الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أتمنى أن لا تكون حكايتهم .. كحكاية *غاله* !!

جاسم محمد الحافظ

2008 / 4 / 7
كتابات ساخرة


يحكى أن رجلآ مهبولآ إسمه ( غاله) كان قد أقام له كوخآ على تخوم إحدى قرى قبائل شمر الواقعة جنوب بغداد ، حيث إعتاد القوم هناك ، أن يبتهجوا بقدوم عيد ألأضحى من كل عام ، بإقامة الولآئم الفاخرة ، للدلالة على الكرم والسخاء ، مناكفين أبناء قبيلة أخرى تقع قريتها في الشرق منهم ، وتقيم هي ألأخرى ولآئمها لذات السبب ، وكان التنافس بينهما يشتد مع إشتداد أوار نار الطهاة من كلتا القريتين ، فما أن يرى سكان القرية الغربية ألسنة النيران تتصاعد من الشرقية ، حتى حثوا طهاتهم لإلقاء مزيدآ من الحطب الى مواقدهم ، وكان ( غالة ) يهرول بين القريتين مبتهجآ ومرددآ أهازيجآ ترفع حماسة الطرفين ، فحينما يصل القرية الشرقية ، يوهم أهلها بإنه منهم وحريص على نجاحهم ، ويستفزهم من آجل المزيد ، مرددآ إهزوجة يقول فيها : أحاه... يالطمعه الغربينه !! ويكررذلك مع أهآلي الغربية قائلآ : أحاه.... يالطمعه الشرجينه !! ويظل على هذا المنوال الى أن يحل وقت تناول الطعام ، حيث ينهي مشاويره عند أكثر الموائد دسمآ ، حتى غدت إستمالته للبقاء عند إحدى القريتين مؤشرآ للجودة عند مستميليه ومصدرآ للتهكم عند الآخرين ، وذات مرة إتفق الطرفان أن يباغتا (غاله ) ليحرمونه الأكل، فما أن إنتصف المسكين الطريق بين القريتين ، حتى قدم الطهاة لظيوفهم الغداء على عجل ، فعند وصوله القرية الشرقية وجد الناس منهمكين في تناول الطعام وليس له مكانآ بينهم ، فوضع طرف ثوبه في فمه وراح يركض صوب القرية الغربية ، فما أن حل بها حتى وجد القوم قد أكلوا الطعام كله ، إفترش (غاله) الأرض وراح يبكي ويلعن الجميع ويندب حضه العاثر .وأظيفت تلك الحكاية الطريفة الى الموروث الشعبي لأهآلي القريتين ومن جاورهما . للتدليل على نهاية الإنتهازيين ، وعدم رجاحة عقولهم .
ولعلي لا أجانب الحقيقة إذ قلت : بأن حالة (غاله) المهبول تشابه الى حدا كبيرحالة بعض رؤساء العشائر العراقية ، الذين ما أنفكوا يهرولون بأزيائهم الشعبية المعروفة ، بين مقرات أحزاب ألإسلآم السياسي المتحاربة على السلطة والمال من كل المذاهب وكذا الأحزاب القومية ، ويقولون في حق قياداتها ذات الأهازيج ، التي قالوها في حق القعقاع إبن يوسف التكريتي ،يوم كان يقتل أبناءهم وينتهك حرماتهم من قبل ، وأني ورب الكعبة لمشفق على هؤلاء المساكين ، اللذين أمضوا حياتهم ، بسبب أوضاعهم المعيشية الصعبه ، عرضة للإبتزاز والإساءة . وإجلالآ لهم وإراحة للناس من هذا الضجيج الذي يحدثوه خارج إطاره التأريخي ،لا بد لنا من التذكير بأن القبيلة ، كشكل بآئد من أشكال إدارة المجتمعات الإنسانية القديمة ، خلت مكانها تأريخيآ الى شكل إداري أرقى منها ، ألا وهو الدولة، التي أنيطت بها مسؤلية حماية مصالح رعاياها دون تمييز، كذاك الذي تقره وتعتز به القبيلة ، كما أن التجارب الحديثة للشعوب، أثبتت بما لا يدع مجالا للشك ، بأن الدولة الضعيفة أو التي وراء إدارتها فكر بدائي ، تنتعش في مجتمعاتها الممارسات القبلية .كما هو شائع في الأحياء الفقيرة او ما يراد له أن يشاع في العراق كله اليوم ، وما ملابسات أحدآث البصرة الأخيرة إلا مؤشرآ لهذا الضعف وناقوس خطر دق في أروقة دار الحكم ، فإهتزت له العمائم والسدارات ، وراحت تفتش عن حلول منافقة في أغلبها ، بددها السيد المالكي – مشكورآ - بإصراره ، ووفاءه بالتزاماته المحلية والعالمية ،في السعي لإحترام الدولة وسيادة قوانينها النافذة ، وبطلان إعلاء دور شيوخ القبائل على أدوار موظفي الدولة ومؤسساتها، رغم ضغط العقلية العشائرية في مفاصل تشكيل وعيه الإسلامي ، إلا إن إدراكه العملي لإستحقاقات الدولة كعقد إجتماعي أوسع وأعقد من مجتمع القبيلة ،الى جانب العقليات الإنتهازيه والميكافيله لقيادات أحزاب الإسلآم السياسي وفي مقدمتها الدكتور إبراهيم الجعفري،التي تشوش على جهوده ، نقلته مؤقتآ الى هذا الموقف الذي يستحق الدعم والتطوير من أجل إحلال السلم الأهلي بالبلاد ، ويبدو لي أن قادم الأيام صعب للجميع ، لأننا ندنوا من حلم الفقراء الجميل ، ولأن الجميع سيواجهون حقائق مستلزمات بناء العراق الديمقراطي الحر والخالي من كل مظاهر التخلف والجمود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا


.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل


.. الطفل آدم أبهرنا بصوته في الفرنساوي?? شاطر في التمثيل والدرا




.. سر تطور سلمى أبو ضيف في التمثيل?? #معكم_منى_الشاذلي