الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسماك الميتة و المميتة

شهد أحمد الرفاعى

2008 / 4 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد نشر مقال لى فى موقع العربية نت تحت عنوان (قل عراك ولا تقل عراق)
http://www.alarabiya.net/views/2008/03/30/47619.html
، كان هناك فى أحد المواقع الإليكترونية الآخرى المنشور بها المقال بعض التعليقات والآراء المتشنجة ان صح الوصف أوالتعبير ، والتى تفضل التستر على الوضع المآساوى فى العراق بغية إظهار وهم الحقيقة أو خلاف الوضع المتردى داخل القطر العراقى ،والتى أظهرت أيضا ً أن هناك من يتحدث من منطلق الهوى الشخصى والنفسى البحت له،متناسيا القضية الأم والأصل وهى كيفية الخروج بالعراق من مستنقع القتل والتفجير ؟؟ ووضع أسس سليمة للنهوض بالبنية التحتية لهذا البلد فى محاولة إعادته الى الحياة من جديد؟؟

أيضا ً، من التعليقات من يرجع إحتلال العراق من الولايات المتحدة الأمريكية إلى تكاتف العرب ضد العراق ، وهنا يخطىء من يظن ذلك ،فللتذكير فقط ،بعض الشعب العراقى كان أول من رحب بالمحتل الأمريكى وظهر ذلك جليا يوم سقوط تمثال صدام حسين عبر الفضائيات ، وتهافتهم وترحيبهم بالأمريكان ، ناسين مقولة ( ما تفرح بما مضى إلا ان ترى القادم) ،التاريخ يخبرنا ، بأن النظام العراقى الصدامى هو من خلق هذا التحالف العربى ضده بغزوه للكويت مما خلق حالة من الإنقسام العربى وفقدان الثقة والتى يعانى منها العالم العربى إلى الآن ، وما دخول الأسطول الأمريكى من قناة السويس إلا بموجب إتفاقيات ملاحية عالمية لا دخل للعواطف او السياسة فيها،فمتى نفيق ونضع النقاط فوق الحروف ونعى ان الأحداث إنما تصنع لخدمة السياسة وليست لخدمة الشعوب؟

هناك من يقول بأن العراق يعيش الآن حالة من الديموقراطية ، وفى ذلك ، هو إنما ينافق نفسه قبل أن يكون منافقا ً خالصا لهذا الشعب المغلوب على أمره ،وهناك من تحدث وبعاطفة مفرطة تجاه هذا البلد وهو بعيد كل البعد عن أحواله المعيشية الواقعية المتردية، وكمن يقدم شيكات بدون رصيد ، كلام مرسل مجرد كلام على بياض ، ولسان حاله كمن يقول أنا لا أكذب ولكنى أتجمل ، ولكن على حساب شعب يباد ،
وهنا البون شاسع بين ان تقول وان تفعل ، فماذا قدمتم للعراق يا من تتغنون بحب العراق فى المنتديات والمؤتمرات والصالونات ،سوى من كلمات واشعار لا تسمح بالتغيير والتطور وتصحيح الأوضاع القائمة هناك !!؟؟ بل آراها قد تعطل وتوقف الحراك الإجتماعى والإقتصادى والسياسى وتستبقيه مستسلما خانعا لأوضاعه دون التفكير فى وثبة حضارية إصلاحية متكاملة تنهض بأرض ومجتمع العراق من جديد.

العاطفة التى سيطرت على بعض التعليقات لن تفيد العراق كى يخرج من دائرة وأتون النار التى يحترق داخلها ، إنما من دواعى الحرص والإنتماء لهذا البلد من كل طوائفه ومؤسساته ان يجتمعوا على كلمة واحدة وان ينبذوا مشاكلهم ويغلبوا المصلحة العامة على الآهواء والمصالح الشخصية فالحل الأمثل والأسلم لهذا القطر الشقيق لن يأتى إلا من داخله.
بعضهم يعلق أيضا بأن العراق مجتمع متصالح فيما بين طوائفه المختلفة ، بينما التقارير الإخبارية تقول ان هناك عملية سامراء من ايام قلائل وأحداث البصرة ومن ساعات قليلة مذبحة مدينة الصدر تحت رعاية المالكى ،ذلك يعطينا الدليل والبرهان على مناخ أمنى وسياسى منفلت وان كل مسئول فى هذا البلد يحكم ويتحكم بها على هواه مثله فى ذلك مثل سائر المسئولين السياسيين فى سائر الاقطار العربية ، فهل هناك دليل اكثر من ذلك على انه من الأصوب استبدال ( القاف بالكاف )على علم العراق ليصبح عراكا ، بدلا من عراقا.

