الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقر الموحّد والأنظمة المتعدّدة

عمار ديوب

2008 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


نادراً ما يوحد العرب ما يفرح قلوبهم ويسير بهم نحو طريق الأمم المتقدمة.وكثيراً ما توحدّهم المآسي ،ولن نتكلم هنا عن هذه الهزائم ذات الطبيعة القومية المعروفة تماماً وكذلك لن نتكلم عن الصعود الديني المنفلت دون توقف ولكننا سنتكلم عن مشروع إفقار حقيقي تقوده أنظمة ما فتئت تقول أنها أنظمة تقود السفينة العربية نحو شطأن العزة والكرامة!! التي لم يبق كما أرى منها شيئاً!!
الليبرالية العربية الجديدة إبنت الليبرالية المتوسطة(الطبقة الوسطى والصغيرة)تقود برنامج إفقار جماعي يمتد من المغرب العربي إلى المشرق العربي.حيث يمتد الفقر والجوع والعطش وانعدام الخدمات وتراجع التعليم وخصخصة كل مؤسسات الدولة في كل هذه الدول .وإذ يعلن فقراء المغرب وباحثيه يومياً الاحتجاج على أوضاع ريف ومدن المغرب فإن الفقر لا يزال يتسع ويمتد إلى أماكن أخرى. ويرافق ذلك جهادية دينية تستند إليها الدولة في إحكام قبضة القمع والسجن وإغلاق الصحف في طول المغرب وعرضه.
مصر أم الدنيا ، شهدت عام 2007 أكبر عدد إضرابات في تاريخها وفي العالم .ولا يزال رئيسها التاريخي بإمتياز،يؤهل ابنه المبارك الجديد كي تبقى المحروسة محروسة.مصر تتأهب إلى ثورة جياع ،يشبه بعض الباحثين(أحمد بهاء الدين شعبان) الوضع في مصر الآن كما وضعها قبل ثورة يوليو وهذا يعني أن مصر مشرفة على أوضاع قد تلعب دوراً هاماً وقاطراً لبلداننا العربية التي أصبحت تشبه مصر تماماً ولكن الفارق لا يزال بالدرجة.في مصر لم يشارك الإخوان المسلمين –وهذا له دلالة لجهة موافقة الأخوان رغم أنه أكبر حزب، على برنامج الليبرالية- بقية القوى السياسية والعمالية التي دعت إلى العصيان المدني الأخير. وقد اقتيد عشرات المناضلين إلى السجون واستنفرت قوى النظام دفاعاً عن ديمومة نظام الاستبداد والفقر رغم أن كلية الشعب المصري تعاني من ارتفاع الأسعار .ربما باستثناء شريحة صغيرة مافياوية تقع ضمنها عائلة مبارك وحاشيته السياسية والأمنية.لذلك ستكون مصر أفق العرب.
الأردن أيضاً كتب عنها (ناهض حتر) أنها مشرفة على ثورة جياع وقد بادر بالفعل البشر إلى النزول إلى الشارع ضد الغلاء وارتفاع أسعار مواد الماشية والمازوت والمواد الغذائية وغير ذلك.
لا تشذ اليمن غير السعيد عن قاعدة الفقر فقد عمّتها المظاهرات لأكثر من سبب ولكن الفقر الذي يمتد من أقاصيها إلى أقاصيها أيضاً يخيم عليها بتفجر مستديم وهو ما يظهر بالاحتجاجات المتزايدة في جنوب اليمن وكذلك في تمرد الحوثيين المتكرر.
سوريا التي لا تزال تعيش في السكينة والعزلة دون احتجاجات عمالية أو تمرادت فإنها تغلي بكل معنى الكلمة حيث تتم بها عملية ليبرالية فاسدة وإفقار مرعب وصمت شديد الحضور كأنها تخفي ثورة عارمة غير معروفة الاتجاهات.وفيها تمّت عملية رفع الأسعار بشكل جنوني في كل المواد الغذائية ومواد البناء ورفع البنزين وسيرفع المازوت والغاز ويزداد الفقر وانخفاض مستوى المعيشة بصورة تحث كل أفراد سوريا على حديث واحد متكرر وبشكل يومي هو أسعار الغلاء والفقر والسكن والدعارة!!.
