الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوش وبلير والديمقراطية الليبية!

باتر محمد علي وردم

2003 / 12 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


إذا كان العقيد معمر القذافي قرر أن يتخلى عن صناعة اسلحة الدمار الشامل طوعا فهذا موقف جيد ويحسب له لا عليه، فلا يوجد سبب واحد يجعل دولة مثل ليبيا لا توجد لها عداوات أقليمية تقوم بإنتاج اسلحة دمار شامل وتبديد ثروات الشعب الليبي على هذه الأسلحة. وسيكون الأمر في غاية الروعة لو تمكن العقيد القذافي من أن يجمع ما بين التوقف عن صنع الأسلحة وما بين التوجه لصنع أجهزة الحاسوب والاتصالات وتشجيع التكنولوجيا الحديثة والاستثمار في التعليم العالي ورفع المستوى الاقتصادي والعلمي والسياسي للشعب الليبي والانفتاح على الثقافات والحضارات العالمية والأهم من ذلك طبعا دعم التعددية السياسية في ليبيا.
إذا كان العقيد القذافي، كما يقول منتقدوه يقوم بالتراجع عن "مواقفه" القديمة ويمتثل لرغبات الولايات المتحدة فهذا أيضا تطور ايجابي إذا كان يتضمن الابتعاد عن تمويل عمليات التدخل في سياسات الدول الأخرى وتفجير الطائرات المدنية والتوجه نحو تطبيق الديمقراطية والانفتاح السياسي على المعارضة الليبية وتشجيع مشاركة الأحزاب في الحياة السياسية وإخلاء السجون من المعتقلين وتداول السلطة ، اي ببساطة تطبيق المبادئ الديمقراطية التي تطالب بها الولايات المتحدة علنا.
ولكن للأسف فإن شيئا من هذا لن يحدث، والتنازلات التي يقوم بها العقيد هدفها واحد أحد هو البقاء في السلطة والهروب من مصير مشابة لمصير صدام حسين يوما ما. وبالمقابل فإن سيد البيت الأبيض غير معني من قريب ولا من بعيد بالديمقراطية في ليبيا، ولا يهتم ولو لثانية واحدة في حال بقي عشرات الآلاف من الليبيين في المعتقلات والسجون والمنافي، ولن يخسر ليلة نوم واحدة لو بقي الشعب الليبي محروما من مقومات الحياة الكريمة ولن يقول للسيد العقيد يوما ما أن عليه أن يطبق سياسات ديمقراطية وانفتاحية في ليبيا لأن المطلوب ببساطة هو الطلاق البائن بين العقيد وأية سياسات في غير مصلحة الولايات المتحدة، وهذا ما يحدث حاليا بثمن بخس.
الرئيس بوش والسيد بلير أعربا عن الرغبة في لقاء القذافي في أرض محايدة، وقد تطلب الأمر إذا مجرد تصريح واحد بايقاف برامج اسلحة الدمار الشامل ليصبح القذافي زعيما شرعيا في نظر البيت الأبيض بدون أن يتضمن ذلك اي انفتاح نحو الديمقراطية والإصلاح السياسي.
والأسوأ من ذلك أن ثمة صفقات أخرى يتم طبخها من أخطرها قيام ليبيا بتسليم واشنطن ملفات سرية وهامة حول التنظيمات الأسلامية وتنظيمات المعارضة في ليبيا وبالتالي قيام النظام الليبي بلعب دور هام في "الحرب على الإرهاب" وكذلك الاستعداد النفسي من قبل ليبيا لكسر حاجز التطبيع مع إسرائيل.
وحتى هذا كله، ربما يكون من الممكن قبوله في حال ترافق مع إصلاحات ديمقراطية حقيقية في ليبيا تعيد للمواطن الليبي حقه في المشاركة السياسية والمعارضة، وتساهم في استثمار ثروات الشعب الليبي على التنمية والتكنولوجيا والتعليم ومكافحة الفقر والجهل ولكن هذا كما قلنا لن يحدث فلا توجد مؤشرات لدى العقيد القذافي أو أنجاله الذين يستعدون لتولي سلطة الثورة الوراثية نحو التنمية السياسية والاقتصادية، فلا زالت أموال الشعب الليبي تذهب إلى عصابات إفريقيا وآسيا من أجل تحرير الرهائن الغربيين أو إلى شركات الدعاية ولاعبي وأندية كرة القدم العالمية من أجل الموافقة على استضافة ليبيا لكأس العالم!
على كل حال، لا تستغربوا أبدا أن يلتقي الرئيس بوش والسيد بلير بالعقيد في لقاء سياسي حميم يصرح بعده بوش بأن الكتاب الأخضر قد يكون وصفة مناسبة للديمقراطية في العالم العربي!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة