الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى سقوط نظام صدام تغيرات في الشرق الاوسط

جواد الديوان

2008 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


قدمت بريطانيا وفرنسا الشرق الاوسط الحديث، فقد ربط تشرشل ثلاث ولايات من الامبراطورية العثمانية في دولة سموها العراق، وتقلص الشرق الاوسط الكبير (تركيا) وظهرت سوريا ولبنان تحت السيطرة الفرنسية. وبقت مصر تحت السيطرة الانجليزية، وقسمت بريطانيا فلسطين الى جزئين، احدهما شرق الاردن واسندته لامير هاشمي، واعطت فلسطين الغربية لليهود.
تسارعت التغيرات في المنطقة عندما فشلت بريطانيا وفرنسا في استمرار علاقاتها مع الدول، واعادة تشكيل القوة الاوربية والنظام السياسي الحديث. والتغيرات في المنطقة ابعد من سياسة المحاور وادارة بوش، فالازمة مع الاسلام حيث تعدده المذهبي والتداعيات الارهابية وتقويض التوازن الدولي، كما سهلت العولمة ايصال الرسائل الى الاعراق والمذاهب والاديان.
تداخلات الولايات المتحدة الامريكية في المنطقة بعد احداث 11/9 ، وخاصة في العراق اثارت التوترات، وتبين ان خارطة الشرق الاوسط ضعيفة التكوين. ولم تجرد ادارة بوش العراق من اسلحة الدمار الشامل بل ارعبت جيران العراق، فاسقاط صدام حسين وزرع بذور الديمقراطية في المنطقة سيغيرها الى شيء مختلف تماما بعد ان ادت الحرب في العراق الى تغيرات بالجملة، وستبرز مصطلحات جديدة، بل طريقة جديدة للتفكير.
اهتمامات الولايات المتحدة الامريكية لم تكن تدفق النفط فقط، بل تهديدات ايران للمنطقة، ورغبة ادارة بوش بتصدير الديمقراطية. ولأسباب دينية وسياسية برز الصراع السني – الشيعي فكان الاخطر في المنطقة. وربما خاضت المملكة العربية السعودية وايران الحرب عبر العراق ابان طغيان العنف (القتل على الهوية والتهجير القسري والتفجيرات في الاسواق والجامعات وغيرها). فقد تخوف الملك عبد الله الثاني، ملك الاردن، عند انطلاق اعمال العنف (2004)، فحذر من من الهلال الشيعي (العراق وسوريا ولبنان). ان الهلال سيقوض استقرار الاردن، الحليف السني لامريكا، حيث تسكنه غالبية فلسطينية تدين بالولاء لحماس وبالتالي ايران. وعندما اصبح العراق ساحة لتلك الحرب تجنبتها المنطقة، وعانى العراقيون من ذلك العنف لينعم الاخرون بالسلم الاجتماعي، وربما كان لاداء قادة دول المنطقة في تجنب او خوض تلك الحرب الدور الحاسم في تلك النتيجة.
عالجت الحملة التركية على اقليم كردستان احتمال انطلاق الشعور القومي الكردي. واعتماد الولايات المتحدة الامريكية على انظمة غير ديمقراطية لمواجهة الارهاب الاسلامي (يحصل ذلك في مصر) يضيف قوة للمعارضة الاسلامية، وستعزز ايران تلك المقاومة ومثال ذلك حماس وحزب الله.
يشير ساسة اكاديميون لاحتمال ظهور دول جديدة وتقلص اخرى او تفتتها، ومن ذلك المحافظة العربية في ايران، كما ان مستقبل لبنان غامض، والعلويون اقلية تحكم سوريا. واختفت الكويت في 1990 وقد يتكرر ذلك مرة اخرى عندما تجاور فيدرالية الجنوب الشيعية، وعندها قد تحتمي بالسنة العرب. وربما دفعت الدعوات المتكررة لفيدرالية الجنوب ومخاوف الكويت لتداخلات غريبة في العراق.
لم تخلق الولايات المتحدة الامريكية حافزا لدفع الشرق اوسطيين للعمل وفق مصالحها، بل عجزت كما فشلت بريطانيا في تنظيم الشرق الاوسط في القرن الماضي. وعدم خسارة العراق يعني قوة اضافية للردع الامريكي، فتحدد عندها تدخل ايران في لبنان وغزة وغيرها. ولكن وضع امريكا في العراق مخيف، فالقوات الامريكية خففت العنف الطائفي مؤخرا، واتخذ زعماء الطوائف خطوات للسيطرة على العنف الطائفي او لنقل الحرب. وربما كانت فرصة لترتب الزعامات اوضاعها لجولات اخرى من العنف الطائفي، كما تؤكد ذلك معاهد البحث الامريكية.
وبهذا فان مستقبل الديمقراطية غير واضح في الشرق الاوسط. وبأمكان الولايات المتحدة معالجة الامر وتحقيق اهدافها في تحويل الشرق الاوسط الى الديمقراطية من خلال مساعدة الصحفيين في الشرق الاوسط (نشر الثقافة الديمقراطية) ودعم انتشار الانترنيت، والنشطاء الديمقراطيين (تعزيز مواقف واضحة في الشأن الوطني)، وبناء جامعات قوية (اعداد الكوادر العلمية بعيدا عن المؤثرات المتأصلة في المجتمع) وقضاء مستقل. وببصيرة ثاقبة لتقليل المساعدات لنشطاء الديمقراطية الاسلامية (لا تؤمن العديد من تلك الكوادر بالديمقراطية)، فان تلك المساعدات تقوض مصداقيتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم كوريا الشمالية: حان وقت الحرب! فهل يشعل صراع الكوريتين


.. لافروف: ما يهم روسيا هو عدم صدور أي تهديد غربي لأمنها| #الظه




.. الملف النووي الإيراني يستمر الشغــــل الشاغـــل لواشنطن وتل


.. أول مرة في العالم.. مسبار صيني يعود بعينات من الجانب البعيد




.. ابتكار جهاز لو كان موجودا بالجاهلية لما أصبح قيس مجنونا ولا