الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية وتمويل الإرهاب

جمال هاشم

2008 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


تحدث وكيل وزارة الخزانة الأمريكي السيد استوارت ليفي يوم الثلاثاء فاتح أبريل في جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ عن كون السعودية أهم مصدر عالمي لتمويل القاعدة والجماعات المتطرفة في العالم ، وجاء في شهادة هذا المسؤول الأمريكي عن مكافحة الإرهاب أن الحكومة السعودية تقصر في مواجهة تمويل الإرهاب وفي القيام بإجراءات فعالة لاستئصال تدفق الأموال نحو الإرهابيين ، سواء بمنع الأغنياء من تمويل التطرف تحت يافطة العمل الخيري والإجتماعي ، وأضاف هذا المسؤول قائلا : إن السعودية لم تلتزم بالوعود التي قطعتها على نفسها لإقامة > كما أنها لاتتابع الجمعيات الخيرية ومآل التبرعات المرسلة إلى العديد من المناطق في العالم . وجاء هذا التصريح في الوقت الذي تم فيه اكتشاف الرسائل التي أرسلها أيمن الظواهري إلى العديد من السعوديين لحثهم على التبرع لجمعيات خيرية لإغاثة المحتاجين في باكستان وأفغانستان ، والمحتاجون في تعريف الظواهري هم مقاتلو القاعدة . ويتزامن نداء الظواهري مع نداء إرهابيي القاعدة في المغرب العربي الذين وجهوا نداءات لتزويدهم بالأموال . وقد حذرت وزارة الداخلية السعودية مواطنيها بعدم التسرع في تقديم التبرعات للجمعيات الخيرية قبل التأكد من هويتها ومصداقية نشاطها . إن مالم تدركه السعودية لحد الآن هو أن محاربة الإرهاب تتم بمحاربة جذوره الفكرية والإيديولوجية والتي تعبر عنها المدرسة الوهابية المحافظة ، فالحاجة ملحة لإصلاح الفقه الوهابي المتشدد الذي يعتبر بمثابة آلة لتفريخ المتطرفين المستعدين لتفجير أنفسهم > وليس صدفة أن يكون زعيم القاعدة من أغنياء السعودية الذين وهبوا مالهم لزعزعة استقرار العالم والتغرير بالشباب ابتغاء <<الجنة>> ، وقد سار على نهجه كثير من أغنياء هذا البلد الوهابي الذين اعتبروا مساندة القاعدة واجبا دينيا لمحاربة <<الكفار>> و<<جهادا>> من أجل إعادة دولة الخلافة التي ستحكم عامة المسلمين . لقد عانت السعودية كثيرا بعد أحداث 11 شتنبر 2001 بسبب الموقف الأمريكي المتشدد من بعض الشخصيات السعودية التي كانت تساند بن لادن وزمرته ، وكانت تعتبر الضربات الموجهة للمصالح الأمريكية نوعا من رد الإعتبار للحضارة الإسلامية المهزومة ، ولما تبقى من كرامة لدى العرب . وما لم يدركه أغنياء السعودية والخليج هو أن رد الإعتبار لحضارتنا لايكون إلا بتوظيف الأموال في مجال تطوير التعليم والإقتصاد والبحث العلمي حتى يكون لنا شأنا بين الأمم والشعوب ، أما ثقافة الحقد والتدمير والقتل المجاني فلا تنتج حضارة وإنما تخرب ماهو قائم وتؤثر سلبا على ديننا وعلى صورتنا المهزوزة أصلا أمام الرأي العام العالمي ، لهذا يبقى على السعودية أن لاتكتفي بالمواجهة الأمنية للإرهاب ، وأن تقوم بإصلاح عميق لفقهها الوهابي المتشدد ، ولبرامجها التعليمية ، وأن تنفتح على الثقافات والديانات الأخرى بالسماح بإقامة كنائس للمسيحيين المتواجدين على أرضها مثل ما تسمح لنفسها ببناء مساجد في كل بقاع العالم ، كما أن السعودية مطالبة بفتح نوافذ الدمقرطة في المجال السياسي وتطوير وضعية المرأة التي لازالت محرومة من أبسط الحقوق في بلاد آبار النفط ... تلك هي طرق مواجهة الإرهاب إلى جانب المواجهة الأمنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -