الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على قارعة الزمن الردئ...(3)

ناصر موحى

2008 / 4 / 12
الادب والفن


...رغم الخيانة العظمى بكل المقاييس والأوزان فلا ندم و لااعتذار يجول في خواطرهم ,بالليل يطلون على قارعة الزمن الممسوخ من نوافذ الأقمار المسيرة ليتهكموا على حثالة القوم والهمج الرعاع عبر مسلسلات تافهة أخرجت سلاسلها بأموال المنبوذين لتقييدهم وتدجين أحاسيسهم , يسبون ويلعنون ويستهزؤون بلغة وألفاظ لاأحد يفهمها غيرهم .في الصبح يخرجون من جحورهم ليتجولوا بين زوايا وطن حولوه أرخبيلا تتناطح جزره على وجود انطلوجي محدود,يتحركون على متن آلات مصفحة وبأدمغة مسطحة .يوزعون أوهام تنمية قولبوها ولغموها لأفواه كسرت أسنانها ليبلعوها نهارا فتنتفخ الأحشاء المستباحة لتنفجر ليلا كوابيس الشمتة والإحباط .
إنهم مصاصوا عرق ودماء بقفازات الواجب المقدس وسكاكين التواطؤ و الأرهاب المدنس .مناشير عدوانية تقطع تضاريس الكرامة جيئة وذهابا .وفي كل خرجاتهم الميمونة يجمعون فائض القيمة ويفرقون انحطاط القيمة في معادلة نتيجتها تحول الكائن الإنساني كمحرك للتاريخ إلى كائن طفيلي وسخي(من الوسخ وليس السخاء) يعرقل تطوره .
رجالهم يقامرون برجولة فقدوها يوم قايضوا كل شئ مقابل الجلوس فوق كراسي نتنة لم يعد لها مكان خارج مراحيض التاريخ والأفكار .حين يعرضون لمجالس القهر العالمي الجديد يهندمون أجسادهم المثيرة للشفقة بكل مارماه مجانين حدائق الإليزي في صناديق الجوطية ويستحمون في مسابح العطور التي تزكم أنوف العقلاء بروائح العبودية والمعاناة ليحضروا مباريات الملاكمين المحترفين في أوزان الدبابات والمدافع .يمضون أيام السفريات الدبلوماسية المدفوعة الأجر والتعويض مسبقا في المقاعد الخلفية لحلبات اللاعبين الكبار وهم يتفرجون على صراع المصالح والنفوذ ورسم وإعادة رسم خرائط الأرض والمريخ كإمعات خارجة للتو من بطون الفراغ وكهوف الماضي لأنهم غير معنيين بأزمات الإقتصاد العالمي وتقلبات أسواق المال والإيديولوجيات ماداموا بصموا على التبعية ونصبوا قياصرة باريس و لندن وواشنطن أولياء أمورهم وأمور رعاعهم مقابل الحماية ودوام أحوالهم .تختتم المؤتمرات ويصفق ساكني يمين يميني كأطفال شاهدوا مباراة لا يفقهوا شيئا في قواعدها ويعودوا إلى إقطاعياتهم بالهدايا لنسائهم ولعشاق نسائهم مبشرين ومهللين بنصر ساحق في معارك الدونكيشوط وحروب السف دوليازان.
نساء لم يطمثهن علم و لاشغلهن حب الوطن وبناءه .مخلوقات وجدن لينافسن أثاث القصور وكلابه وقططه .صباحاتهن المتأخرة تبدأ بجلسات صنع الأقنعة ونفخ النهود وشفط شحوم الأرداف وسلخ ظهور الخادمات.لياليهن المتأخرة تنطلق بتبضع الملبوسات والمشروبات والمستنشقات وتنتهي بالتضبع بين رجال يكترون قضبانهم بعدما همشت عقولهم وصودرت أحلامهم .بنات لعقنا من صحون المسروقات والصفقات لذة أكل ماللغير وتعلمن كيف أصبح وطن الجميع بقرة للبيع والريع .ثقافتهن تدور حول آخر تقليعة في كيفية تسريح شعر كلابهن ونتف شعيرات مؤخراتهن وأحدث ما اخترع في أجهزة تقليم الأظافر وصبغ العيون ونفخ الشفاه .عالم أتفه من أجنحة البعوض وأثقل من قرون الظلمات وأقسى من حبال القراصنة حين يزعزع غضب البحر أشرعة سفنهم وأوتادها... (يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?قوى مراجعة نهاي?ية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية الع


.. السجن 3 سنوات للفنان محمد غنيم في اتهامه بتهديد طليقته




.. إعلان صادم لمحبي الفنانة السورية كندة علوش و-ولاد رزق 3- يحط


.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -




.. حملها أمامهم.. شاهد كيف فاجأ صديق تايلور سويفت معجبيها على ا