الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماهية السياسة

صاحب الربيعي

2008 / 4 / 11
السياسة والعلاقات الدولية


السياسة عبارة عن منظومة من المبادئ والسُبل والأساليب لإدارة شؤون الدولة والمجتمع، فتقاطع المصالح بين الفئات الاجتماعية المختلفة يسفر عنه صراع سياسي ومن خلاله يسعى كل طرف لحشد المبررات اللازمة لحصد المكاسب السياسية والطرف الذي يحظى بحنكة سياسية وبراعة في إدارة الصراع تكون له الغلبة.
لكن حين تنفذ السُبل السياسية السلمية للوصول إلى تسوية لإنهاء الصراع، يأخذ الصراع شكله العنفي لفرض الإرادة السياسية على الطرف الأضعف الذي يخسر حقوقه مرغماً ويحقق الطرف الآخر مكاسباً غير مشروعة ومنتزعة بالعنف وفرض الإرادة. هذا الأمر لايفضي الى سلام دائم فحالما يستعيد الطرف الأضعف قواه يسعى لاسترداد حقوقه المسلوبة.
أما إذا لم يحسم الصراع العنفي لأحد الطرفين في حينه يصبح استنزافاً لكلا الطرفين المتصارعين، وبهذه الحالة يستنفذ خيار الصراع العنفي بخيار المفاوضات السياسية لإجراء تسوية لتقاسم المصالح بينهما.
يقول ((مايكل بارنتي))"إن السياسة عبارة عن صراع على مصالح متضاربة بين فئات محددة على الساحة العامة، قد تتخذ من آساليب العنف نهجاً لتحقيق المكاسب فالتنافس السياسي لايسعى لتحقيق أهداف سياسية-اقتصادية قائمة وحسب، وإنما لتحقيق أهدافق سياسية-اقتصادية بديلة".
الساحة السياسية رمادية اللون لاتحتكم الى المبادئ لكنها تعمل بها، ولاتعنيها القيم والأخلاق لكنها تستخدمها كواجهة لتمرير أجندتها. أدواتها التفاوضية سلمية لإنهاء الصراع لكنها تمهد للحرب، شعارها المعلن التمسك بقيم النزاهة والاستقامة وباطنها الخفي مخالفته، تبدو محايدة وعادلة لكنها فئوية وغاصبة. ثقافة ومستوى وعي مؤديها من المتدني الى العالي، ومن الوضاعة الى الرفعة، جمهورها من ضحايا ومتسلطين.
هذه الضبابية للسياسة قادرة على استقطاب عينات واعية لمصالحها ودورها ولها أجندة خاصة وتلعب دوراً قيادياً في الاغلب الاعم وكذلك لعينات مُغيبة غير واعية لمصالحها ومهامها الأساس الطاعة العمياء لتنفيذ أجندة قياداتها الواعية.
وبالرغم من أن العمل السياسي عمل لفئة خاصة لكن السياسة ذاتها قسرية تفرض نفسها على مفاصل الحياة ولاسبيل لتحاشي آثارها السلبية كونها غير محايدة، تصنف البشر إلى أصدقاء ومعادين، تفرض المواقف والاصطفافات على البشر مع أو ضد.
يعتقد ((مايكل بارنتي))"أن الساحة السياسية تموج بالخداع والفساد والنهب، لذا فلا عجب أن يتجنبها أغلب البشر. فالسياسة تلعب دوراً كبيراً في تقرير مصيرنا شئنا أم أبينا فإن استطاع المرء تجنبها لاتتركه وشأنه فيمكن للمرء أن يهرب من ضجيج وتفاهة السياسيين لكنه لايمكنه أن يتقي شرهم".
والسياسة باعتبارها وسيلة لتحقيق مصالح فئة اجتماعية محددة فإنها تسعى للاستحواذ على السلطة واستخدام أدواتها القمعية (أو القانونية) لحجب مصالح فئات اجتماعية متعارضة معها لكن سعيها لايفترض عدالة تحقيق المصالح والمنفعة بين أفراد الفئة الاجتماعية التي تمثلها، فالمكاسب السياسية (العامة والخاصة) عبارة عن فرض إرادات على الآخرين لإنتزاع حقوقهم المفترضة لصالح الفئة القوية القادرة على فرض إرادتها على الآخرين بالعنف أو السياسة.
إن السعي للاستحواذ على السلطة لايقتصر على تحقيق أو انتزاع مصالح فئات سياسية متعارضة وحسب، وإنما فرض نظام سياسي على كافة فئات المجتمع غير المعنية بالشؤون السياسية ولابمؤديها لكنها مجبرة على الاذعان والخضوع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم