الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ العمل الثقافي الأمازيغي في المغرب

مصطفى جليل

2008 / 4 / 12
الادب والفن



لقد شهد العمل الثقافي الأمازيغي منذ نشأته عدة تحولات مهمة كان لها الأثر في تحرير الفكر الأمازيغي و تخريج دفعة من الكتاب و الفاعلين الثقافيين الأمازيغ ، و في تحقيق قفزة نوعية مكنته من تحقيق مكتسبات لا بأس بها مقارنة بالتوجهات الأخرى . و لكي يتسنى لنا الحديث عن العمل الثقافي الأمازيغي و عن أهم المراحل و التحولات التي عرفها ، وجب علينا تقسيمه إلى أربع مراحل زمنية و هي ، المرحلة الأولى : و التي تميزت بكونها ابتدأت بمبادرات شخصية و تحركات ضيقة وسط بعض المثقفين الأمازيغ و عرفت تأسيس بعض الجمعيات الثقافية الأمازيغية و التي يمكن تحديدها ما بين 1969 و 1990 ، المرحلة الثانية التي عرفت ظهور جمعيات أمازيغية أخرى و نشر الوعي بالثقافة الأمازيغية ، المرحلة الثالثة عرفت انتعاشا للحركات النضالية في العالم بما فيها الحركة الأمازيغية و ذلك إثر انهيار الإتحاد السوفيتي و سقوط جدار برلين ، و هي الأحداث التي أدت بشكل مباشر أو غير مباشر في تنامي لمحة من الديمقراطية في العالم ، و تحدد الفترة ما بين سنة 1991 و 1995 . المرحلة الرابعة و المتميزة باعتراف حكومة التناوب بتعدد الهوية المغربية و بإنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، و تمتد الفترة من 1997 إلى 2001 .

