الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل ما لا يقتلنى يقوينى 1--4

احمد ضحية

2003 / 12 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


* لا تزال وتائر الاحداث فى دارفور فى تصاعد مستمر فكل يوم تحمل الانباء وقائعا ما ساوية جديدة مسرحها هذا الاقليم الكبير واحداثا مؤلمة تمارسها حكومة
الخرطوم دون اعتبار لتجربة حربهاالدامية مع الجنوب . لتضيف تعقيدا جديدا لمشكل السودان الكبير
*فالسودان البلد ذو التاريخ العريق المجيد الذى لا يتوقف تاريخه عند حدود ممالك الوسط والشمال ودارفور العتيقة ,بل لابعد من ذلك( وذلك هذه )شان المختصين !؟!الذين لم يكشفوا لنا حتى الان بصوره واضحة عن مكونات هذا الجماع ( جماع الثقافات والاعراق ) فى السودان الكبير ما يضطرنا الان مناقشة  ظاهرة الحرب فى دارفور بردها الى انسان هذا الاقليم بخصوصيته
دون اعتبار لما يطلق عليه هوية سودانية  ففى واقع الامر اجزاء كبيرة من هذا السودان الكبير لا يزال تاريخها مجهولا , فالتاريخ الرسمى كما رسمه الساسة وفقا لاستراتيجياتهم وظف لاقصى حد فى الاطار الايديولوجى  ولذلك ليس غريبا الا يكون ثمة اهتمام بتاريخ دارفور يسهم فى التعرف على سلوك انسان هذا الاقليم وردود افعاله المتوقعة

ودارفور الكبرى كاقليم شاسع تضرب باعماقها فى حضارات غرب افريقيا القديمة , مكا اعطى انسانها تميزا خاصا وخصوصية متميزة .. تميز بتعايش العروبة والاسلام الوافدين مع الثقافة المحلية للسكان الاصليين ( الداجو والفور )بحيث اصبح الاسلام بطابعه المحلى هو الدين الرسمى وكذلك اللغة العربية مع الاحتفاظ باللغات المحلية لكل القبائل غير العربية الاخرى وهو ليس نصرا حققه المسلمين والعرب كغزاة او فاتحين وانما درسا حضاريا عظيما تلقوه من السكان الاصليين خاصة الفور ( وبطبيعة الحال لم يستفيدوا من هذا الدرس ؟!)درسا فى استيعاب الثقافة المحلية للثقافات الوافدة وهضمها دون ان يترتب على ذلك تفكيك التكوينات الاجتماعية بمركباتها الثقافية المختلفة ولهذا السبب بالذات اهتم الشمال الاسلامى العربى بعدم اتاحة الفرصة لدارفور على الاطلاق للبروز كشريك حقيقى فى اجندته ( كدولة ) كشريك يسهم فى صياغة وصناعة  معنى السودان كوطن يسع الجميع ! وكرس على الدوام ان تكون دارفور مخلبا اساسيا فى حسم صراعاته من اجل السلطة والثروة سواء كان بخداع قوى الشمال الطائفية للناخبين او استغلالها للقبائل العربية لاضعاف نفوذ القبائل غير العربية كما فعلت هذه الحكومة  خاصة ضد الفور
لقد ظل هاجس الحكومات التى مرت على السودان منذ 1956هدم ما توهمته من سد اقامه الاستعمار فى جبال النوبة والانقسنا والجنوب لربط هذه الاجزاء بالجغرافيا الام ( الشمال بمركزه الخرطوم )هذه الفكرة ( فكرة السد ) ظلت هى المحرك الاساسى لسياسات الشمال تجاه هذه الاجزاء لتبلغ ذروتها فى محاولات التعريب والاسلمة القسريين منذ 1991 حتى 1997  لا لشىء سوى : الا تغدو العروبة والاسلام محصورتين فقط بين البحر المتوسط ورباط داكار بتعبير السفير احمد عبد الحليم  وهكذا لم يكن الوجدان السياسى لساسة الشمال يضع اجندته الا على هذه الخلفية التى انطوت عليها احاديثه الجماهيرية فى دارفور (بلد التقابة ونار القران )الى اخره من غزل هو فى حقيقة الامر يعبر عما انطوى عليه نظام التفكير الامبريالى الاستعلائى ....
فالشاهد ان بلد التقابة هذه عاشت وتعيش اوضاعا ماساوية اسوا بكثير مما عاشه جنوب السودان فدارفور ظلت تستغل كاداة وفى ذات الوقت تهمش بصورة متعمدة ؟!..ولانها بلد القران ونار التقابة لم تكن سياسة الشمال تجاهها اسلمتها قسريا على نظام الاسلام الحركى( او كما: تدعى الجبهة الاسلامية: اعادة صياغة الانسان )ولان دارفور مزدوجة اللغة ( العربية المحلية )لم تكن بحاجة لتعريب قسرى خاصة ان الحوار الطبيعى للجماعات الاثنية والثقافية فى دارفور بسبب مناخ التعايش والاخاء الذى اختطه الاباء المؤسسين من سلاطين الفور كرس لحالة من التعايش يندر وجودها    هذه الحالة ذاتها كان من الممكن ان تفضى لشعور القبائل العربية وغير العربية فى دارفور بذاتها وهو ما انتبه اليه الشمال منذ وقت مبكر فهو لا يريدهم ان يعوا ذاتهم لانهم محض موضوعات لمشاريعه وبرامجه التى ينفذها فى جغرافيا السودان الكبير ولذلك قطع عليهم الطريق بما ظل يثيره من فتن وقلاقل فى مختلف العهود اخرها تبنى نظام الخرطوم الراهن لدعم القبائل العربية كى تواجه القبائل غير العربية نيابة عنه وهو بذلك يقضى على اللحمة الاخيرة فى مناخ التعايش الذى اختطه سلاطين الفور العظام ونظام الخرطوم يفعل ذلك مدفوعا بتوجهاته الامبريالية الاستعلائية لاعتقاده فى النقاء العرقى والثقافى وهو ما يحاول مثقفيه اعطاءه اطارا فكريا على خلفية احاطة الحزام الاسود للعاصمة الخرطوم كما قال حسن مكى لاخافة حكومة الخرطوم وكما فعل بعض الدكاترة وهم يتحدثون عن البرجوازية الاثنية فى سوق ليبيا على صفحات الصحف ويعقدون الاجتماعات فى الحلفايا وشمبات وغيرها لتدارس اليات مواجهة هذا الحزام الاسود وهذه البرجوازية الاثنية؟!(على فكرة بحثت بدقة فى قاموس المصطلح الساسى عن مصطلح : البرجوازية الاثنية ولم اجده بتاتا؟!)
نواصل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح