الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الظواهري وقتل الأبرياء

جمال هاشم

2008 / 4 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


كان طبيب الإرهاب الدولي المدعو الظواهري واضحا وهو يجيب عن بعض الأسئلة على شبكة الأنترنيت مجددا مواقف منظمة القاعدة الإٍهابية من العديد من القضايا ، ومن أبرز المفارقات الفاضحة التي توقف عندها المختصون بخصوص تصريحات أيمن الظواهري ، تحريمه قتل الأطفال الأبرياء في إسرائيل من طرف حماس التي تطلق صواريخ القسام بشكل عشوائي على مواطني دولة إسرائيل ، لكن الزعيم الثاني للقاعدة أباح لأتباعه قتل الأبرياء من أبناء المسلمين في العراق والجزائر والمغرب والسعودية ... هكذا وحين سأله السائل عن تفجيرات 11 دجنبر الأخير بالجزائر والتي ذهب ضحيتها حوالي 50 مواطنا أغلبهم من الطلبة ومن المارة ، أجاب الطبيب الإٍهابي الظواهري ببرودة دم قائلا إن القتلى ليسوا من الأبرياء بل هم بمثابة دروع بشرية لحماية من سماهم صليبيين ، وقتلهم بمثابة أعراض جانبية لأية عملية في نظره، وضرورة يبيحها الجهاد ... ولعل كل من سمع كلام هذا الرجل الدموي من المسلمين تساءل مع نفسه : كيف يسمح هذا الإرهابي لنفسه بالتحدث ببرودة دم عن ضحايا الجزائر والدول الإسلامية الأخرى دون أن يبدر منه أسف واعتذار ، في الوقت الذي يعاتب فيه حماس على إطلاق الصواريخ على المستوطنات ؟ هل رق قلبه إلى درجة الشفقة على الأبرياء من الإسرائيليين ؟ إننا لانريد أن يفهم من كلامنا أننا ندافع عن صواريخ حماس ، ولكن ما نعلمه هو أن قادة الإرهاب الدولي لاقلوب لهم ، فهم ساديون ومتعطشون للدماء خاصة بعد الإطاحة بنظامهم في أفغانستان وإفشال مشروعهم في العراق والجزائر ... إن نقد الظواهري لحماس يعكس خلافا داخليا بين التنظيمات المتطرفة ، فالقاعدة تنتقد التجربة الإنتخابية لحماس ، وتنتقد رفض حماس تحويل غزة إلى موطئ قدم للقاعدة ، فحماس كتنظيم سياسي تدرك خطورة التعامل مع القاعدة في سياق سياسي دولي معاد لها . كما أن الأوضاع الهشة في فلسطين وعزلة حماس لايسمحان لها بالتعامل مؤقتا مع القاعدة ولعل مثال نهاية طالبان بعد تعاملهم مع القاعدة عبرة لمن يعتبر إن الظواهري يرد الصفعة لحماس ويسعى إلى إحراجها ولايتعاطف مع الأبرياء لا في إسرائيل ولا في مصر ، فالقاعدة تريد تأجيل جبهة إسرائيل لأنها تعتبر كل أرض فلسطين أرضا مقدسة وجب الجهاد فيها إلى غاية إخراج كل الأجانب منها ، وفي هذا إعلان للحرب على المنتظم الدولي برمته .
إن أغلب المسلمين أصبحوا يدركون حجم الضرر الذي لحق صورة دينهم على يد إرهابيي القاعدة وكل الجماعات المتشددة ، وتأثير كل ذلك على مصالح الدول الإسلامية سلبا ، وعلى مواطنيها في الداخل والخارج حيث أصبحوا مثار شبهة لمجرد كونهم مسلمين أو ذوي سحنات شرقية ، لهذا تراجعت نسبة التأييد للتنظيمات الإٍهابية في العديد من الدول الإسلامية حسب استطلاعات الرأي التي أجريت في الأشهر الأخيرة ، خاصة بعد إدراك الناس لحقيقة موقف الإسلام من قتل الأبرياء ، وارتفاع أصوات رجال الدين والمثقفين المعتدلين الذين أصبحوا يفضحون بجرأة مخططات الجماعات الإٍرهابية السياسية بعد نزع الغطاء الديني عنها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت