الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أما أن لهذا العنف أن يزول ؟؟

صبيحة شبر

2008 / 4 / 13
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


تعاني المرأة في بلادنا من الكثير من سياسة الإلغاء ، والتمييز بينها وبين الرجل بالحقوق ، رغم ان الاثنين يقومان بنفس الواجبات ، وأحيانا تتضاعف واجبات المرأة ، بسبب تغيب الذكور ، أما بفعل الإبعاد القسري بدافع الموت والإعدامات ، وأما لان الرجل أراد طوعا ،الابتعاد عن المرأة لانه مل منها ، وأحب ان يغيرها بامرأة أخرى ، يتخذها بديلا لإشباع المشاعر ، والاستجابة لنداء العواطف ، والحاجة الضرورية الى الجنس الآخر ، بعيدا عن المرأة الأولى التي ارتبط بها ، فتعاني المخلوقة من الهجر والإلغاء والتهميش ، ومن العجز عن إشباع العواطف ، أسوة بالجنس البشري في كل أصقاع الدنيا
ورغم كل المعوقات التي تعاني منها المرأة العراقية ، من حياة غير طبيعية ، ومن انعدام الخدمات الضرورية ، ومن حاجة الى العمل المناسب ، والأجرة التي تسد الحاجات المختلفة ، ومن انعدام تكافؤ الفرص ، ومن الحاجة الملحة التي لاتجد الاستجابة ، الى الدفء والسفر وتوفر الصداقات ، والتمتع بالهوايات ، وعدم الحصول على التطبيب المناسب ، بسبب عدم توفر التشخيص للمرض ، لان الكفاءات العلمية والطبية قد غادرت البلاد ، نتيجة إرغامها على الهجرة او القتل بسبق الإصرار والترصد ، رغم كل هذه المعاناة ، التي وجدت المرأة العراقية نفسها تحت وطأتها ، الا ان البعض قد أراد ان يزيد النار اشتعالا ،والمعاناة غلوا ، والحرمان فظاعة ، فأعادوا الى الحياة قانونا جائرا ، قد أثبتت الأيام مدى ظلمه ، وتعديه على النساء الفاضلات ، بإحياء ما يسمى غسل العار ، وكأن العار يمكن ان يغسل ، حتى لو أريقت البحار من الدماء ، ولكن ماذا يفعل الإنسان أمام إرادة جهنمية ، بالإساءة الى عائلة من الغوائل ، واتهام نسائها بما هن بريئات منه ، وما أسهل هذا الاتهام الفظيع ، حيث يسارع الناس الى تصديقه ، وكأنهم لايعرفون الفتاة الطاهرة البريئة ، التي تتهم زورا وبهتانا ، فأي وشاية كاذبة لايسأل عن صحتها ، ولا يطعن في منطقيتها ، فتسلخ المسكينة وتطعن ، وأسرتها ان كانت غير واعية تنطلي عليها هذه التهمة
والدوافع لهذه التهمة كثيرة ، منها العداوات بين الغوائل ، ومنها رغبة بعض الذكور الحصول على ميراث الإناث ، او رغبة الزوج ان يتخلص من زوجته ، فيكيل لها التهم جزافا ، او نظرة بعض الذكور غير المتشبعين بالثقافة الإسلامية ، الى المرأة وكأنها أداة للإشباع الجنسي ، متناسين ما أضفى عليها الإسلام ، من احترام وتقدير ، فالمصدق لهذه التهمة الشنيعة لايستطيع ان يثبت عدم صحتها ، أمام من لايريد ان يفهم ، وقد ذهبت الكثيرات من النساء ، وهن بريئات من هذه التهمة ، أما بدافع الاتهام الظالم ، او لان غشاء البكارة لديهن ، من النوع المطاطي السميك ، بحيث لاتسقط قطرات من الدم ،اثناء الدخول في الزواج ، فيسارع الزوج الجاهل إلى اتهام زوجته ، مما يدفع الأهل الى المسارعة بالتضحية بحياتها ، متناسين أنهم يجب ان يكونوا واثقين من ابنتهم ، كما ان رأي بعض القبائل غير المتعلمة ،ان المرأة مخلوق دوني قد سكنها الشيطان ، وانها يمكن ان ترتكب كل أنواع المحرمات ، وانها لايمكن ان تتصف بحكمة الرجل ، واستطاعته ان يميز بين الخير والشر , هذه النظرة دفعت بعض الرجال ، ان يحيطوا المرأة بأسوار عالية من الشك والقيود ، مدافعين عن عملهم ذاك ، ان المرأة مخلوق ضعيف لاتستطيع مواجهة العالم ، وأنها تخضع لغريزتها الجنسية ، فلا تملك الإرادة لمقاومة المغريات التي توضع أمامها ، وانها مهما بلغت من السن والحكنة ، قد تشتهي ان تقوم بكل شيء ، مهما بلغت دناءته او معاداته للرأي العام المحلي ان توفرت على درجة ضئيلة من الحرية.