أما العراق فماذا نقول عن بلد لم نعد نعرف هل ما يزال العراق.إن المافيات والأمريكان ينهشون بجسده وكأنه جثة متفسخة .ومعارضاته ومقاومات لا تزال مغمضة العيون.فتراها تارة تتحالف مع الأمريكان(الصحوة)وتارة تقاتل وتعود إلى الهدوء(الصدر) وأخرى مستكينة لمشاريع الدول الإقليمية .والقوى العلمانية لا تزال هامشية الحضور ولم تستطع الإعلان جبهة متحدة في كل العراق ومخترقة لكل تكويناته المسيسة بطريقة تدفع العراقيين باتجاه الموت العبثي.
لبنان المشلول بأكثر من قضية بدءاً من الطائفية البغيضة في السلطة والمعارضة.ما تنفك السلطة والمعارضة تتوافقان على برنامج الليبرالية ويتم تشويه الصراع الطبقي بمظهر الصراع الطائفي والقوى الثالثية فيه لا تزال هامشية ولم تستطع تشكيل جبهة تواجه فيها حالة الإفقار الشديد الذي تهدد بالرد عليه الاتحادات العمالية والنقابات الأخرى .لبنان هذا يخفى إذلالاً حقيقياً للفقراء ،يستفيد منه الطائفيين بتشكيل جيوش طائفية معدة للقتل.ولكنها لا تستطيع استيعاب كل الفقراء وهو يؤشر وما يُرى على كل حال في القنوات الفضائية أو الصحف الإخبارية عن معارك خيضت وستخاض في المستقبل دفاعاً عن لقمة الخبز ودفعاً للجوع وإعلاءً لكرامة الإنسان وحريته.
ما يحصل في غزة وضواحيها أمر خارج الاحتمال العقلي وهو واقع الفقر بكل معانيه وهو دليل أكيد على فوات النظام العربي الرسمي وفشل الأصولية ومشروع أسلو المخزي بحق شعب فلسطين شعب الشهداء،حيث أعداد الفقراء والجوعى تزيد عن ثلاثة أرباع شعب غزة؟!
الفقر الموحد لا يستثني بلداً عربياً واحداً حتى السعودية ودول الخليج العربي وهو نتيجة سياسات ليبرالية جديدة وقديمة تستفيد منه وتشارك به.وهو ما يتطلب من الباحثين العرب الانتباه إليه .وهو المتزامن مع تصاعد الكلام عن العولمة ووجود المشروع الأمريكي في المنطقة.ولذلك ليس إلا الأبله من يرفض هذه المتزامنات مع بعضها البعض.
أخيراً الليبرالية الاقتصادية الجديدة ابنة النظام العربي المفوت وابنة شروط عولمية تفرض الخصخصة باسؤ أشكالها وهي تتصاعد مع تصاعد المشروع الأمريكي والصهيوني والتحضير لحرب قادمة أو أجواء حرب ضد جزء من عالم العربي "الراديكالي".فهل من توحيد أخر للعرب غير الفقر,.وأجهزة الأمن لديمومة الفقر والاستبداد والليبرالية الاقتصادية وحرية السوق القاتلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #بايدن يدافع عن #إسرائيل.. ما يحدث في #غزة ليس إبادة جماعية


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ومرافقي




.. هل هناك أي نوع من أنواع الامتحان أمام الجمهورية الإيرانية بع


.. البيت الأبيض.. اتفاق ثنائي -شبه نهائي- بين أميركا والسعودية




.. شوارع تبريز تغص بمشيعي الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه