الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من رأى منكم عباسآ ،فليخبره....!!

جاسم محمد الحافظ

2008 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


بعد سهرة مكتظة بالرؤى ، يصعد العراق فيها ولا ينزل ، آويت الى الفراش ، أتوسد أمنياتي وأحلام أولادي ، فغالبني النعاس حتى غفوت ، أيقظني بعد حين كابوس مرعب ، رأيت فيه رجلآ رثآ يتوسط خرائبآ نائية وموحشة عند مظارب خيام مهجورة ، ومن حوله مخلوقات خرافية معلقة في الهواء ، وآخرى تدب على الأرض ، تضيق الخناق عليه ، لتلتهم ما بين يديه ، وهي تلعق بنهم دماء أشلاء بشرية متناثرة من حوله ، في قرونها رايات ممزقة ، تحمل رسومآ لم أميز منها إلا ملامح هيلاسي لاسي ، وفي الأفق البعيد لاحت كراديس قوم من الغجر، أنصاف عراة ، تنقر الدفوف وتنشد للحرب ، متجة صوبه ، وتحت اقدامه تربض أمرأة حسناء منثورة الشعر تصرخ فيه ، كررها ياعباس ،لا تكابر ، والرجل يصرخ بملئ فاه الدائري الشكل ،دافعآ عن نفسه ، وهو يشهق ذات الشهقات ،التي يشنف آذاننا بمثلها عباس آخر ، مرددآ – عاش العراق علمانيآ مسالمآ وبهيآ -. وبعد أن إستعدت توازني ، ضحكت في سري وقلت ، قاتل ألله شيطانك ياعباس ، أوليس أنت الذي وقفت يومآ ، مزهوآ بالنصر ، قائلآ لاعلمانية في العراق بعد اليوم ، يوم قيل فيه للفقراء من لم يصوت لعباس وصحبه المنتجبين تحرم عليه زوجته ويكون صقر مستقره ،ويوم إكتشف كتكوت الحوزة بعبقرية ،أن رقم قائمتك ورد ذكره في القرآن ، أتتذكر ياعباس يوم ظننت بأن جحافل آية ألله الجنرال إكيس من المهاجرين والطلباني والبرزاني من الأنصار، ومن أهل الذمة كل مثقف تقدمي صامت ، وددت أن أرد عليك حينها لكن حكمة الشيخوخة كبحت رغبتي ،وأحالتني الى مثل في موروثنا البغدادي يقول : " تره عباس مستعجل...جاي بزوده...يردس حيل...ماشايفها..خله بفاله...هس يخنطل...هسه يطيح...هسه يصرخ يمه احاه" وها أنت ياعباس تأكل أولآدك في الديوانية وكربلآء والبصره وفي كل أزقة أحياء الفقراء- دون أن تميز بين الشرعي منهم واللقيط ، مثل ما تبنيتهم معآ متجاهلآ نصائحي - بعد أن قرص الجوع بطونهم الخاوية ، ولف الفقر بين أجنحته السوداء أمهاتهم البائسات ، فشبوا على الطوق وتمردوا. أنا متأكد لم يدر في خلدك ذلك يومآ ، لكن قوانين الصراع الإجتماعي ، التي آبيت أن لاتفهمها ياعباس وضعتك في ما أنت فية الآن ، والمصيبة أنك وضعتنا جميعآ معك في هذا المأزق الخطير. لا عليك ، الوقت مازال مبكرآ ،وخمس سنوات من العبث دروسآ مفيدة ، وشعبنا متمسك بالأمل ومتطلع للمستقبل بتفاؤل شرطة أن تؤكد له الآتي ياعباس :
*إن حزبك سياسي وليس ديني ، وأن تخلع عن نفسك القدسية الموهومة بتمثيل شرع ألله .وأن تلقي بالمسدس جانبآ ،وأن تترك للإمام المهدي عجل ألله فرجه وسهل ألله مخرجه حق تشكيل جيشه وإختيار جنوده ، حتى لا يتسسلل الى صفوفه بعثيآ .
*أن تعيد أصحابك من رجال الدين الى مساجدهم وجوامعهم – وهذا شغلك ، كيف تقنعهم لا أعرف ؟ – فالشيطان مكمن لهم عند خزائن الدولة. وإذا فسد العالم ياعباس.......!
*أن تحسم أمرك من مسألة المشروع الديمقراطي وإستحقاقاته ، وتخلص من وساوس الشيطان بصدده ، وتنسى فكرة التقية هذه المره (ترى كلها مفتحه باللبن ) ،لأنه الديمقراطية تشكل إتجاهآ عامآ للشعوب ،وتحضى بتأييد الشعب العراقي بقوة .
* أن تسعى لفصل الدين عن الدولة بوضوح ، عندما يعدل الدستور، مثل ما فعلت أوربا ، المبهورين بإزدهارها انا وأنت.
*لا تمكن الأمريكان من البقاء بيننا ياعباس فهم "دودة الأرض والآفة المخيفة "
* أن تنتهج الإقتصاد المختلط ،وتحافظ على ملكية الشعب للنفط ،ولاتسلم لحيتك لصندوق النقد الدولي ،ويصبح رغيف الخبز ، حلمآ للقادمين من أبنائنا .
وتذكر ياعباس بأن حبل الكذب قصير. وإن أمي وأمك يستحقون العيش بعزة وكرامة وأن الناس اليوم في ظنك وبؤس ، تريد حلآ وستكسب فيهم ثواب ، وألآ ستصبح مثل فاخره لا دنيا ولا آخره !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث إسرائيلي عن استمرار علمية رفح لمدة شهرين.. ما دلالات هذ


.. مجلس الأمن الدولي يعرب عن قلقه إزاء التقارير بشأن اكتشاف مقا




.. سلسلة غارات عنيفة تستهدف عدة منازل في شمال غزة


.. الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في رفح




.. الجيش الإسرائيلي يطالب بإخلاء مناطق جديدة في رفح وشمال غزة