الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرغيف مقابل التصويت

حسين علي الحمداني

2008 / 4 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


يخيل الي والى كل مواطن عربي ان ازمة الخبز ورغيفه التي حدثت في مصر الكنانة لو حدثت في اية دولة اوربية لأسرعت صحفنا االعربية الى اعتبار ذلك انتصارا كبيرا وربما طالبت الشعوب الاوربية بالثورة على حكامها الذين فشلوا في توفير ((العيش الحاف)) لشعوبهم.
وبالامس كنت اناقش بعض جوانب هذه الازمة مع بعض مثقفي مصر الذين لم يعد بامكانهم نقد السلطةحتى وان كانت مخطئة لانهم اصبحوا جزء من السلطة وبالتالي فهم في دوامة من التفكير لاقناع العالم بان ما يحدث هو مؤامرة كبرى على مصر يراد من خلالها تحقيق أهداف ((الامبريالية العالمية)) وهنا تكمن الطامة الكبرى في ان مثقفينا هكذا يفكرون فكيف يفكر الجهلاء؟
مشكلة مصر اكبر من رغيف الخبز وطابور الافران وهي ليست مشكلة مصر وحدها بل مشكلة النظام العربي بكامله وتكمن في ان لا مستشارين مختصين ومفكرين يعتد عليهم يحيطون بحكامنا بل يحيط بهم العسكر من جميع الجهات فهذا الجنرال وزير للزراعة والمشير فلان مستشار اقتصادي والفريق اول ركن مستشار ثقافي والى آخر قائمة الجنرالات والنتيجة ان المفكر العربي الحقيقي يركن ان لم يكن مصيره زنزانة انفرادية في سجن صحراوي.
ومشكلة مصر الكبرى ان هنالك فجوة كبيرة وشاسعة بين الشعب ومن يحكمه وصلت الى درجة ان نسبة المشاركة في الانتخابات 23% وهذه النسبة تدل دلالة قاطعة على القطيعة السياسية والفكرية بين الشعب وقيادته ومع هذا كانت اقلام مثقفي مصر تشيد بالمشاركة الشعبية العارمة في وصف يشبه الى حد كبير ((الضحك على الذقون)) ومع هذا فان المثقف المصري الحكومي يتجاهل حتى التعليق على الازمة او ايجاد الحلول المناسبة لها.
والكثير من ابناء مصر السذج يلقون بالسبب على أمريكا وإسرائيل التي تحاولان النيل من مصر فما هي خلافات مصر مع هاتين الدولتين؟ فالمعروف ان لمصر علاقات ستراتيجية كبيرة مع الولايات المتحدة الامريكية اقوى من علاقاتها بالعالم العربي ومصر الدولة العربية الأولى التي فتحت سفارة لها في تل أبيب منذ ثلاثة عقود والمنطق يقول لا توجد ثمة مؤشرات مؤامرة تحاك ضد مصر خاصة وان العلاقات المصرية - الامراسرائلية (( كالسمن ع العسل)) كما يقولون.
فما هو سر الازمة ؟ هل هو اقتصادي أم سياسي؟
باعتقادي الشخصي دولة كمصر تعتمد على المعونة الامريكية البالغة حوالي مليارين دولار سنويا لا يمكن لها ان توفؤ حياة كريمة لشعبها مع ضعف الموارد المالية الأخرى وهي بالتالي - أي مصر - تعد من البلدان العربية الفقيرة بالقياس للكثافة السكانية والموارد وتحتاج الى دعم عربي اقتصادي كما كان يحصل من قبل في عهد صدام حسين الذي كان يمنح مصر مليارين دولار من مذكرة التفاهم لاستيراد بضائع مصرية مقابل وقوف الاعلام والصحافة المصرية معه وبعد سقوطه المذل خسرت مصر المليارين كما خسر الاخرون.
هل يمكن للإقتصاد المصري أن يصمد ؟ الجواب كلا خاصة في ظل الزعل الامريكي على مصر الذي ربما يتمثل بتغيير النظام السياسي بكامله في مصر وان كان عن طريق الانتخابات خاصة وان السيد ايمن نور يقبع في السجن لاسباب سياسية حرصت امريكا على ذكرها في كل مناسبة تتاح لها.
قد لا تنتهي ازمة الرغيف وان انتهت فان هنالك أزمات قادمة طالما ان النظام المصري هو بحد ذاته ازمة لشعبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المناظرة بين بايدن وترامب.. ما أبرز الادعاءات المضللة بعد أد


.. العمال يحسمون الانتخابات قبل أن تبدأ، ونايجل فاراج يعود من ج




.. لماذا صوت الفرنسيون لحزب مارين لوبان -التجمع الوطني-؟


.. ما نسبة المشاركة المتوقعة في عموم أسكتلندا بالانتخابات المبك




.. لجنة أممية تتهم سلطات باكستان باحتجاز عمران خان -تعسفا-