الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يصيب القلب يضر بالجسد

زهير كاظم عبود

2008 / 4 / 9
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


أتابع مثل غيري السجال الذي تطور وبدأ يتصاعد ، ينشر سهامه بين أبناء الجسد الأيزيدي ، فيزيدها جراحا فوق جراحه ، أتابع والألم يحز في روحي وأنا اشعر بشماتة أعداء الايزيدي الإنسان والدين .
محنة المثقف الايزيدي مزدوجة ، غالبا ما يقلب الاختلاف الى خلاف شخصي دون مراعاة لواقعه المرير ، والتشظي الذي يصيب الناس ، وربما ذلك ناتج من خلال فتر الصمت والقمع الفكري الذي مورس ضد أبناء الأيزيدية لزمن غير قصير .
ويفترض أن تعدد المراكز والقوى يعود بنتائج إيجابية لصالح الأيزيدية ، وعسانا نكون اقرب الى الواقع حين نقول أن الواقع المؤلم والظلم الذي يحيق بالأيزيدية لم يزل قائما لم نتلمس بارقة أمل أن يكون للأيزيدي ما يكون للعراقي في كل مكان ، وفتات الخدمات والحقوق لاتقنع الحريص .
أن الكتابات النقدية التي تنبعث من عمق معاناة الأيزيدية مهما كانت توجهاتهم الفكرية وأنتماءاتهم السياسية ، فأنها تعبر عن واقع حريص ومتابعة نقدية لمرارة ما يعيشه الأيزيدي ، كما أنها تصب في المجرى الطبيعي العام في التعبير عن آراء تحث كلها على دفع عجلة الأيزيدية الى خطوات أخرى ، لعلها تحقق مكاسب ضئيلة وحقوق تم تغييبها ، وأدمنت جموع الأيزيدية القبول بها .
ومن ينظر بعين الأنصاف وبضمير أنساني لقرى الأيزيدية ومجمعاتهم السكنية والمراكز والمدارس والطرق وشؤونهم الاقتصادية وشجونهم الاجتماعية ومزاراتهم وأماكنهم المقدسة ، يجد أنها كالسابق لم تتغير ولم يحدث التحول الذي يتناسب مع حجم التضحيات التي قدمتها تلك الجماهير ، ولاتم إصدار تشريعات تحمي على الأقل التصرفات المشينة التي تمس بالشأن الأيزيدي الديني ، أو في التخرصات الباطلة التي تسيء للدين ، والتحريض السافر التي دأبت بعض العقليات على ممارسته علنا ، في بلد يقر بالأيزيدية كديانة شكليا في الدستور ، وفي إقليم كوردستان الذي يفترض انه يقر بحقوق الأيزيدية دون أن يكون هناك نص قانوني يحمي الأيزيدي من ذلك ، ولا يترك الأمور تحت رحمة القيادات ومزاجاتها .
أعود الى حرقتي وأنا أطالع تلك الكتابات التي تطورت لتصل الى الاتهامات والتناوش الذي يبعد الأختلاف عن مساره الديمقراطي والمنطقي المقبول ، حتى وصلت الأمور للتهديدات بإقامة الشكاوى الجزائية ضد بعض .
أقول لصديقي الكبير ورفيق رحلة ليست بالقصيرة تخللتها مواقف وأسرار في زمن صعب رئيس القوالين سليمان سفو أن ماكتبه الأخ سفو قوال سليمان في صفحة بحزاني لم يكن سوى تعبيرا عن وجهة نظره ويتحمل مسؤولية مقالته ، والتي لم تخرج من باب النقد الذي يسمح به المنطق و الزمن والأوضاع التي تمر بها الأيزيدية ، وفي هذا السياق فأن الكتابات التي تكتبها الأقلام الأيزيدية لاتتعدى لأهلهم ولايتحمل مسؤوليتها أحد ، ومن المعيب أن نحدد الفكر الشخصي والموقف بالعائلة ، وبحدود معرفتي لايمكن أن يخضع قوال سليمان لأي ضغط من أية جهة وأنا اعرفه حقا وأعرف مواقفه الشجاعة .
وأقول إن النداء الذي صدر بخصوص استنكار تأطير الكلمة وتحجيم النقد والموقف هو نداء الجميع يتبناه ويتمسك به ، كل المراكز الثقافية والبيوت الأيزيدية والصحف والمجلات والمواقع تنسجم مع هذا الموقف ، وبنفس الوقت فأننا لسنا مع توجيه الاتهامات الى اية جهة دون دليل أو سند ، كما أننا لسنا مع تطوير هذه الخلافات الى اختلافات شخصية ونشر مواقف خاصة من المعيب نشرها و نحن في غنى عن معرفة تفاصيلها .
أكتب والألم يعصر روحي في ما نتلمسه من فرقة وتباعد بين الأخوة الأيزيديين وهم في محنتهم ، وانشغالهم بهذه الخلافات وهم يتحملون مسؤولية أخلاقية وإنسانية في توحيد الموقف واسترجاع حقوقهم التي تكاد أن تضيع ، ويتحملون المسؤولية في لحظات حرجة من الزمن العراقي نحن أحوج مانكون فيه الى وحدة الموقف ولم الشمل والكلمة .
ولذا على كل واحد منكم أن يفكر في مجتمعه وأهله وقريته ، وان يتمعن في مكانه المقدس الذي صار شبيها بالآثار القديمة والخرائب التي عافها الزمن ، والمزارات الدينية لتي لاتليق بكم ولا تتناسب مع العصر .
أكتب وأزعم بأني صديق مخلص للأيزيدية مهما كانت توجهاتهم السياسية أو الفكرية ، طلبي من الجميع الكف عن الاستمرار على هذا المنوال ، واطلب من الأخوة في مركز لالش وهم جميعهم من الأخوة الأعزاء الذين نحترمهم ، سحب شكواهم الجزائية ضد الباحث الدكتور خليل جندي ، كما اطلب من المواقع الأيزيدية دون استثناء برجاء الكف عن نشر كل مامن شأنه أن يزيد الحطب في النار ، وأن نحيي الدعوة لوحدة الموقف ولم الصفوف ، وأن يضع الجميع أمام أنظاره المهمة التي وضعها المجتمع الأيزيدي المظلوم على عاتقه ، فعدوكم لم يزل حتى اللحظة يتحين الفرصة للانقضاض على الأبرياء والفقراء منكم ، والعدو لم يزل حتى اللحظة يشحذ أنيابه وأسنانه لنهشكم ، والعدو لحد اللحظة يهدد ويتوعد ويريد بكم السوء ، وهو مدجج بكل الأسلحة والأموال وأهلكم لايحميهم سوى الله .
وكما كتبنا سابقا وأيدنا العديد من الأخوة إنكم بحاجة الى مؤتمر يجمع ولا يفرق ، ويلم ولا يشتت ، مؤتمر ينزع به كل ايزيدي خلافاته الشخصية والسياسية عند باب قاعة المؤتمر ، ويدخل أيزيديا خالصا يتوجه بضمير وقلب صافيين لأن الجميع يريد منكم موقف وحقوق مؤجلة دون سبب .
طلبي هذا الى كل ضمير أيزيدي يشعر بصدق انه يريد خدمة الأيزيدية وبانتظار ما تقررونه جميعا لكم مني السلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها