الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق وسايكس بيكو الامريكية

خضير حسين السعداوي

2008 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


خلال الحرب الكونية الأولى عام 1914 وفي غمرة اشتداد المعارك بين دول الحلفاء المتمثلة ببريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية من جهة ودول المحور المتمثلة بألمانيا وإمبراطورية النمسا والمجر والدولة العثمانية من جهة اخرى حاولت بريطانيا تشتيت الجهد العسكري العثماني في البلاد العربية في المشرق العربي بان بدأت مراسلاتها مع أمير مكة علي بن الحسين عن طريق مكماهون المندوب السامي البريطاني في مصر وبعد اخذ ورد اتفق الطرفان على أن يثور
العرب بقيادة الحسين بن على ضد الوجود العثماني في البلاد العربية مقابل إقامة
دولة عربية يكون علي بن الحسين ملكا عليها وبالفعل صدق العرب البريطانيين وبدأت الثورة في حزيران عام 1916 في الحجاز في نفس الوقت كانت هنالك مفاوضات سريه بين بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية لتقاسم ممتلكات الرجل المريض(( التسمية التي أطلقت على الدولة العثمانية أواخر أيامها)) عبر الاتفاقية السرية بين مارك سايكس الخبير البريطاني في شؤون الشرق الأوسط وجورج بيكو القنصل الفرنسي العام في بيروت والتي سميت معاهدة سايكس بيكو أعطيت بريطانيا وسط وجنوب العراق وشرقي الأردن وأخذت فرنسا شمال العراق وسوريا ولبنان في حين انسحبت روسيا القيصرية بعد قيام ثورة أكتوبر عام1917 وقامت بفضح المعاهدة.في نفس الوقت دخلت الحركة الصهيونية على الخط بحصولها على وعد بلفور في تشرين الثاني عام 1917 ........هذه المقدمة
تقودنا إلى أن نكون حذرين في العراق من الوعود التي يقطعها المحتلون على
أنفسهم مها كان نوعهم أو شكلهم في نهاية المطاف هم محتلون......
صحيح لا يوجد تشابه في الظروف التي كانت خلال الحرب العالمية الأولى وماتبعها والوقت الحاضر.......... الشبه الوحيد هو إن البريطانيين انهوا الحكم العثماني المتخلف والذي جثي على قلوب العراقيين ما يقارب الأربعمائة عام، والأمريكان انهوا الحكم ألبعثي الفاشي المتخلف الذي جثي على قلوب العراقيين ما يقارب
أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ولهذا واستقراء للوضع في العراق يتأكد لدينا أن الأمريكيين في حيرة من أمرهم بشان العراق فقد أفرزت الانتخابات وفي كل جولاتها أن هنالك عنصر مهم في العملية السياسية وهو ذات الأكثرية العددية في العراق وهم الشيعة والذين وصلوا إلى السلطة عبر انتخابات عامة ومما يخيف الأمريكان التشابه المذهبي بينهم وبين الإيرانيين يجعل من الأمريكان أكثر حيرة من أمرهم فقد دأب الأمريكان في أكثر من مرة إلى اتهام إيران بأنها تمول وتدرب مجاميع شيعية للتصدي للقوات الأمريكية في العراق والأحداث الأخيرة في البصرة وفي عموم العراق وضعت حكومة نوري المالكي بين خيارين أحلاهم مر فأما أن يغض الطرف عن الانفلات الأمني وسيطرة المليشيات وعصابات التهريب في ثان اكبر مدن العراق وما يعنيه هذا السكوت من فقدان هيبة الحكومة أمام الملايين التي جازفت وذهبت لصناديق الاقتراع والتي كانت تنشد ظهور حكومة وطنية
قادرة على الضرب بيد من حديد على كل من يخرج عن القانون......والظاهر أن

الحكومة اختارت الخيار الأصعب للتصدي للخارجين على القانون حتى ولو كانوا حلفاء الأمس ،إن هذا الخيار الذي قررت حكومة المالكي اتخاذه خطير جدا فان أي فشل في مواجهة هذه الجماعات أو التهادن معها سيجعل الأمريكان يفكرون جديا في إيجاد(( سايكس بيكو أمريكية)) في العراق تقسمه على المقاسات القومية والطائفية لخلق كيانات متناحرة فيما بينها.. ففي الشمال من الناحية الواقعية يعتبر الأكراد مهيئين لدولة كردية صغيرة بعد اخذ ضمانات بعدم دعم الأكراد في تركيا.... والمناطق الغربية من العراق قد تهيأت بالفعل لظهور تيار عشائري يعادي القاعدة الخصم اللدود للأمريكان.. أما في الوسط والجنوب ذات الثروات الهائلة يمكن أن
تظهر فيه دولة شيعية بعد حرب شيعية شيعية ينتصر فيها احد الطرفين بدعم أمريكي......وبهذا يكون الأمريكان قد ضمنوا مصالحهم في الخليج العربي من تهديد الجار الشمالي المتكرر قد يكون هذا التحليل متشائم جدا ولكنه وارد في حسابات الأمريكان بعد أن عانوا طوال خمس سنوات من الخسائر المادية والبشرية
والتي يدفعها الشعب الأمريكي. خاصة وان ورقة العراق الورقة المهمة في الانتخابات الأمريكية القادمة...أقول إن هذا التحليل متشائم ولكن على القوى الوطنية والتي يهمها وحدة العراق أرضا وشعبا أن لاتسقط هذا الخيار من حساباتها وان تفكر بعقلانية وان تفك ارتباطاتها بدول الجوار إذا كانت لديها ارتباطات وان تغلب لغة العقل في الوقوف خلف الحكومة الوطنية المنتخبة في محنتها الحالية واستثمار النجاحات الأمنية التي حققتها خطة فرض القانون في بغداد مما يسهل على الحكومة العراقية أن تطلب من الأمريكان الخروج من
العراق بعد أن أصبح الجيش العراقي والأجهزة الأمنية قادرة على بسط الأمن والنظام في كافة ربوع العراق وتسقط ادعاءات المقاومين للاحتلال
ومن يرفعون شعار المقاومة ليدخلوا العملية السياسية وبهذا يتوفر المناخ الديمقراطي لكل القوى السياسية العراقية ويكون صندوق الانتخابات هو الفيصل للوصول إلى سدة السلطة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط