الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الشيشان/ رد على سناء الموصلي

أمين شمس الدين داسي

2008 / 4 / 11
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


في البداية أشكر الأخت سناء على اهتمامها بالقضية الشيشانية، ومن جهة أخرى ألومها لأنها غيرت رأيها عن الشيشان لمجرد سماعها تصريحا لأحد القادة الانفصاليين الشيشان في المهجر، وعممت المسألة، وألقت لجام غضبها على الشيشان عامة. والتعميم هنا لا يجوز. إن ما اعتمدت عليه أختي الفاضلة ليست جهة رسمية معتمدة، ولا تمثل غالبية الشيشان.
ومعروف لدينا جميعا بأن أحمد زكاييف، الانفصالي، والهارب إلى المملكة المتحدة، التي تحتضنه وغيره كالعادة، ومنحته الجنسية. مثل هؤلاء قد يتاجرون بالقضايا السياسية، خصوصا طالما هم مستفيدون وبرعاية الدول الغربية.نحن، الشيشان، لم ولن نتاجر أبداً بقضايا مصيرية لشعوب مقهورة ومظلومة كالشعب العراقي الشقيق. أتكلم هنا كشيشاني – أردني – مسلم. هكذا هم أيضا شيشان جمهورية الشيشان، يحبون العرب ويحترمونهم، ويتعاطفون مع قضاياهم دائماً، ويتمنون لهم كل خير.
إن ما أصاب الشيشان من أهوال في تسعينيات القرن المنصرم، لا تختلف أسبابه وحيثياته عما يجري في هذا العالم، ذي القطب الواحد، من صراع دولي، اقتصادي وجيوسياسي في محاولات للقوى المتنفذة لاستحواذ مصادر الطاقة في هذا العالم. إن بلاد الشيشان الغنية بالنفط والغاز الطبيعي ليست استثناء من هذا الهجوم الشرس للإمبريالية والصهيونية العالمية. والشعب الشيشاني، هو أحد الأقوام الذي لحقها هذا التآمر على الشعوب، كما هو الحال على الشعوب العربية وأمريكا اللاتينية وفي البلقان وأفغانستان وأفريقيا..
يوجد متطرفون ومتضلعون بخلق الفتن بين كل الأقوام. هؤلاء هم الذين يسبغون العار على بقية شعبهم. وككاتبة أو محللة، لم يجدر بك أن تغيب عنك مثل هذه الحقائق الواضحة. فالشيشان لم يتاجروا لا بقضيتهم ولا بدينهم الحنيف. وهم على عكس ما تقولين يعرفون مبادئ الدين، ويتبعون تعاليمه، وهم متعصبون لدينهم أكثر من غيرهم في أحيان كثيرة. وأنّى لك أن تعرفي ذلك وأنت لم تختبريهم ولا تعرفينهم، وأنا متأكد أنك لم تزوري بلاد الشيشان ولم تختلطي بهم أبدا!! فكيف تجزمين القول عنهم؟! الشيشان لم يقفوا مع ألمانيا الفاشية في الحرب العالمية الثانية ضد الاتحاد السوفييتي كما تتدعين. فالألمان لعلمك لم يصلوا حتى إلى منطقة الشيشان. لقد دافع الشيشان عن بلاد السوفييتي جنبا إلى جنب مع كافة الشعوب السوفييتية، وقدموا المهج والأرواح في سبيل النصر، ومنهم الكثير ممن حصل على أوسمة الشجاعة والإقدام، وعلى لقب بطل الاتحاد السوفييتي. إن أحد الذين رفعوا راية النصر على مبنى الرايخ في برلين هو شيشاني.
نعم، قام المتطرفون والمرتزقة من الشيشان، ومعظمهم من خارجها، بالهجوم على الداغستان (الحرب الشيشانية الثانية). هذا هو استمرار لنفس السيناريو الذي نتكلم عنه. وكان من أخطر المندسين والعملاء، قادة من غير الشيشان، تعرفينهم أنت أيضاً، والذين كانوا يقودون معظم الهجمات الرئيسة الشرسة في الشيشان، ويلقون دعما كبيرا من المنظمات المتطرفة، المنتشرة في جميع إنحاء العالم. ولم نسمع يوما بأن الشيشان كانوا قاطعي رقاب، إلا بعدما دنست الأرض الشيشانية أقدام إرهابيي العالم والمرتزقة، أمريكيو الهوى، يدعمهم تجار الحروب والمخدرات والأعضاء البشرية من دول العالم المختلفة.
إن الشيشان بأغلبيتهم الساحقة ينبذون مثل هؤلاء القادة، الذين لم يعملوا شيئا خيراً، بل دمروا البلاد ونهبوها، وهلكوا الشعب الشيشاني وهجروه، ليملؤا جيوبهم، وجيوب زعمائهم بالأموال.. في الحقيقة لم أصل لموضوعك، الذي نشر عام 2004 سوى هذه الأيام (2008).
إن الأمور عزيزتي، تتغير في جمهورية الشيشان من يوم إلى يوم، نحو الأفضل بإذن الله. والقادة الحاليون، والشعب الشيشاني يبني ويعمر ما أتت عليه الحربان.. يبنون المساجد والمستشفيات والمدارس والطرق والمصانع ودور السكن..الخ. أرجو عدم إعارة أي انتباه لتصريحات قادة تحتضنهم دول استعمارية من الأساس، والذين لا يمثلون شعوبهم، القاطنة على أرضها، والثابتة على ترابها، وصاحبة الحق في تقرير مصيرها.
أدعوك لزيارة موقع http://www.jochechen.com باب الكتاب الأعضاء/ د. أمين شمس الدين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتشدد يتقدم في استطلاعات الرأي في بريطانيا.. والعما


.. بشأن مطار -رفيق الحريري-.. اتحاد النقل الجوي اللبناني يرد عل




.. قصف روسي على خاركيف.. وتأهب جوي في ست مقاطعات أوكرانية | #را


.. موسكو تحمّل واشنطن «مسؤولية» الهجوم الصاروخي على القرم




.. الجيش السوداني يوافق على عقد لقاء تشاوري مع تنسيقية -تقدم-