المرحلة الأولى : اتسمت هذه المرحلة بسيادة التحرك الفردي و السعي نحو التحسيس بالثقافة و الوعي بالهوية الأمازيغية عبر عدة أنشطة ، و قد توجت هذه التحركات بإنشاء الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي سنة 1969 ، فقد قام العديد من المهتمين و الفاعلين بنشر عدة مقالات و جمع الأشعار و القصص و الأمثال الأمازيغية ... قبل أن يتحولوا إلى العمل المنظم و ذلك سنة 1969 ، السنة التي ظهرت فيها أول جمعية ثقافية أمازيغية و هي الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي (AMREC) و التي كان من بين أهدافها العمل على الإهتمام باللغة ،الهوية ،الحضارة و الثقافة الأمازيغية ، و قد اكتفت الجمعية في هذه الفترة بتصنيف الثقافة الأمازيغية ضمن ما يسمى بالثقافة الشعبية نظرا لكون الأمازيغية في ذلك الوقت تعد من المحرمات ، و بقي عمل الجمعية مختصرا على إصدار مجموعة ن الكتب التي تتحدث عن القصة الشعبية و المثل الشعبي دون ذكر الأمازيغية .
المرحلة الثانية : عرفت هذه المرحلة كما ذكرنا سابقا ميلاد جمعيات ثقافية أمازيغية أخرى كجمعية تماينوت الجمعية الجديدة للثقافة و الفنون الشعبية بالرباط سنة 1978، و التي تحولت مؤخرا لمنظمة تماينوت ، ثم جمعية الانطلاقة بالناضور التي تخرج منها فنانون كبار كالوليد ميمون ، خالد إزري ... ، و جمعية تيليلي بكلميمة و جمعية الجامعة الصيفية بأكادير و استمر ميلاد الجمعيات و فروعها في عدة مناطق . و كان الهم الشاغل للجميع في هذه الفترة هو تنمية الذات و بلورة خطاب ثقافي أمازيغي متميز ، و يذكر أن هذه المرحلة تأثرت بأحداث الربيع الأمازيغي سنة 1980 كما يتبين جليا في تاريخ القضية الأمازيغية ، و يمكن اعتبا هذه المرحلة مرحلة للبناء و التأسيس الفعلي و الحقيقي للعمل الثقافي الأمازيغي بالرغم من المضايقات و المشاكل المادية و التعتيم الإعلامي الممارس ضدها ، و لعل اعتقال الأستاذ علي صدقي أزايكو
و منع إصدار مجلة أمازيغ لدليل على هذه المضايقات الممارسة من طرف المخزن آنذاك .
المرحلة الثالثة: لقد انعكس الانفراج و اللمحة الديمقراطية النسبية التي عرفها العالم إبان انهيار الإتحاد السوفياتي و سقوط جدار برلين ، إيجابا على جميع الدول و بالتالي على سياستها الداخلية و هذا ما أدى إلى انتعاشة جديدة للحركات النضالية في العالم بما فيها الحركة الثقافية الأمازيغية التي عرفت توقيع ميثاق أكادير سنة 1991 من طرف ست جمعيات ثقافية أمازيغية ، و الذي يعتبر كإطار مرجعي نظري يوضح يوضح تصور المهتمين باللغة و الثقافة الأمازيغيتين في المغرب ، انطلاقا من المنطلقات التاريخية و الفكرية و الحضارية للمجتمع المغربي ، و التي ركزت على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية بكافة مكوناتها الثقافية في إطار شعار الوحدة في التنوع ، و هكذا استمرت الحركة الأمازيغية تطور في أساليب عملها معتمدة على أرضية الميثاق إلى أن تم تأسيس مجلس وطني للتنسيق شهر أبريل 1994 بين مختلف الجمعيات الأمازيغية و صياغة بروتوكول و ضوابط التنسيق و إصدار جريدة باسم المجلس تحت إسم أمزداي . كما عرفت هذه المرحلة انفتاحا للأمازيغية على المستوى الدولي خاصة بعد سنة 1993 حيث عقد مهرجان للأغنية الأمازيغية بكل من أكادير ثم فرنسا ، و بعدها عن طريق تأسيس الكونكريس الأمازيغي سنة 1995 بفرنسا و انتخاب السيد مبروك فركال كأول رئيس لهذه المنظمة الدولية التي تأخذ على عاتقها مهمة الدفاع عن الأمازيغ و عن ثقافتهم في العالم .
المرحلة الرابعة: أدى تراكم الإنجازات و المكتسبات للحركة الأمازيغية خصوصا بعد توفرها على قاعدة شعبية متميزة ، إلى دعوة المؤسسة الملكية إلى ضرورة الإعتراف الأمازيغية و الدعوة إلى إدماجها في التعليم و الإعلام (نشرة اللهجات) كما جاء في الخطاب الملكي للمغفور له الملك الحسن الثاني في 20 غشت 1994 ، ثم اعتراف حكومة التناوب بتعدد الهوية المغربية مشيرة إلى البعد الأمازيغي من خلال برنامجها الحكومي لسنة 1998 و ضرورة إنعاشها ، ثم الميثاق الوطني للتربية و التكوين الذي جعل من الأمازيغية خادمة للعربية (المادة 116) ، لقد أصبحت الأمازيغية في هذه المرحلة موضع تساؤل لدى الرأي العام الوطني و الدولي و بدأ الجميع يهتم بها خاصة بعد الخطاب الملكي بتاريخ 30 يوليوز 2001 الذي أعلن فيه جلالة الملك محمد السادس عن إنشاء معهد ملكي للثقافة الأمازيغية ، ثم بعد ذلك جاء خطاب أجدير يوم 17 أكتوبر 2001 حيث تم الإعلان عن الظهير المحدث للمعهد ، ليعين الأستاذ محمد شفيق كأول عميد للمعهد فجات بعد ذلك معركة الحرف الذي ستكتب به الامازيغية ليحسم المعهد في الأخير في اختيار تيفناغ "ايركام".ثم بادرت وزارة التربية الوطنية قي شتنبر 2003 لتدريس الامازيغية في 317 مدرسة بالمغرب , ليصبح الحديث عن الامازيغية يتداول في أوساط الأسر المغربية إلى أن أصبح أعداء الامازيغية بالأمس أصدقاءها اليوم .لكن السؤال المطروح الآن هل هذا يكفي ؟ بطبيعة الحال فالطريق مازال طويلا فماذا عن الامازيغية في الدستور؟ ثم في الإعلام ؟ وفي المحاكم وكل الإدارات ؟ ....
ونشير إلى التنامي المتزايد للحركة الثقافية الامازيغية بالجامعة و الثانويات وتصاعد وتيرة تأسيس الجمعيات الأمازيغية.

مصطفى جليل / فاعل ثقافي / قلعة مكونة جنوب المغرب


** الحركة الأمازيغية في المغرب من الثقافة إلى السياسة / شريف أدرداك
** الحركة الثقافية الأمازيغية ، واقع و آفاق / امحمد عليلوش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في