الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(عرس الماي) الشعر في ارتفاع النهار 3-3

ريسان الخزعلي

2008 / 4 / 12
الادب والفن


.. /السجن/- العقوبة السالبة للحرية، يواجهها الشاعر المبدع/ كاظم غيلان/بالغناء، والاصرار على العودة الى المساحة الاولى، مساحة الحرية/الضيّقة، هي الاخرى في سنوات مواجهته الحياتية/ الفنية، وقصائد مثل ”الليل.. وعجد.. والهور،


اغنية عن الشعر والناس، حرير “...، قصائد كتبت في/السجن/.. لكنها لم تكتب عن ”السجن “، وحيث ان ”الوحدة “ لم تأخذ من الشاعر/ حلمه/ لذلك يجيء الحلم في كل هذه القصائد، يجيء الهور ”وعجد “ والناس والسفر/الحرير.. يجيء الحلم رهاناً عالياً في الانفلات من طوق المحاصرة، في الرأس اولاً، والى ارتفاع النهار..، هناك خارج السور، ثانيا:

.. صرت العبك ياحبيبي
/بالحلم/ما بين اصابيعي
حرير..
العب، ابنص اللعب..
يوكع وزير
الخاطرك يوكع وزير..
الخاطرك حطيّت فختايه على الشباج الاخضر
انته صوفر.. وآنه أطير..
.. ان السجن كقيد جسدي/مرئي.. لا يفلت منه الشاعر الاّ بالطيران ”وآنة اطير“.. وتلك هي المواجهة الروحية/ الشعرية:
*.. تالي الليل.. يآخذنة التعب لبعيد وتنامين..
/طير/ البارحة لحد الصبح نوّاح
نوحي ابهيدة يمعودة الدمع فضّاح
لا تمشين..
كل خطوة رصيف ايذوب
كل خطوة - الحلم..
شاعر كتب حزن العراق..ـ،
اهنا ورا الشباج تكعد
والمذلة اعيون حارس
تصعد الحسرة وحلم ممنوع واكتاب ومدارس..
لقد حقق الشاعر انفلاته الروحي، في قصائده المكتوبة/ في السجن/.. وكلما كان السجن، يكون الحلم ويكون الطيران.. الى من؟.. الى المساحة الاولى..، ومثل هذا التدرج سواء كان شعورياً او لا شعورياً.. اوجد القصيدة التي تتدرج لمسك بناء القمة/ المساحة الضيّقة..، وهكذا هو الشعر، ما عليه الاّ ان يمسك بما هو ضيّق في الحسابات الفنية/الجمالية!!.
-2-
... خارج السجن الصغير، يكون السجن الكبير..، ويواجه الشاعر الوحشة الروحية الجديدة، يواجه الليل، ويتكئ على /سمير الليل/، ويبني اجنحة اخرى لطيران جديد، طيران غير ذاك الذي كان في قصائد السجن، انه الطيران/ الحلم النهائي، حلم الشاعر في المستقر الاخير:

*..ياسميري
المالي من بعدك سمير..
انزل ابهيدة على كلبي الحنون..
واصعد لراسي اغاني وخل اطير..

وفي مواجهة اخرى مع السجن الكبير، ومن اجل حلم جديد، يوقف الشاعر الزمني في قصائده/السنوية/..، القصائد التي تنتهي بها السنوات، وتنفتح على سنوات جديدة، قصائد ”1/1/... “..، قصائد”ملصقات ليلة 1/1، احتفالية “..ملصقات عن الحب، والحب القادم. احتفالية عن الحضور/ الغياب، والغياب/ الحضور.. تلك هي صبوات الشاعر، وهذا صوته:
*انفتح باب السنه ابروحي قصيدة
انفتح باب السمه ابعيني عشب
زاهي العشب
بالحزن.. عمري صهيل ”اربعطعش مهره“
ولعبني فد لعب..
عفية بيت..
اشما امسحك تنكتب!..
...،
* امراكض المهره ابساتين الصبح روحك
والمخازر لعب..
بيدك اميّة حياتي
وعطشت كل سنبله!
هجرك ابروحي امتحان..
وبالقصايد اسئله
طعمك ابطعم الشتة وامي وليالي المنقلة..

-3-
.. في الغياب القديم،والغياب الجديد.. يصحو الشاعر مندهشاً، يتطامن بالفجيعة، ويكثر النداء وحتى الصراخ المر في زمن الغيابات، غياب النواب، غياب رياض النعماني، غياب كاظم لاله، غياب كوكب حمزة، غياب/رحيل.. عزيز السماوي، ابو سرحان.. اسماء اختلطت في تجربته، وخطفتها الغيابات.. واشتعلت في ذاكرته قبل صحوة/العرس/.. في احالة لا شعورية.. ان يشاركوه هذا/العرس/الذي اصبح/عرساً مائياً/.. يتسلل من بين اصابعه.. ”غني الدهر ياعتبة النواب، وعزيز الحالم الملكاك.. ماجاك، والشعر رد ابذكرياته ايريد كاظم لاله، وجن ابو سرحان نص الروح يمتد، رياض النعماني.. حيث كل ما تبقى قاسمنا المشترك.. وطن في منفى ومنفى في وطن “...، هكذا تشكلت دهشته/الغيابات مع عرس مفقود/!!.
-4-
/تجربة المرأة/ في ”عرس الماي “.. تجربة ”اسرار “.. يقف الشاعر فيها متحسراً ”تنصه الدنية من تعلين..، فوك الفوك عليتي، وترستي العشك كله اسرار “..، وغيلان حينما يكتب تجربته في /مع المرأة.. لا يكتب غزلاً، وانما يكتب خلاصة التجربة، بأشتعالاتها الروحية والجسدية، وصفاً حاراً، وصفاً لدنيا من طراز خاص به وبتجربته..، في هذا الوصف يكون”.
النهر، الطيور، الحدائق، الباب، الصبح، السدرة، الورد، الطول، المزهرية “ و”العرس “- الدالة المفقودة.
* يل ماخذه اعيونج الوان الوان
ما تنطين..
بس لونين الي وعنوان
دجله..
ومزهريه ونايل ابطولج.
على كدج يكدر طوله بي سوله..
وسوله ابطولج اتعادل الف سوله!
..،
من الصبح
ريح الحدايق
والهوادج..
/والعرايس/، والفخاتي اتغار..
لن دورة اعيونج تشتيهيهه انهار..
ان التجربة الشعرية في /مع المرأة.. لم تعد ”الآن “ في شعر/ غيلان/ ملاذاً حسياً مجرداً، وانما صبوة في حلم الاستقرار الروحي والجسدي، بعد خسارات كبيرة.. كان رمادها الشعر، بل نارها ورمادها.

-5-
../عرس الماي/.. تجربة شعرية واسعة، تنوعت كثيراً، ورمت الملل الذي يلفحنا من تشابه في التجربة والاساليب، خارج اسوارها، وقدمت النوع والبناء، والحرارة التي ننشدها من الشعر..، انها مناخ سائل كالماء.. وكانت عرساً للماء، فبالماء جمرة البخار، وحركة
الغيوم ولسعة الثلج.. وصورة النهر..، هل اراني مسكت ذلك؟..، لقد حاولت وهذا يكفي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل