الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على قارعة الزمن الردئ... (2)

ناصر موحى

2008 / 4 / 9
الادب والفن


على يميني تعرى العقل الذي فقد عقله وأضحى معروضا لفنتازيا عدسات الأمم الغابرة واللاحقة ليتسلى به المسافرون فوق كراسي الحانات ويجيش ضده نيرونات ونابوليونات العصر شعوبهم كمبرر لكتمان صفقات تجارة الرقيق بكل ألوان قوس قزح .تعرى العقل وتكفن الجسد فانقطع حبل التواصل ووقعت القطيعة .ذابت ألوان الطيف في بؤر العين وصارت لونين يا أسود يا ابيض .فقد الزمن فسيفساءه الدافع لمحركاته فتوقف حاضره في انتظار اللحاق بماضيه .صبية يركضون بدون معنى بحثا عن طفولتهم التي اختطفتها عصابات اللاعقل لتباع لمشارح الكبار كي يعجنوها كما يحلو لهم . شيدوا أسوار الأبرتايد الجنسي بين ذكورهم وإناثهم كي يكبر الكره والخوف بينهما وينتصرا على الحب و الطمأنينة من مهدهم إلى لحدهم .لوتجرأت وسألت لماذا ؟يقطع لسانك في الحال ثم يجبوك "هذا ماوجدنا عليه آباءنا وهذا ماسيجدنا عليه أبناؤنا وأبناء أبناءنا "!!
طقوس وخزعبلات أنتجتها صدف التكاثر والتناسل والتناحر من أجل موطأ قدم. ورثتها أجيال ببلادة وقدسية حتى تحولت أصناما تقتل الزمن كل يوم قبل أن يقتلها .صباحاتهم لاتبدأ سعيدة إلا بعد أن يجمعوا كل مايدب فوق الأرض في ساحاتهم العمومية العمياء ليتفرجوا على شنق جثة الحرية ,أصل البلايا وأخت حمالات الكفر والرذيلة .وينهوا نهارهم بنفس الطقوس والحماقات كي تتربى القطعان على اجتناب الموبقات واتباع مخزيات السلف الصالح .
على يمين يميني على الجانب الآخر لقارعة الزمن الدنئ قبائل من قرود خرجت على التو من مختبرات داروين قبل ان تكمل تطورها .باعت تاريخها واستأجرأت بطونها وظهورها لإقلاع زمن الآخر واشترت بالمقابل أفواها مهمتها بلع كل شئ دون مضغه ومشانق عنق لستر ورطتها وعورتها المباحة .ولأنهم فئران تجارب في مشارح الإستنساخ البشري في عواصم تحلل أكل لحم الميتة والحية من لحم الإنسان والخنزير.فقد عدلت جينتها لتستقبل نفايات الأفكار والنظريات وتنفيذها دون نقد و مماطلة .
فصيلة بشرية مجازا أفلح عقل الحداثة الغربية في هندستها وإعادة زرعها في مواطنها الأصلية لتقتل أمل المقاومة من جذوره وتؤبداستيطان جراثيم التبعية .حولت
مدارس صنع عقول الأمم إلى سجون لمسخها لأنها باعت عقلها,أممت الفقر والأمية وخوصصت الثروة والمستقبل.علقت نياشين المجد والسلطة وامتطت حصان شرعية وقعت اوراقها في مصانع تعليب تاريخ الشعوب وقطعت جغرافيتها فوق طاولات التنوير كقطع جبن لذيذة ,ثم إقتحمت بمواكب الخديعة والمؤامرة أبواب شعوب تحولت من مالكة أمرها وديارها إلى خادمة وعبدة في إسطبلاتها و حارسة على عتباتها ...(يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتبره تشهيرا خبيثا.. ترمب غاضب من فيلم سينمائي عنه


.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان




.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو


.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف




.. مهرجان كان السينمائي: تصفيق حار لفيلم -المتدرب- الذي يتناول