الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كشف النفاق: التواصل الإيراني - الإسرائيلي

كهلان القيسي

2008 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ترجمة: كهلان القيسي

إذا ما تساءلت يوما ما هو النفاق : فأنك ستجد الجواب هنا.

في الشهر الماضي زار وزير الخارجية السويسري إيران ، وحضر مع الرّئيس الإيراني احمدي نجاد حفل توقيع عقد بمليارات الدولارات تتعهد إيران بموجبه تزويد سويسرا بكميات هائلة من الغاز الطبيعي للسنوات الـ25 القادمة.
وقد أدانت وزارة الخارجية الأمريكية الصفقة فورا وقالت بأنّها ستتحرّى فيما إذا كانت هذه الصفقة قد خرقت العقوبات المفروضة على إيران ، وقد تذمرت إسرائيل أيضا واصفة زيارة الوزير السويسري إلى طهران ك"فعل غير ودّي إلى إسرائيل". واشتركت مختلف المجموعات اليهودية بالاحتجاجات ، بضمنها ذلك المجلس اليهودي العالمي.
هذا الامتعاض المباشر كان متوقّعا كليّا لكنه أكثر من شاذّ إلى حدّ ما. ففي 30مارس/آذار ، انتقدت الصحيفة السويسرية Sonntag إسرائيل، وقالت إنها تراقب بشدة المقاطعة لكل المنتجات الإيرانية ، لكنها أي إسرائيل تقوم بشراء النفط إيراني منذ عدة سنوات.
وهنا مقتطفات مما ترجمه لي الصحفي الاسرئيلي Shraga Elam " إن إسرائيل تستورد كميات كبيرة من النفط الإيراني بالرغم من أنّ العلاقات بإيران وشراء منتجاتها تقاطع رسميا من قبل إسرائيل. وتحايلت إسرائيل على المقاطعة بالحصول على النفط الإيراني عن طريق أوروبا. كما ورد في نشرة أخبار الطاقة الإسرائيلية في الـ18 من آذار الماضي. ، التي أوردتها وكالة Energia للأخبار. وكانت هذه الوكالة قد حصلت عن المعلومات المتعلقة بتجارة النفط الإيراني من احد المصادر التي لها علاقة بإدارة مصافي النفط الإسرائيلية، وأضافت إن النفط الإيراني مفضل لدى المصافي الإسرائيلية لأن نوعيته أفضل من النفط الخامّ من المصادر الأخرى.
وجاء في التقرير الذي أعده الصحفي موشيه شاليف إن النفط الإيراني يصل الى موانئ أوروبية مختلفة بشكل رئيسي الى روتردام الهولندية. هو مشترى من قبل الإسرائيليين وبسندات شحن وتامين أوروبية ثم ينقل إلى حيفا في إسرائيل. وإنّ المستورد هو شركة Eilat Ashkelon وشركاءها (EAPC)، والتي تخفي مصادر نفطها المستورد."
أسّست EAPC في عام 1968 كشركة إسرائيلية - إيرانية مشتركة لنقل النفط من إيران إلى أوروبا. وبعد سقوط الشاه، توقّفت إيران عن لعب دور نشيط في شؤونها وهناك نزاعات قانونية مستمرة بين الشريكين. ليس من الواضح إذا كان المصدّرين الإيرانيين يعرفون إن المشترين لنفطهم هم الإسرائيليين. لكن من جانب اخر فان المشترون الإسرائيليون والمكاتب الحكومية مدركين جيدا من أين يأتي نفطهم العالي الجودة ، بالرغم من الادعاء والصراخ بحجة المقاطعة.
وكان تقرير EnergiaNews قد مر من خلال الرقابة الإسرائيلية، التي طلبت إجراء بعض التغييرات في النصّ. في الماضي، مثل هذه التقارير كانت ممنوعة نهائيا.
وقد أكّد خبير طاقة لأحد الصحف الإسرائيلية : إن إسرائيل تستورد النفط الإيراني منذ عدّة سنوات، بينما أنكر الناطق باسم الشركة الإسرائيلية- الإيرانية، من إن شركته تشتري وتصفي النفط الإيراني, وفي تقرير لصحيفة هآرتز في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أشار بأنّ شركة الطاقة الإسرائيلية المسماة Paz تصفي النفط الإيراني وتجهّزه إلى السّلطة الوطنية الفلسطينيّة منذ بداية هذه السنة.
وهنا السؤال يطرح نفسه: إذا كانت إيران - كما صرح نتنياهو – بأنها تهدد وجود إسرائيل، لماذا تسمح الحكومة الإسرائيلية بمثل هذه التجارة؟ وهل إن إسرائيل فعلا تتمنى هجوم أمريكي على برنامج إيران النووي وإثارة نزاع في كافة أنحاء المنطقة ، بينما تبدو إنها غير قادرة عن فطم نفسها من الخامّ الإيراني العالي النوعية؟ و إذا كان إسرائيليين يرتعدون من الخوف من القنبلة الإيرانية واحمدي نجاد ، فلماذا المتاجرة مع هذا العدو.
متى تقاطع ومتى لا تقاطع؟ طبعا عندما يكون في مصلحتها الاقتصادية السافرة يحق لها المراوغة،. لكن على المرء أن يسأل: إذا كانت إسرائيل لا تحترم مقاطعتها المعلنة لإيران، لماذا يتوجب على بقيّة العالم أن يتشرّف بمقاطعته حماس وغزة؟ وإذا إسرائيل لا تفي بالتزاماتها الخاصة بالمقاطعة ، لماذا ينبغي على أعضاء الكونجرس أن يصوّتوا مع لجنة العمل السياسية الأمريكية -الإسرائيلية عندما تقترح مقياسا لإسرائيل فقط الشرف في خرقه؟
إنه لأمر ممتع يمكن ملاحظته في موقع حزب كاديما (باللغة العبرية ) بان إسرائيل لا تعرّف إيران رسميا ك"أمة عدوة" ولذا وفي إحساس قانوني إن مثل هذه تجارة جائزة. من سخرية القدر، إيران أيضا لديها مقاطعة ضدّ إسرائيل تطبّق وتنتهك حسب إجراءاتها الخاصة ، علاوة على ذلك، يلاحظ بأنّ إسرائيل رفضت محاولات في الأسبوع الماضي لإجراء محادثات مع سوريا لأن سوريا ترفض تخليها عن علاقتها مع إيران. هل سمعت "نفاق" أكثر من هذا ؟

http://commentisfree.guardian.co.uk/richard_silverstein/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -