الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنتهت اللعبة ... عشية الذكرى الخامسة لسقوط الصنم

وسام محمد شاكر

2008 / 4 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


مازال العراقيون يستذكرون تاريخ 9/4 بكل ما تحمل ذاكرتهم من أحداث وشواهد تعتبر ليس نهاية حكم فقط بل هي نهاية مرحلة إيديولوجية مقيتة في العراق بدأت منذ عام 1963 حتى 2003 عاش فيها الشعب العراقي اقسى الظروف السياسية والإجتماعية هي بالضبط الفترة المظلمة الثانية ، ومن بين هذا الركام التاريخي يخرج صوت في المذياع يوم 10أو 11 من نيسان 2003 بعد ان وجهه له سؤال (الدبابات الأمريكية الأن امام وزارة الثقافة والإعلام في بغداد؟ ) ليجيب صاحبنا في لحظة عفوية ( إذن انتهت اللعبة !!!! ) الصوت هو لسفير العراق في الأمم المتحدة محمد الدوري الذي نطقها بكل صراحة رغم ان جملته تحمل اكثر من تأويل لكنها تصب في رافد واحد هو ان ماحصل ومايحصل وما سيحصل هو لعبة كان صدام وأمريكا يتقنون إدارة دفتها بكل دقة وموضوعية ،أي لعبة هذه التي ادخلت العراق في حرب قوامها ثمان سنوات لم يخرج منها ظافراً ولا منكسراً ثم اجتياح لدولة الكويت في طريقة غاية بالبريرية ثم الإنسحاب في ظل أجواء توحي بإنهيار النظام في بغداد ثم يتدارك انفاسه في الرمق الأخير ويعود كقوة باطشة بكل من خرج على ديكتاتوريته أي لعبة هذه حتى حان موعد النزال الأخير وقد كان العراقيون يشكون في انه الأخير لكنه بالفعل انتهى الى غير رجعة كل هذه مراحل اللعبة التي تحدث بها الدوري معلنة عن نهايتها بعد ان سقطت اخر شوكة من جسم القنفذ البعثي ليهرول الى مكان مجهول لكن بعد حين وجدوه في جحر متعفن كأي هارب من لعنة السماء تاركاً خلفه بلد مفتوحاًعلى كل المصاريع ، حالة من الفوضى والدمار وأعمدة الدخان كان يرغب في تركها في العراق لكون نظريته في الخبث التي كان يشدوا بها على رؤس العراقيين ( لا أترك العراق الا تراب ) ، إن صدام والبعث هم أول من يتحمل المسؤولية التاريخية الكاملة عن الإحتلال وعن دمار العراق طيلة نصف قرن من الزمن كان الأظلم والأعتى والأشرس على دماء العراقيين والأكثر عتمة على الثقافة العراقية فالنتاج البعثي هو جيل مسلح بالبارود وليس بالعلم وثقافة تمجد بشخص مريض مثل صدام وثروات تبذر لنزوات عائلة خرقة وعشيرة متعطشة للسلطة والبطش ما اقبحها من لعبة ياحضرة الدوري كنتم تلعبوها فوق أجساد الفقراء والمتعبين لتحيلوه حزباً تشيده الجماجم تتحطم الدنيا ولايتحطم لكن في النهاية سقط كاية عاهرة في شارع محمد علي لتكشف عن عوراتها للناس اجمع ، رغم ان الخلاف مازال محتدماً في هل هو سقوط بغداد ام سقوط الصنم لكنه رغم هذا يبقى هو سقوطاً لوجوه كان العراقيين يمقتون النظر اليها لينال بعدها الفرد العراقي حريته الشخصية كأستماعه لشريط فؤاد سالم علناً او إقتناءه لكتاب المراجعات دون خوف او الصلاة في مسجد لاتوجد فيه عيون للرفاق والمخابرات او ترديد بعض ابيات الجواهري في المقهى أن هذه الأمور قد تبدوا بسيطة وتافهة لكنها في زمن اللعبة البعثية كان عقوبتها الإعدام ، ورغم شدة الظروف الحالية التي هي من مقدمات المرحلة الجديدة فأن الأمل قائم في عراق خالي من الخوف والرعب رغم كثرة المتشائمين والمتربصين والمهولين فشدة التغيير وسرعته تعطيهم العذر فيما يرسمون للمستقبل فنحن مانزال ننفض عن عقولنا وسلوكياتنا الثقافة الشوفينية لنستبدلها بثقافة الحوار والتسامح لتعش الأجيال القادمة حياة هانئة دون حروب وحصار وموت وليذهب كل ارث البعث وما شابهه الى مزبلة التاريخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران