الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاموس المزدوج

سامي العباس

2008 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


في تعليق على كتاب محمد كامل الخطيب ( إعادة تكوين سورية
يشير ياسين الحج صالح إلى أن الصعود السياسي للحركات الدينية- واستحواذها على الخطاب الراديكالي الذي كان محتكرا حتى الأمس القريب من قبل الأيديولوجيتين الماركسية والقومية – الاشتراكية – أفضى فيما أفضى إليه إلى ما يطلق عليه ياسين:( القاموس المزدوج)..و الذي بدأت تستخدمه النخب الثقافية الحديثة, لتستر تمغنطها عن وعي وبدونه ,بخطوط الو لاءات التقليدية , بعد أن سبق و فارقتها الىالولاءات الحديثة , ردحا من زمن التحديث الليبرالي ثم الاشتراكي..
معلوم أن المصطلحات والمفاهيم المنحوته في سياق المقاربة المعرفية للواقع لا تتصف بالبراءة المطلقة كما قد يخّيل للمرء المتحمس. سيما في حقل العلوم الإنسانية..إلا أن ما يزيد الطين بللةً استخدامها " المصطلحات والمفاهيم " تحت الضغط المتصاعد لولاءات ما فبل الدولة أو ما تحتها . مما ينقل استخدامها على هذا الشكل من خانة قلة البراءة الى خانة الوقاحة .. تتأرجح الكثير من الأدبيات السياسية التي اطلعنا عليها في سورية ومحيطها فيما بين الحدين المذكورين ..
وتشتد وطأة الضغط للانسحاب إلى خطوط الو لاءات التقليدية على عقل الانتلجنسيا الحديثة لمجتمعات عرب آسيا , نظرا لتنوعها الديني والمذهبي الموروث. مما يعقد الطور الديمقراطي الذي تقف على أعتابه هذه المجتمعات . ويتركها مفتوحة على تداعي كياناتها السياسية الراهنة. سيما وهذه الأخيرة متهمة بأنها صنيعة سايكس- بيكو .. ففي لعبة عض الأصابع بين التيارات الإسلامية, والنظام السياسي العربي, والولايات المتحدة الأمريكية ,ضاعت طاسة المثقف الحديث .. وهو يبحث عنها عبثا في الخنادق الثلاثة ..ناسيا أو متناسيا واجبه النقدي الذي إن قام به على نحو نزيه فإنه يسهم في تصويب الجدلية الاجتماعية عبر تزويده الحوامل الاجتماعية لعملية الحداثة بالوعي المناسب..إن تطييف" من طائفية " الوعي الحديث يشبه ( تعبويا ) السماح للعدو بالتسلل إلى الخنادق..وهي وصفة نموذجية لإشاعة البلبلة والفوضى في وعي شكلته مسيرة الحداثة في المنطقة على تقلب راياتها الأيديولوجية.و على ثبات وتماسك هذا الوعي بمروحته "الليبرالي ,والقومي, والماركسي "
يتوقف مصير المنطقة العربية :متابعة الدخول الى العصر أو التراجع الى البربرية.. على هذا السباق بين الوعيين : التقليدي والحديث للسيطرة على الفضاء العقلي للعالم العربي ستتحدد المآلات..إلا أن سهولة تقدم الحداثة مرهون من جهة ثانية بقدرة أحد تياراتها على التناغم مع الحامل الاجتماعي المناسب بالمعنى التاريخي ..إنها حالة تشبه الطنين في الفيزياء.حيث المردود يصبح أعظميا على كامل عملية التقدم التاريخي ..لهذا ولغيره يصبح تقدم الليبرالية لاحتلال الصدارة بين تيارات الحداثة (كأيديولوجية مهيمنة )- نظرالإمتلاكها القدرة على التناغم مع الحامل الاجتماعي صاحب المصلحة في تعميق التحول الرأسمالي.أقصد ( البرجوازية ) – الطريق الوحيدة للتقدم نحو الأفق الراهن لعملية التقدم التاريخي ..
وفي هذا السياق على العلاقة بين تيارات الحداثة" الليبرالية والقومية والماركسية " أن تسمح بتشكل ما يسميه "غرامشي " بالكتلة التاريخية .وأن تظل مسقوفة باستراتيجية الصراع بين الحداثة والتقليد ..عندها لن يبقى مكان لما يصفه باترك سيل بمرض المنطقة : التردد والانتهازية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