الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة

مفيد دويكات

2008 / 4 / 12
الادب والفن


كان الوقت ظهرا
رن جرس نقاله ، استخرجه من بيته للرد، نظر كعادته إلى الشاشة، ركزعينيه
ليتأكد من الرقم الموجود، ثم فتح الخط:
_ نعم
وتحدث باهتمام، ثم صمت ليستمع إلى محدثه حتى النهاية، كثيرا ما هز رأسه،
وأعطى ضوء الموافقة0
وهو يرد الجهاز إلى بيته قال:
_ مراسل الجزيرة يريد مقابلة في برنامج الظهيرة
سألته باهتمام:
_ وافقت؟؟
_ نعم
وتوقف حديثنا عند هذه النقطة حيث جذبنا دوي انفجار هائل وقع في وسط نابلس
تبعته سحابة دخان ابيض وكانت الأباتشي ما تزال تحوم في السماء هناك فوق مكان
الأنفجار،هو اتصل، لا أدري بمن، ليسأل عن نتيجة الأنفجار فامتقع لونه :
_ نسفوا إحدى العمارات
كنا في أحد أيام الأجتياح ألأولى

000
_ أتدري أنا ليس لدي قناعة بكل هذه الأنتفاضة كان يجب أن تكون بضع احتجاجات
وكفى، مسارها الحالي اباح لهم سلبنا كل شيء، ليس فقط بعض مكاسب أوسلو، بل
كل شيء، ابتداء من السلام ولقمة العيش،حتى الأرض0 أنا غير مقتنع وإلاّ لكنت هناك
في وسط المدينة، أقاتل !
_ تبدو مثل كل الأشياء التي فرضت علينا
_ ميزتها اننا نقنع انفسنا بأنها الطريق الوحيد لوصولنا لأهدافنا
وضحك العقيد وعلق:
_من يسمعني سيظن بوطنيتي الظنون، لكن مع الأسف هذه
حقيقة موقفي، انني حائر ما ذا اقول للجزيرة
_ كما يقول الآخرون
يبدو لا مفر من ذلك، لا مفر وإلاّ سجلت في دفتر المتخاذلين0
0000

موقعنا على الشرفة، يتيح لنا رؤية الأطراف الشرقية من المدينة
والمخيمين، وسفحي جرزيم وعيبال وطريق القدس المهجورة،
فقط دبابات وجيبات عسكرية فوقها
ويتيح لنا أن نسمع زخات الرصاص ونرى بقع الخان التي يصنعها
على ظهور وصدور العمارت0
_ سمعت الأخبار عن القتال وأسر الجنود، اتصلت بصديق في المخيم،
رمل على مرتي، قال انهم فوق كل دار، ويعربدون ويشربون البيرة،
قال ثم أشعل سيجارة وعاد يتساءل:
_ هل تنصحني أن أسجل رؤوس اقلام أم أدخل الحديث عفويا
_ هذه ليست أول مرة تتحدث فيها إلى تلفزيون
_ لكنها المرة الأولى التي أخاف منها
0000
جاء الموعد
اتصلو به من قطر، هو الذي قال ذلك، تركته في الشرفة ودخلت الغرفة،
بدأت أسمع أحاديثه
سأله المذيع عن الموقف داخل البلدة القديمة
هو أجاب:
_القتال من بيت إلى بيت هناك شهداء بالجملة وجرحى وهناك خسائر
فادحة للطرف الآخرنحن نقاوم هجمة شرسة جيش قاتل مزود بأحدث الأسلحة
لا نصير لنا سوى بعض محطات التلفاز
_هل تريد من العرب ان يدخلوا المعركة؟
سأله المذيع
فأجاب:
_ لا، لن يستطيعوا الدخول عسكريا، اريد منهم تضامنا سياسيا أقوى
استخدام النفط استخدام الأرصدة الخروج من دهاليز التخاذل
وسأله المذيع عن توقعاته قال:
_ صمود حتى الرمق الأخير لم يبق لدينا ما نخاف عليه او نخسره
وانتهت المقابلة رجعت إليه كان قد أشعل سجارة أخرى0
_ هل كنت موفقا في الردود
سألني
_ جدا

0000
كان يتحدث عن رجوعه إلى التدخين بسبب الأحداث بعد أن تركه لعدة أشهر
حين رن الجرس اللعين كما كان يسميه0
_ لالالالا 00أنا في دار صديقي الذي حدثتك عنه، وشرفي لا اكذب
فقط من اجل المقابلة تحدثت لو قلت لهم أنا فوق سطح بعيد عشرة كيلو مترات
عن المعركة لما اجروا المقابلة معي اتكلي على الله وانتبهي للأولاد0
قال وهو يبتسم بمرارة
_ زوجتي سمعت المقابلة فظنت انني في قلب المعركة0 لم تصدق بسهولة
_ معها حق
_ لا كهرباء ولا ماء وانتهى الخبز تقول
_ كيف ستتصرف؟
_ نشيطة تستطيع تدبير نفسها

00000000

_الووو
_ نعم
كيفك يا حجة؟ ياما أنا بعيد لا تصد قي حكيت مع المحطة اعلاميا فقط
وحياتك اطمئني هذا صاحبي تحكي معه؟؟ طمني الجميع وانتبهوا لحالكم
يا ما وحياة عمرك بعيد صدقي واطمئني0
ابتسم بمرارة

00000000

_ الو
واتصل ابنه الذي يدرس الطب في فرنسا وكذلك أخته في القاهرة
وأخيه من الرياض الكل سأله عن مكان تواجده0لكنه اختنق امام
مكالمة متأخرة غطى سماعة الجهاز وهمس لي :
_ الرئاسة
نعم نعم00 كما أخبرتك موجود هناك، لا لا لم أذهب إلى البلدة القديمة
وكيف اذهب؟ الطرق مسدودة كل الطرق 0
نعم
هل احتج أحد يا سيدي؟ كلام صحافة، قولوا لهم !!0 لا اعتقد حدوث ازمة
علاقات سواء مع القاهرة أو الرياض0 يفهمون موقفنا يا سيدي، اعرف اننا
بحاجة اليهم00 إذا أو قولوا لهم أنه يقصد تخاذل الجماهير العربية!!
نعم
نعم
في مقابلة أخرى سأشيد بدعم الجميع، من سوريا إلى موريتانية
حتى جزر القمر وأيضا والصومال00 هذه بسيطة!!
نعم حاضر
ونفخ بعد انتهاء المقابلة!!
الرئاسة متضايقة من كلامي حول العرب لا حول ولا قوة الا بالله000

000
اوووووو
وانفجر وجهه حيوية وتضرجت وجنتاه بحمرة خفيفة:
_نعم00 اهلا، كيف حالك؟
حلي عني
مطارد وعدت للتدخين ومرمي في بلد بعيد،لا أستطيع أن أجيء0
كيف عيونك؟ شكرا اعرف انك أصيلة ولا تنسي 0 انتبهي لنفسك
اطمئني لا خطر علي الف مودة 0 هذا وقت قتال لا وقت قبل0
ونظر إلي بعد انتهاء المقابلة قال:
_ زينب التي حدثتك عنها!!
قال هي الأخرى قلقة

00000
السؤال الذي حيرني منذ ذلك اليوم إلى الآن كيف عرفوا مكان تواجده؟؟
ساعة بعد المقابلة واتصالات الأقارب وكان نتحدث مازلنا عن الأجتياح
والتوقعات حين امتلأت ساعة الدار بالجيبات العسكرية0 كلمح البصر حدث ذلك0
اسود وجهه وهو يرى الحشد والسماعة تخاطبه بالأسم أن انزل، وسلم نفسك0
_ الاتصالات
قالها وهو يمد يده مودعا، سأنزل وأمري إلى الله0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا