الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صولة الفرسان واللحظة العراقية الراهنة

سلام خماط

2008 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


لقد أصبح من الواضح تماما ومما لا يقبل الشك إن الجماعات المسلحة التي كانت وراء
الأحداث الأخيرة في البصرة وبعض المدن الأخرى وما ارتكبته من جرائم ما هو الا تعبير
عن خزين من التزييف والتضليل التي ترزح تحت وطأته,حيث كان هدفها السيطرة على القوى الاجتماعية وإخضاعها للأمر الواقع من خلال استخدام العنف وبكل إشكاله ,وإخضاع القوى السياسية كذلك التي تعتبرها هذه الجماعات قد استأثرت بالسلطة ,مستندة إلى توجيهان واومر أضفت على إعمالهم الشرعية لتبرير ما حصل وما سيحصل تحت حجج واهية لا تستند إلى العقل والمنطق .
من هنا لا يمكن لنا ان نفهم العنف وما يترتب علية من تداعيات دون النظر إلى الأسباب الحقيقية التي تقف وراءه ,ومنها على سبيل المثال لا الحصر :ضيق الأفق السياسي لزعماء هذه المجاميع بالإضافة إلى الجهل ومستوى الثقافة المتدني التي يتصفون بها والتي طالما ولدت الاحتقانات والأزمات كلما وجدت لها متنفسا لتخرج ومعها الرفض الموشح بطلب الحق ومعه كل أدوات التأويل التي تلقى آذانا صاغية من العقول غير الناضجة .
كما وان لإعادة الاعتبار إلى الذات لدى بعض الأشخاص الذين يقفون في أدنى السلم الاجتماعي قد تكون من الأسباب المباشرة لما حدث حتى أصبح هؤلاء حديث المجالس بل وحديث الناس.إن تكرار هذه الحوادث أدى إلى تعطيل حالة البناء والأعمار وأفضى إلى خراب مستمر دون النظر إلى المفاهيم التي تتستر بها تلك المجاميع الإجرامية ,والواجب هنا يدعو إلى حملة إعلامية وطنية لكشف زيف الشعارات التي يستخدمونها بسبب عدم ارتباطهم بمرجعيات فكرية أو ثقافية مما يسهل توجيههم بالوجهة التي تخدم مصالح سياسية أو إيديولوجية يراد تمريرها على المؤسسة الشرعية المتمثلة بالبرلمان والحكومة المنبثقة عنه.
إن الكثير من الإطراف المعادية للعملية الديمقراطية تعمل من اجل إيجاد برنامج سياسي مناهض كي تطل الدكنانورية برأسها من جديد ,مرة عن طريق الانقلاب السياسي وتارة أخرى عن طريق أعمال التخريب والمظاهر المسلحة ,
لذا نستطيع القول بان أسوأ أنواع العنف إن يتخذ طابعا دينيا وقمة المشكلة إن يكون هذا العنف مرتبطا بزعامات بدائية يجد قبولا من قبل مجاميع من الجهلة ذات عقليات متحجرة أدت إلى الإخلال في مفهوم الانتماء .
إن الديمقراطية هي جوهر العملية السياسية في العراق اليوم ,ولم تعد هذه الديمقراطية ملكا لأحد حتى يتلاعب بها البعض وفق أجنداتهم السياسية ومنظوماتهم الإيديولوجية والسبب في ذلك هو إن العملية السياسية لا يمكن إن تكون مقبولة ما لم تتوفر لها أبسط آليات المشاركة السلمية ,لهذا فان اللحظة العراقية الراهنة تتطلب حشد كل الطاقات ونبذ المكاسب المؤقتة والتحلي بروح وطنية حقيقية تنظر إلى المستقبل بعيدا عن الممارسات المشوهة والمصالح غير المشروعة التي يدعمها الكثير ومنها دول الجوار على وجه التحديد .
إن الإرهاب والمظاهر المسلحة التي طالت أرواح الكثير من أبناء شعبنا العزيز ما هو إلا محصلة لمشاريع هذا الجوار اللعين .
من هنا أدعو كل وسائل الإعلام إلى شن حملة وطنية ضد ثقافة العنف والتسلط بكل رموزه وقيمه لكي تكون هذه الحملة الإعلامية هي الضمان الحقيقي لاستمرار العملية السياسية ولعدم حدوث صدامات مسلحة جديدة ,ولا أظن إن وسائل الإعلام الحر والشريف لاتتفاعل مع هذه الدعوة التي سوف تسهم في الحد من الموامرات والدسائس التي يقوم بها بعض القابعين خارج الحدود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية