الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيتام العراق ...رقم قياسي لا يمكن تجاهله

حمزه ألجناحي

2008 / 4 / 8
حقوق الاطفال والشبيبة


لعلي اذا بكيت فلا لوم علي من احد ولا عتب ذاك لأني لي قلب يحب العراق وأهله وكل مخلوق على أرضه يعيش ..
بالأمس خرجت علينا احدى القنوات الفضائية لتعلن للعالم ان عدد الأيتام في العراق يبلغ خمسة ملايين يتيم وهذا الرقم ليس الاخير بل ربما العدد يتجاوز هذا الرقم وهذه الإحصائية مأخوذة من احدى المؤسسات العالمية التي تعنى بحقوق اليتيم والمنظمة معروفة ويعتد بها وبسمعتها ولها باع طويل في هذا المضمار ..
حقيقة ان هذا الرقم في الوهلة الاولى لسامعه لا يترك اثر شديد الوقع لكن ما ان تعيد الرقم وتربطه بسكان العراق وترجع قليلا لتمحص الرابط بين اليتيم ومن فقد من ابوه او أمه ترى انك تصاب بالذهول والانكسار كون ان الرقم يمثل عدد لا يمكن مغادرته بسهولة دون التوقف عنده ولساعات طويلة..
لنبدأ بنفوس العراق أولا حسب الإعلانات والأرقام المتداولة للجهات المعنية يصل عدد نفوس العراق الى الثلاثيين مليون نسمه( 30 مليون نسمة) يعني أن (5 ملايين يتيم) هم سدس سكان العراق أي ان كل ستة مواطنين بينهم يتيم ...ولو سلمنا أن متوسط العائلة العراقية تتكون من خمسة أطفال يعني أن لهذا الرقم معنى ان هناك مليون رجل متوفي ترك وراءه ابناءه للدهر والزمان ويعني ايضا ان هناك مليون امراة ارملة تعيش في وطني العراق ...ولك أن تعلم مايعني أن هناك مليون أمراة عراقية ارملة ولو رجعنا لمتوسط العائلة العراقية لتبين لدينا (200000)الف عائلة عراقية تعيلهم الام الأرملة وأطفال ايتام لا يعرفون معنى للابوة وحنانها ولا ينتظرون أبوهم ساعة تطرق الباب ليحمل لهم من خيرات الله على قلبه من اللعب والحلويات ..
ويعني ايضا ان مليون امرأة تنام يوميا على فراشها تتقلب وليس لها زوج وحبيب تلعب بها الافكار والوساوس..
والسؤال هو كيف تعيش هذه المئتي الف عائلة في عراق اليوم الذي تتصارع الرجال من أجل العيش والزمان وغلاء الأسعار والعنف هو المنتصر دائما ..
لنعود ثانية الى الخمسة ملايين يتيم ..يالله لااعرف كيف لي أن اتصور مثل هذا الرقم وانا أكتب عنه بأعصابي هذه اسمحو لي أخواني أن افترض لكم ولو جدلا أن ان نصف الخمسة ملايين من هؤلاء اليتم هن من البنات والنصف الاخر من الاولاد ...
لنأتي الى الاولاد اكيد ان ثلاثة أرباع من هؤلاء الأولاد أي(1875000)يتيم ولد لايتلقى التعليم الجيد ولا يتلقى التربية الجيدة والعيش الرغيد واكيد انه سينزل الى الشارع اما متسول او يمتهن مهن لأكبر من سنه او انه سينحرف وتتلقفه جهات مشبوهة تسخره لأعمال العنف أي اننا سيكون لدينا جيش جرار في الشارع هو المسيطر بمجرد ان يصل عمر ذالك اليتيم الخامسة عشر من عمره واذا دخل ذالك الشاب الى سن المراهقة فما عليك الا ان تقرأعليه وعلى عائلته الف سلامة وسيكون هو المسيطر على الشارع يعني هناك شاب في الشارع امي مجرم منحرف لايردعه قانون ولا دين ولاعائلة ولا عرف,, وزماننا اليوم شاهد وما العنف في العراق الا من تلك الطفولة التي وجدت نفسها يتيمة ..وااكد ان اغلب هؤلاء المجرمين هم من الايتام اللذين مات اباءهم في زمن الطاغية وحروبه واعداماته,,,
اما الشريحة الثانية وهي النصف من هؤلاء الايتام وهن البنات والبنت اشد خطورة على المجتمع من الولد اذا كانت تفتقر للتربية الصحيحة والتوجيه والنصح والارشاد واي ام ستكون تلك الفتات عندما تصبح اما وهي غير متعلمة وغير عارفة بأهميتها وتأثيرها على المجتمع واي مدرسة تلك وماذا سوف تخرج من جيل للمجتمع واي طيب للأعراق سيكون في مجتمعنا ...
ان الظروف التي يعيشها العراق من مأسي وويلات ابتداء من الحروب العبثية للطغاة الى السجون الى الارهاب كل تلك مجتمعة ولدت لدينا هذه الأجيال والتي ستكون بعد مرور عقد ونصف من الزمن آباء وأمهات وتصور اب له مثل تلك الصفات وام لا تحمل ولا تعرف أي معنى للحنان لأنها لم تعيشه ماذا سيخرج من هؤلا ء للمجتمع ....
ان مايمر به العراق من عدم أستقرار وعدم التفات لهذه الملايين الخمسة من ايتام العراق ستكون قنابل موقوتة بعد ان يتعافى الوطن ويستنشق هواء الامان والسلام وستواجه الحكومات العراقية مشكلة ليس ككل المشاكل لذالك عليهم الاستعداد من الان وتوخي المحذور والاستعداد له اذا بقي الحال كما هو عليه ودراسة الامر وتشكيل لجان متابعة فاعلة لدراسة هذه الموجة من المشاكل لأنه ستكون لدى الحكومات خمسة ملايين مشكلة بالإضافة الى المشاكل الاخرى ...
بحثت في عرض البلاد وطولها عل أجد في واحد من تلك الأوطان خمسة ملايين يتيم حتى أواسيه فلم اجد الا في وطني فواسيت نفس على حزنها وصبرتها على نفسي
فليس مثلي محزون ولا شبيه لوطني وطن انه وطن الأيتام والأرامل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد