الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بانتظار فتن أخرى !

يوسف المحمداوي

2008 / 4 / 13
كتابات ساخرة


فتنة عنوان فيلم من انتاج احد البرلمانيين الهولنديين عرض على احد مواقع الانترنت لمدة (16) دقيقة والفيلم كسابقاته من افلام الغرب التي تسيء للدين الاسلامي وتضمن الفلم صورا لاحداث سبتمبر وتفجير لندن ومدريد وخطابات لرجال الدين مسلمين يحرضون على الارهاب والعنف تحت ذريعة الجهاد وعلى الرغم من ان الفيلم انتقد من قبل رئيس وزراء هولندا لكن هذا لم يمنع من تصاعد مواقف الشعب والاستنكار التي جاءت من العالمين الاسلامي والعربي رسميا وشعبيا وهي مواقف وردود افعال طبيعة لاي مسلم يؤمن بان الرسالة المحمدية هي رسالة التسامح والسلام والحب وليست رسالة للقتل والدمار ولكن المتابع لمشاهد الفيلم لم يلحظ بان هناك ما يجانب الحقيقة لانه جاء معززا بالصور الحقيقية غير القابلة للدحض تعكس تماما افعال القاعدة في تشويه صورة الاسلام على مدى سنوات ولم يأت الفلم الا بقطرة من بحر من صور جرائمها الوحشية وممارساتها الترويعية ومشاهد القتل والذبح التي ادمن عليها امراؤها في افغانستان وغيرها ابان حكم طالبان، تلك الصور التي كانت بمثابة رسائل مخيفة للغرب وغير الغرب مفادها تشويه الاسلام واهله ومازاد الطين بلة بعد تغيير سلطة اللانظام وانتقال جرائم القاعدة الى ارض العراق تغير سيناريو القتل على ايد امراء الذبح من امثال الزرقاوي والمصري والبغدادي وغيرهم فقطع الرؤوس وتفخيخ الحيوانات لقتل البشر وتفننوا في الجريمة لتصل اعلى مستوياتها في تاريخ البشرية الى درجة بأنهم لم يكتفوا بقتل ضحاياهم، بل جعلوا من اجساد الضحايا مكانا لزرع ادوات قتلهم وكلها تحت راية الله اكبر والغريب ان المرجعيات الدينية الاسلامية على اختلاف انتماءاتها لم تجتمع على ادانة تلك الافعال ولم تعلن براءتها مجتمعة من القاعدة و(لادنها) امام الديانات الاخرى لان الادانة والبراءة من هؤلاء هي رسالة الى العالم غير الاسلامي بان هؤلاء زنادقة خارج جغرافية مبادئ الدين فمن الاجحاف التجني على المسلمين بافلام لسلوكيات مجرمين لا يمتون له بصلة ولكن للاسف ساد الصمت واختلاف الرأي بعض مرجعيات الدين في العالم لتنتقل عدوى القاعدة الى حاضنات داخل البلد لتمارس مشاريع قتلها على الهوية وتهجر كما تشاء وتخالف ما جاء به الاسلام من قاعدة ثابتة (لا اكراه في الدين) فلم يسلم من جرائمهم المسيحي والايزيدي والصابئي ثم قاموا بتدمير كل ما هو حضاري في البلد والمصيبة ان الامر يحدث في ظل واقع يؤكد بان اغلب القيادات التي تقف على هرم السلطات في العراق ذات صبغة اسلامية وان اختلفت قومياتهم ومذاهبهم ومع ذلك الجرائم مستمرة وعملية الابادة جارية على قدم وساق وقتل البعض لبعضه اصبح السمة البارزة لسلوكيات بعض الاحزاب والتيارات الدينية! ومن هنا نرى ان من المخجل جدا ادانة فلم يعرض لمدة (16) دقيقة ولا ندين انفسنا ونراجعها ونحن كمسلمين عراقيين ومنذ خمسة سنوات نذبح بعضنا بعضا ونقود بلدنا الى المجهول من اجل رغبات ومكاسب دنيوية وكل ما يحدث اليوم هو دعم وتعزيز لفيلم (فتنة) الهولندي وبمثابة مطالبة بالمزيد منه واذا ما بقي الحال على ما هو عليه فنحن بانتظار افلام لفتن اخرى ولكننا نتساءل هل ان مواقف الشجب والاستنكار ستظل ادواتنا التي لا نجيد غيرها منذ وعد بلفور الى يومنا هذا تحت مبرر (من شب على شيء شاب عليه) ام ان في أفق خشيتنا على بلادنا وديننا حلولا تجيد القضاء على هذه الفتن.. عسى ولعل.. ولا أظن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24


.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع




.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث


.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح




.. عوام في بحر الكلام - إلهام أحمد رامي: أم كلثوم غنت في فرح با