتى أن رصيد الفتاة الموظفة قد زاد في سوق الزواج ، فصارت الاكثر شعبية ، يتهافت عليها الخاطبون طالبين ودها علّها تنثر على طريقهم زهوراً وردية وأوراقاً نقدية !!
ـ ولابد من الاشادة بدور الدولة في السيطرة على اوضاع السوق ، فلم تسمح بحصول سباق ماراثوني بين الاسعار والرواتب ، لأنها تعرف أن ّ سباقات من هذا النوع تهزم فيها الرواتب ، عادة ، لذا زودت الرواتب بجرعات منشطة ، فهزمت الأسعار ، ولو بطرق منشطة غير شرعية !!
ـ وحقيقة ان حالة غير معهودة شهدها قطاع الاعمار والاسكان ، إذ زينت الصروح والمباني السكنية شوارع العراق وأحياءه ، واستراح العراقيون من ازمة أرّقتهم منذ سنوات طوال.. غير منسية !!
ـ كما انّ المدن والمناطق انفتح بعضها على البعض الآخر ، ولم يحصل مايريب من نزعات طائفية وتهجيرات وقتولات على الهوية .. حتى ان الدول الاخرى افتقدت الى العراقيين الذين لا يغادرون الوطن إلاً لأنفاق الفائض من اموالهم في جولات سياحية !!
ـ وأما البيت ، فهو جنة المواطن ، إذ يعود من عمله مشتاقاً للبيت ولتوفر كل اسباب الراحة فيه ، فهو في الشتاء دافئ ، وفي الصيف بارد ، بفضل سخاء الكهرباء الذي يمنح المواطن فرصة الاسترخاء على فراشه من غير أن يتقلب بسبب الحر في ظهيرات تموزية أو ترتعد فرائصه من شدة البرد في ليالٍ شتائية !!
ـ ولابد من الأشادة بما شهدته الشوارع عندنا من اتساع ، حتى بتنا نقطعها في اوقات قياسية ، حيث لازحام ولا عوارض ولا حتى يتصدع الرأس بأشعة عمودية !!
ـ خمس سنوات من الهدوء الاسطوري ، حيث يمكن لأيّ منا ان يلقي ابرة على الارض فيسمع صوتها ، حيث لااطلاقة نارية تأتيك بعشوائية ، ولاسيارات مفخخة تسلب احلامك وتبطش باحبابك ، ولامواجهات قتالية ، ولاخوف من بطش مجموعات مسلحة أو عصابات ارهابية !!
ـ خمس سنوات تناولنا فيها بشراهة اطباقاً شهية من شوربة الديمقراطية ، وسلـَطَة الحرية ، ودولمة التعددية ، ومرق الأمان ، ، وباجة النزاهة وحفظ المال العام ، وتبسي الرفاهية ، فماذا نريد بعد ، ولماذا لانستحي من شكاوانا غير المبرَرَة ومطالبنا غير الشرعية حين نقول نريد من الحكومة كذا وكذا وكذا .. ألسنا نحيا بغنج ٍ ودلال ، فلا احد منا يركض وراء حصة تموينية او اسطوانة غاز او عبوة نفطية او يتذمر من غلاء او زحام او سكن بالايجار .. ماذا نريد بعد كل هذا ؟ لماذا لانقمع طمعنا ورغباتنا ولانرضى إلاّ إذا استجابت الحكومة لآخر مطالبنا ( البطرة ) وهو القيام برحلة الى القمر مكوكية !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?