الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طغيان الخطاب الفئوي في العراق

عبد العالي الحراك

2008 / 4 / 9
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


لقد زرع النظام السابق الحقد والكراهية في نفوس العراقيين , بسبب الظلم والقمع وسلب الحريات وكم الافواه ونشر الخوف بين صفوف الشعب .فأتجه الناس الى الدين والتدين وسيلة للتعبيرعن ما في داخلهم من كبت وحرمان . وبعد سقوط النظام وانهيار مؤسسات الدولة الرئيسية وانعدام القانون وانتشار الفوضى وسيطرت الطائفية السياسية على زمام الامور, توجه الناس الى ذواتهم وفئاتهم القبلية والعشائرية والاثنية والمذهبية والمناطقية والقومية واهملت الخاصية الوطنية التي تجمع الجميع وتوحد مصيرهم . فظهرت الى السطح وبشكلها القبيح تسميات مقززة كالشيعة بأحزابها وكتلها والسنة كذلك , ثم الاكراد والتركمان والكلدواشوريين والايزيديين والصابئة وفئات مختلفة من المسيحيين . ومن الاكراد فرق كالكرد الفيليين وغيرهم وهي مكونات حقيقية للشعب العراقي , موجودة منذ القدم ولكن ظهورها بهذا الشكل الضار على المصلحة الوطنية العامة جعل الامور تنحدر نوح الحضيض في كل شيء , حتى الانسان الوطني التقدمي صار يستعمل هذه التعابير والمسميات وكأنما واقع التخلف قد فرض نفسه على الجميع . وكأن الجميع لا يستطيع ان يضمن حقوقه الا عبر فئته الضيقة لأنه يغار من فئة اخرى كبيرة قد تأكله . أي انهم جميعا تبعوا جبهة الائتلاف الشيعي وجبهة التحالف السني . وكانما الوطن والشعب يحتوي فقط على الشيعي والسني علما بان هذا الشيعي وذاك السني لم يكونا جميعا ضمن التدين السياسي , ولكن تيار الجهل شملهم واوقعهم في احضان الطائفية التي اراد لها السياسيون ان تستخدم لاغراض السياسة وبسط السيطرة والنفوذ على حساب المجموع المعبر عنه بالشعب الذي يعيش على ارض واحدة هي الوطن العراقي . وفي النتيجة ماذا كسبت كل طائفة وكل فئة ؟ فهذه طائفة الشيعة , مراجعها الدينية واقطابها المتسيسين لم يكسبوا شيئا لطائفتهم . وايضا السنة وبقية الفئات والطوائف لانهم تفرقوا وخسروا الوطن . حتى السياسيين فقدوا فكرهم السياسي وابتعدوا عن مبادئهم وانشغلوا بطائفياتهم وفئوياتهم . فالاسلاميون ابتعدوا عن اسلامهم ودولتهم الاسلامية الموعودة واستبدولوها بالميليشيات والتحالفات السلطوية والحروب والقتل والتقاتل . يتصارعون على السلطة بين شيعي وشيعي من جهة وبين شيعي وسني من جهة اخرى وكذلك بين السنة صراع مرير في المناطق الغربية فلا ثقة بين الطرفين بل كل يصطاد الخيبة في المياه العكرة للاخر. والاكراد انحسروا في اطار مطاليبهم القومية في كردستان ولم يهدؤا قليلا الا بعد التدخلات التركية المعروفة الاسباب والدوافع . ام القوميون العرب فما زالوا شوفينيين لم يتزحزحوا قيد انملة عن اطروحاتهم وعنترياتهم وغير قادرين على لم شملهم . حتى وان ادعوا بان الوجود الايراني في العراق يهدد وجودهم القومي الا انهم دون مستوى الحفاظ على كرامتهم حتى بمفهومها القبلي والعشائري . اما الطرف الوطني اليساري في العراق فقد تشقق وتمزق وهو غير قادر على مواجهة هذه الهبة الطائفية والفئوية , بل ان كثير من كوادره ومثقفيه قد انجروا في ذات الخطاب الفئوي فبدل ان يحتووا الجميع ضمن الاطار الوطني والخطاب الوطني العام اخذ بعضهم يطالب بحقوق الصابئة مثلا كونهم صابئيون ودافعوا عن الكرد الفيليين كونهم فيليون مظلومون وهكذا.. بينما كان الاجدر المطالبة بازالة مظلومية هؤلاء جميعا من خلال وجودهم الانساني والوطني ويجب ان يرفع عنهم وعن غيرهم الظلم . وبهذا يكون اليساري الوطني قد دافع عن حقوقهم جميعا باطار وطني وعبر خطاب وطني ويكون قد منع انتشار الخطاب الفئوي الخطير . هل نبقى على هذه الحال رغم ثبات فشل الخطاب الفئوي والطائفي , ام نعود الى الوطنية التي تشمل الجميع وتحل مشاكل الجميع ؟ يجب ان تزيل كل فئة وكل طائفة عن نفسها المظلومية الاحادية واعتبار الجميع مظلومين ضمن اطار الوطن العراقي , من قبل الاحتلال والتدخلات الاجنبية والطائفية. وان هذه المفاهيم التفريقية يجب ان تزول لأنها ضارة بالجميع والعودة الى الخيار الوطني الانساني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما المتوقع بعد فوز حزب العمال البريطاني في الانتخابات العامة


.. ريشي سوناك: حزب العمال فاز في الانتخابات وحزبنا يواجه هزيمة




.. انتصار ساحق لحزب العمال في انتخابات بريطانيا أنهى هيمنة 14 ع


.. كلمة ابراهيم النافعي في افتتاح مؤتمر القطاع النسائي




.. كلمة زكية الشابي في إفتتاح مؤتمر القطاع النسائي