الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الديمقراطيون والجمهوريون وجهان لعملة واحدة؟

طارق قديس

2008 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


نادراً في هذا العالم ما يستطيع الإنسان العربي عندما يأتي الحديث على الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة الأمريكية، ويُسأل عن أيهما يُفضل أن يفرِّق ما بينهما، فهما لدى أغلب الناس وجهان لعملة واحدة، فقليلٌ هم من يجدون فرقاً ما بين الحزبين، والأقل منهم هم من يقفون في المنطقة الرمادية فلا يعرفون الجواب!
والمسألة إذا ما تم تبسيطها سيتضح عندها أن الجواب يحتمل وجوه عدة، وذلك إذا ما نظرنا إذا الحزبين من زوايا مختلفة، وبنفس الدرجة، فمن يرى أن الحزبين هما وجهان لعملة واحدة فقد اختزل الحزبين بموقف معين قد تقاطعا فيه ومشى على هديه بالمطلق، ومن يرى أنهما مختلفان فقد نظر إلى موقف معين لم تلتقِ مصالحهما فيه بشكل نسبي أو مطلق.
وإذا ما نظرنا إلى اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية منقطع النظير بإسرائيل ، وتبنيها لكل ما يمس أمنها وكينونتها فقط، فإننا سنجزم بالتأكيد أنه لا فرق ما بين الحزبين.
إلا أننا إذا ما أمعنا النظر في التفاصيل الدقيقة لموقف الفريقين من القضية الفلسطينية، فإننا سنجد أن شكل اللوحة سيختلف، وأن هنالك بعض الفروق التي لم نرها عن بعد، فاهتمام الفريقين بحل القضية الفلسطينية والشرق الأوسط لا يحمل نفس الاهتمام لديهما، خاصة وأننا قد رأينا غير مرة دأب الجانب الديمقراطي على إيجاد مخرج مناسب لكل الأطراف من هذه الإشكالية التاريخية المركبة، ولنا في ما فعله الرئيسين جيمي كارتر وبيل كلينتون مثالين على ما نقوله، في حين أن هذه القضية عينها لطالما كانت على هامش اهتمامات الجانب الجمهوري، ولنا في ما فعله الرئيسين جورج بوش الأب والإبن مثالين على ذلك أيضاً، وعليه فلن تكون مسافتنا من الحزبين على نفس الدرجة إذا ما انطلقنا من هذه الزاوية، وسنكون من دون أن نشعر أقرب إلى أحدهما من الآخر.
هذا وإذا ما تعمقنا في مواقف الحزبين من القضايا الاجتماعية، كالأخلاق ، والإجهاض، وزواج المثليين سنرى أن فجوة الفروق ستزداد هوة، خاصة وأن كلاً منهما يقف على طرف نقيض من الآخر، حيث أن الديمقراطيين يدعمون الحرية المطلقة للفرد، وزواج المثليين، والإجهاض، فيما الجمهوريون هم من ألد أعدائهم في تلك الأمور.
وبذا يتضح أنه بإمكان أي شخص بسهولة أن يحدد موقفه من الحزبين أو يقف منهما على نفس الدرجة ، وكل ما عليه هو أن ينظر إلى اللوحة كاملة أو أن يكتفي بالنظر إلى جزءٍ منها، فيرى الحزبين تارة يجمعان على موقف وتارة يفترقان تبعاً لمصالحهما العليا، على أنه في كلا الحالتين ليس له سوى أن يجلس في مقاعد المتفرجين، وقد اعتدنا في الشرق الأوسط منذ زمن بعيد على أن نتقن لعب أدوار المتفرجين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبهة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا تشتعل من جديد


.. بعد عامين من اغتيال شيرين أبو عاقلة.. متى تحاسب دولة الاحتلا




.. الطلاب المعتصمون في جامعة أكسفورد يصرون على مواصلة اعتصامهم


.. مظاهرة في برلين تطالب الحكومة الألمانية بحظر تصدير الأسلحة ل




.. فيديو: استيقظت من السبات الشتوي... دبة مع صغيريْها تبحث عن ا