والمجتمعات العربية عموما ، ومجتمعنا العراقي على وجه الخصوص ، حيث عانى لعقود طويلة من سياسة الدكتاتورية ، وتكميم الأفواه وعدم القدرة ،على قول رأي مخالف حتى لو كان بسيطا ، من الطبيعي ان نجد ظاهرة غسل العا ،ر في هذا المجتمع الذي لم يتمتع بحريته الا في ظلال الاحتلال ، ونظرية الشرف الكامنة بين فخذي الأنثى ، تجد لها تأييدا لدى الكثير من أبناء الشعب العراقي ، الذي عانى كثيرا من الحروب الكثيرة العبثية ، ومن انعدام أي ظل للحريات العامة ، ونجد هذا الراي لدى النساء ، المحرومات من ابسط الحقوق الإنسانية ،واللاتي رزحن تحت نير أنواع من القهر ، كل سنوات عمرهن ولم يعشن جميلا ، ولم يتمتعن بشباب ، او تتكحل عيونهن بجمال ، فبالغن في تضخيم ظاهرة الحب العفيف ،التي قد يلمسنها لدى الفتيات ، او ينقلن كل مظاهر البراءة والاعتناء بالمظهر ، والرغبة في الأناقة التي تتصف بها المرأة عادة ، وكأنها امر سيء بحاجة الى عقاب من لدن الرجل .
ان عراقنا اليوم في ظل الصعوبات التي تعترض مسيرته ، ووجود الجماعات المسلحة ، وعدم وجود الأحكام الرادعة ، لمن يحلو له ان يقبض على حيوات الناس ، الذين وهبهم الله القدرة على الحياة والعقل ، والتفكير والتمييز بين الحق والباطل ، فالذي يلجأ الى إزهاق روح إنسانة حباها الله الحق في الحياة ، قد لايجد الأحكام التي تردعه ، من فعل ذلك المنكر ، فشهور قليلة من السجن ، يقضيها الفتى بين تشجيع الأهل والأحباب ، باعتباره بطلا أعاد الشرف السليب ، هذه الشهور القليلة ،لايمكن ان تكون مانعا لذوي النفوس المريضة ، الذين لم تتح لهم فرص التنوير ، والاطلاع الحقيقي على مباديء الدين الحنيف ، الذي أكرم المرأة كثيرا وأمر بمنحها كل الحقوق التي منحها للرجل.
ان المجتمع يكيل بمكيالين في هذه القضية ، فالرجل حين يرتكب الفواحش، وخاصة في أمر الاعتداء على الأعراض ، يتحدث مفاخرا بما قام به من أعمال يحسبها رجولية ، وقد يكون كلامه زورا وبهتانا ،الغرض منه الإساءة الى بنات الغوائل ، ولكن المرأة حتى لو كانت معتدى عليها ، تقتل غسلا للعار ، فأي جريمة هذه ؟ وأي مجتمع يكافئ الجاني ويعاقب المجني عليه ؟
على منظمات المجتمع المدني ، ووزارات التربية والتعليم ، ان تتصدى لهذه الظاهرة الخطيرة ، بان تعدل من المفهوم الخاطئ لقضية الشرف ، فليس الشرف مقصورا على ما تشعر به المرأة ، من عواطف سامية ومشاعر نبيلة ،وحب بريء تجاه الرجل ، بل الشرف كل لايتجزأ ، انه الشجاعة والمروءة ، والإحسان الى الناس وقول كلمة الحق ، والدفاع عن المظلوم والوقوف بوجه الظالم ، ونصرة الأخ والصديق وإغاثة الملهوف وإعانة المحتاج ، هذا هو الشرف الذي تبنته المواثيق الدولية وجاءت به الأديان
وجسد الإنسان ملك له ، سواء كان رجلا ام امرأة ، وليس لأحد الحق ان يسلب من أي شخص حق الحياة وقد وهبه الله إياه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناشطة الاجتماعية فاطمة حكيم


.. رئيسة جمعية الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان أميرة سكر




.. المحامية فداء عبد الفتاح


.. أمينة سر الهيئة الوطنية لحقوق الانسان المتضمنة لجنة الوقاية




.. عضو الهيئة واللجنة وممثلة نقابة الأطباء في بيروت جوزيان ماضي