الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف سيحتفل عمال غزة بمناسبة الاول من ايار؟؟؟؟؟؟؟؟

سلامه ابو زعيتر

2008 / 4 / 13
الحركة العمالية والنقابية


بسم الله الرحمن الرحيم
مقال نقابي : كيف سيحتفل عمال غزة بمناسبة الأول من أيار؟؟؟؟
بقلم النقابي: سلامة أبو زعيتر
رئيس النقابة العامة للعاملين في الخدمات الصحية
بعد مرور 122 عام علي أحداث شيكاغو التي انتفض فيها العمال ضد أشكال الاستغلال والاستعباد ليسجلوا أروع ملاحم التحدي والبطولات ضد استغلال النظام الرأسمالي المستبد , وعندما سطر أؤلئك الثائرون وثيقة الحرية بدمائهم من أجل حق العمال في يوم عمل من ثماني ساعات وطالبوا بها لكل المهن والصناعات ، لم يتصوروا أن يومهم ذاك سيصبح اليوم الأهم على مدار الزمن للطبقة العاملة ونضالها المستمر من أجل الحرية , ووقف الاستغلال , وأصبح هذا التاريخ رمز يعبر فيه العمال عن أمالهم وتطلعاتهم أمام كل التحديات , وفي هذه الأيام التي يقترب فيها الأول من أيار عيد العمال العالمي مازال عمال فلسطين متعطلين عن العمل ومحرومين منه بأسباب عدة أهمها ممارسات الاحتلال الصهيوني وحصاره المتواصل والجائر وسياسته الممنهجة للقضاء علي الاقتصاد الفلسطيني , والذي يعتبر العمال عموده الفقري , من خلال هدم المنشآت الصناعية وتجريف الأراضي الزراعية , وإغلاق المعابر وأمام حرية التجارة , ومنع العديد من المقومات الصناعية والمواد الخام بالدخول للأراضي الفلسطينية , وحرمان آلاف العمال من العمل داخل الخط الأخضر , وسلب حقوقهم بالعمل والحياة بكرامة تحت حجج أمنية وهمية ليست حقيقية , فأصبح العمال يعانون ارتفاع نسبة البطالة والفقر الشديد والفاقة والعوز , فبعد أن كان يعتمد عدد كبير منهم علي العمل داخل الخط الأخضر بسبب التبعية الاقتصادية لسوق العمل الصهيوني وسياسة المحتل والذي حارب وجود اقتصاد فلسطيني حر , وفجأة بدون سابق إنذار وبفعل الفصل أحادي الجانب من قبل المحتل , لم يصبح أمام العمال أي فرص عمل , وأمسوا يعيشون علي المساعدات التي لا تسد رمق وحاجة أطفالهم في ظل غلاء المعيشة الفاحش وتعاظم المستغلين من التجار الذين لا يتوانون ولو للحظة من استغلال الظروف الصعبة والتلاعب بأسعار السلع الأساسية ومضاعفة ثمنها بدون وجود رقيب أو حسيب .

عمال فلسطين السواعد السمراء التي بنت ومازالت تمتلك القوة للبناء والتعمير ؛ تعاني من ثالوث مرعب ومثقل من الهموم , تعاني الحصار الصهيوني , والانقسام السياسي الفلسطيني الذي يهدد النسيج الاجتماعي , والشعور بالإهمال لكافة حقوقهم التي كفلتها القوانين والتشريعات ويعانون الحرمان من حقهم الإنساني بالعمل ومن التمتع بالحياة المحترمة المكفولة للجميع , كما ويعانون مضاعفة مع ما يعانيه شعبنا الفلسطيني من هموم مركبة ومعقدة أمام كل المتغيرات السريعة التي تحدث وتفرض علي العمال تحديات كبيرة وصعبة مما يدفعهم لضرورة الاستمرار بالنضال من اجل تحقيق مكاسب لهم , وهاهو الأول من أيار يقترب وهنا نتساءل , كيف سيحتفل العمال في فلسطين بعيدهم وخاصة عمال غزة ؟ في ظل الأحداث المتتابعة والتي كان أهمها سيطرة حماس وقوتها التنفيذية بقوة السلاح علي مقر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين وكل ممتلكاته وفروعه وتسليمها لكتلتها الإسلامية , وتلاه استهداف المقر من قبل طائرات العدو الصهيوني وقصفه ليصبح ركام , كيف سيحتفل العمال وغزة هاشم في حصار ويملؤها الخوف والتهديد ؟ كيف سيخرج العمال ليعبروا عن آلامهم وهمومهم الكبيرة وحركة قيادتهم النقابية محاصرة ؟ العمال هم بناة الأوطان والسواعد التي تبني الحضارات , كيف ستعلو أصواتهم وليس هناك من يتحمل المسؤولية اتجاههم ؟ من المسئول عن توفير حاجات العمال و ضمانها لتصل الجميع بعدالة ؟ من هنا أو هناك تثار العديد من التساؤلات أمام اقتراب عيد العمال , فبعض العمال تعد العدة للعمل علي رفع الحصار وآخرون ينادون بالوحدة الوطنية وآخرون ينادون بفرص عمل , وغيرهم ينادون بعدالة اجتماعية وتكافل اجتماعي وآخرون يحلمون أن يعيشوا كغيرهم من البشر وآخرون يسعون نحو تضامن لصالح همومهم وقضاياهم ؛ الكثير من العمال أمامهم تطلعات وآمال عديدة ويبحثون عن عقلاء ومسئولين لعلاج مشاكلهم , وفي نفس اللحظة يخافون البطش من هنا أو هناك في ظل المعاناة وانعدام الأمان والحرمان من الحق بالتعبير , يخافون أن تفسر حركتهم وتضامنهم مع حقوقهم , تفسير يعطي الحق في بطشهم ويبرر لمن لا يتحمل المسؤولية التعدي عليهم وتكييل الاتهامات الجاهزة لهم , وهنا يتبادر السؤال مرة أخري كيف سيحتفل العمال ؟ هل سيحتفل فقط الكتل الموالية لسياسة أمر الواقع ؟ ماذا سيكون مصير الآخرين أصحاب الهموم من الجوعي والمحتاجين والمحرومين من كل شيء ؟

واقع تملؤه العديد من المتناقضات والهموم والقضايا الاجتماعية والتي بحاجة لترتفع الأصوات وتحميل المسؤوليات لأصحابها حسب مواقعهم وضرورة إلزامهم بالعمل لتخفيف معاناة العمال والمجتمع قدر المستطاع , فلا يحق لأي مسئول التهرب من مسؤولياته وتعليقها علي شماعة لا تخدم ولا تعالج مشاكل , فالعمال يحتاجوا أن يعيشوا كغيرهم , فيكفي تكميم لهم وتغييب لعقولهم ,والكذب عليهم , فهم من دفع النسبة الأكبر من فاتورة الحرية والنضال الفلسطيني .
كما أن هناك ضرورة لان تتحد وتتضامن المؤسسات الاجتماعية في المجتمع المدني وليكن لها دور في تخفيف معاناة العمال ولتناصرهم في عيدهم وتدعم توجهاتهم في نضالاتهم النقابية والمشروعة , وليكن الأول من أيار يوم يعمل فيه الجميع لرفع المعاناة عن عمال فلسطين ورفع الحصار , وبداية لحياة كريمة وإنسانية لصالح هذه الطبقة الفقيرة المقهورة بفعل الاحتلال وغيرهم من المستغلين والقاهرين لإرادة المناضلين من اجل رغيف الخبز والحياة بكرامة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات المزارعين في أوروبا: مزارعو النمسا يغضبون ويضعون نع


.. وقفة احتجاجية في باريس تطالب بوقف الحرب في غزة




.. أشرف صبحي: أتعامل بدقة مع أزمات اتحاد الكرة من 2019 كوزير وم


.. وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض تنديدا بمجزرة رفح




.. تحقيق لبي بي سي يكشف ارتباط صناعة العطور الفاخرة بعمالة الأط