هناك من شكك فى الأرقام المذكورة عن أعداد القتلى والجرحى فى ارض العراق ،وحقيقة لا أعرف لمصلحة من محاولة طمس هذه الأرقام؟
وآيا كان فهناك بيان صادر 5/4/2008من ديفيد شيرر* منسق الشئون الإنسانية في العراق عن الأحداث الأخيرة فى البصرة العراقية وخلال مؤتمر صحفي بعمان،
: "إلى أن الأحداث القليلة الماضية أودت بحياة أكثر من 700 شخص وسقط خلالها ما يزيد عن 1500 جريحًا أغلبهم من المدنيين"، (مشيرًا إلى أن هذه الحصيلة قابلة للارتفاع) وبتاريخ 6/4/ 2008 م سالت دماء تسعة من العراقيين على أرض بغداد نتاج قصف عراقى أمريكى لمدينة الصدر، وتبعهم بساعات 20 آخرون و52 من الجرحى ،*فهل تكفيكم هذه البيانات عن يومين فقط بينما انا أتحدث عن شهر أو خمس سنوات كاملة ؟
وللحق اننى لا أخاف فى الحق لومة لائم ، فإن خاف الكاتب من النقد فالأفضل له آلا يكتب ، ولا يقول شيئا ، وهنا أجده وكأنه أصبح لا شىء،فإن كان الكاتب سيخضع فكره وقلمه لمعايير ناقد أحيانا يكون أعمى البصر والبصيرة فهو مثله بلا شك، و كما يسبح السمك الميت مع التيار فما النتيجة !!؟؟ اترك لكم إستخلاصها.
والتعليقات حتى ان تناولت شخصى بالتجريح ،فأنا لا أبالى ، فكل إناء بما فيه ينضح،فلا أقول لهم إلا سلاما سلاما(اذا خاطبك السفيه فلا تجيبه فخير من الاجابة عليه السكوت)،ذلك أنه هناك ما هو أهم منى ومن بعض التعليقات الميتة والمميتة، فهناك العراق ،قطر شقيق يدمر ،وشعب يباد ،هناك شعب لا حول له ولا قوة من الأطفال والنساء والشيوخ يسحل ويقتل ويجرح ويشرد فى كل لحظة مثله فى ذلك مثل الشعب الفلسطينى ، بينما البعض والمستفيدين من هذا أو ذاك الشعب والذى فر خارج اسواره بإختياره أو مجبرا ً ينعم برغد العيش سواء أكان فى منفاه الإختيارى أم الإجبارى ،
الاستسلام يا أباطرة التعليقات الميتة والمميتة لن يزيدنا الا شعورا أعمق باليأس والاحباط والتردى فى عصور الظلام والرضوخ تحت وطأة الاحتلال ،التصدى لما نحن فيه بالصمود والتكاتف والتضامن ولو بالحرف سيكون خطوة اولية مهمة نحو وحدة الصف العربى .
الأسماك الميتة هى وحدها التى تسبح مع التيار ، ولا آرانى مجبرة على أن اكون من الأسماك الميتة أو المميتة للآخر بأفكارها ،حتى أنال الرضا من تلك الانفاس المتلاحقة غضبا وكبتا والمنبعثة من خلال بعض التعليقات الغير مسئولة ، والتى لا تريد للعراق ان يقوم له قائم وان يعود منارة حضارية تضىء العالم بعلمه وثقافته ،يريدون العراق جامدا فى مكانه لا يتحرك ،مطحونا ومعجونا بالدم، مرقصا للبرتقالة العربية ، وليمة إيرانية ، ملاعب للبيسبول الأمريكية ولكن بجماجم العراقيين ، ...الخ من صنوف الخزى العربى، والواضح الآن أن اللوم لا يقع على التدخل الاجنبى وحده ، قدر ما يقع على حكام هذه الأمة وشعوبها التى تنصاع لهذا الضياع المبين وتسبح مع تيار التفسخ العربى والطائفية المدمرة تماما و كما الأسماك الميتة.
والأمر يهون ان كان يمسنى وحدى ولكن هذا يمس منطقة بآسرها بل أمة كانت خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر،وليس هناك منكرٌ أكثر خطورة من ان تكون محاصرا بالظلام ومعرضا للغرق وهناك من يحاول إقناعك انك وحدك من يرى الظلام ويحس الغرق ،ولا أعتقد بأننى أيضا ً من التفاهة حتى ادير ظهرى وقلمى لهموم الآخرين.
الطبطبة على الجراح والتعتيم على آلسنة اللهب المتصاعد من أنظمة تصعد بهذه الأمة الى الهاوية أمر غير مستحب وغير مجدٍ ولن يخدم مصالح الشعوب وإنما مصالح من يقبع فى جوف الكراسى الملكية والرئاسية ،الصمت لن يصل بالسفينة الى مقصد الآمان ، إستيقظوا وافيقوا وإنتبهوا للهاوية التى نحن بصددها وننحدر إليها، اسبحوا ضد التيار ولو ليوم واحد ، وإنزعوا العمامة والكمامة والعباءة من على الآفواه و العقول حرروها من الأوهام والضلالات ، قفوا وقفة رجل واحد ، قلب واحد ، مصير واحد ، انسان واحد ، كلمة واحدة ،لا يفرقكم دين ، مذهب ، لون ، عرق ، او جنس ، فقط كونوا يدا واحدة تدق أعناق سماسرة الغرب الظالمين والعابثين بمقدرات هذه الأمة،وأخيرا ،،،لكم تحيتى
بقلم نجوى عبد البر (شهد الرفاعى)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحافظون في إيران ذاهبون إلى انتخابات الرئاسة بمرشح واحد


.. توتر الأجواء بين بايدن وترامب قبل المناظرة الرئاسية | #أميرك




.. هل العالم يقترب من المواجهة النووية؟


.. انتخابات فرنسا.. استطلاعات رأي تمنح أقصى اليمين حظوظا أكبر ف




.. فيديو أخير.. وفاة مؤثرة تونسية خلال تواجدها في صقلية الإيطال