الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الدعاية في صياغة العقل الجمعي

وسام محمد شاكر

2008 / 4 / 14
الصحافة والاعلام


تعتبر الدعاية من وسائل الإتصال الجماهيرية التي تلعب دورا مهما في صياغة الكثير من المباديء وتغيير الكثير من الإتجاهات والقناعات ، حيث تمتاز الدعاية بسرعتها في الوصول الى النفس البشرية مختزلة الموضوع والفكرة بكلمات معدودة أو برسم او شعار معين أو صورة .
يكثر استخدام الدعاية بشكل فعال في قطاعين هما السياسة والإقتصاد ويقع على عاتقها جزء كبير من نسب النجاح والفشل لذا تكون الدقة والحذر ملازم لأغلب صناعه خصوصاً عندما يخاطب شعب او يمثل عن سياسة بلد ما فهو يعكس الحالة التي يسعى الجميع لصيرورتها حكومة وشعب وهي بالتأكيد سوف تمثل مستوى التطور الثقافي والرؤى المستقبلية التي ترتبط بالزمان والمكان ( الزمكانية ) وهذه العملية تسمى ( الإعلان الموجه أو الدعاية الموجهه ) الذي هو جزء من الإعلام الموجه ، و تنتشرهذه الظاهرة الجميلة في اغلب عواصم العالم وفي الشوارع والطرقات الرئيسية لتعطي انطباعاً للزائر عن نمطية البلد وثقافته فمثلاً على سبيل الحصر عند الخروج من مطار القاهرة الدولي تجد قطعة ضوئية كبيرة مكتوب فيها ( السياحة هي اهل مصر وناسها ) وهي تشير بشكل غير مباشر الى مفهوم السياحة في مصر يكون عن طريق بوابة الشعب وهذا صحيح فالزائر لا يستطيع الإستمتاع وحده دون ان يكون هناك اتصال مع سكان ذلك البلد ولكي تكون الزيارة رائعة لابد ان يكون الإتصال في منتهى الأدب والإتزان كأن العبارة تعيدنا للمثل القائل ياغريب كن اديب .
اما إذا كان موضوع اللافتة الضوئية يخاطب شعب البلد نفسه فالعملية سوف تكون اكثر دقة لكونها ترمي الى معالجة مشكلة معينة او ظاهرة يراد الحد منها وقد ينطبق هذا الحديث على العراق الذي تعصف به عدة ظواهرخطيرة منها الإرهاب والفساد الإداري اللذان يشكلان عمق المشكلة العراقية تتطلب جهود ليس على المستوى العسكري والرقابي فقط بل لا بد من ان يكون هناك دور ثقافي أدبي يمحي أرث خاطىء ويغرس قناعة جديدة لدى الشعب بتوجهات وطنية صحيحة والمثير للجدل إن الحكومة لم تترك هذا الموضع او تتناساه في نفس الوقت هي لم تحسن عملية المخاطبة والتأثير لكي تتمكن من التغيير ، فالدعايات الموجودة في الشوارع هي تقليدية جداً لا تسموا الى كلفة الطبع والتثبيت لابل منها وصلت به درجة البؤس الى مرحلة الكذب لهذا لم يكن لأغلب الدايات اي حضور في المجتمع العراقي في حين إن الإرهاب والمفسدين في البلد هم ظاهرة ملموسة يشاهدها المواطن ويتعرف عليها بشكل يومي في مقابل هذا لاوجود لثقافة تعزز من دوره كمواطن عليه ان يتحمل مسئوليته الطبيعة خلال ما يحدث وهذا قصور كبير في اداء الإعلام الحكومي وغير الحكومي ( المحلي ) بشكل عام من ضمنها ظاهرة اللافتات فالمواطن يدرك إن الإرهاب لادين له ويدرك ان القاعدة ليس لها في العراق قاعدة المشكلة ليس في صياغة بعض الكلمات وترتيبها بل المشكلة تكمن في فلسفة التعبير عن هذا الرفض إضافة الى فلسفة الدعاية والإعلان نفسها التي لم تضع اناملها لليوم على الدنبلة ربما كان الأجدر بصناع الإعلان النزول الى الواقع بعملهم وإضفاء صبغة واقعية حتى لو كان ذلك مؤلماً كلغة الأرقام التي هي من اسرع الوسائل الدعائية وصولاً للنفس البشرية لما يتمتع به الرقم من قوة جذب للذهن او ان تأخذ يافطة الدعاية نهجاً يستمد قوته من حيثيات وتفاصــيل المجتمع العراقي الذي يعير إهتماماً لمــــسائل تعتبر هي خطوط حمر اجتماعياً كـ الشرف بمفهومه الواسع والظلم والسرقة وووووو .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل إستطاع الإعلام بصورة عامة والدعايات في الشوارع ان تختزل هذا المعنى في مادة الدعاية الجواب كلا بل اخذت تنحوا منحى ينم عن الية خلق حالة المخبروتلبيسها في ذهن المواطن المسكين خصوصاً عندما تنشر دعايات ضد الإرهاب تضع صور كبيرة من النقود عليها كتعبير عن المكافأة مالية مغرية لمن يخبر عن ارهابي وهذا يوضح فكرة للأسف غاية في الوضاعة فبدلاً ان يخبر هذا المواطن كونه مدركاً عن قناعة تامة بأن الإرهاب هو مقيت نرى ان الدعاية تخاطبه بنسق تجاري مفاده أخبر على .......... تحصل على ......... كأن المشكلة قد حلت بهذه البساطة فمن يستطيع ان يجزم ان نفسه المواطن المخبر من الممكن ان يكون ارهابي او سارق أو محتال ، فالمشكلة ليست بالإبلاغ او الإخبار بقدر ما تتعلق بدوافع وإنفعالات المواطن إتجاه كل ظاهرة تسيء الى البلد وهنا السؤال المهم هل استطعنا ان نجد هذا المواطن الذي يستطيع ان يتحرك ضمن الإطار الذي يسمح له القانون والبيئة والمجتمع بالتحرك به نحو الوقوف حائل أو سد بوجه عملية ارهابية او عملية تخريبية تضربالبلد الجواب هو نسبي و يتراوح بين 10- 15% وهذا نتيجته الضعف الكبير ليس في المجتمع بل في المنظومة الإعلامية في البلد التي تتحرك بشكل عشوائي يجعل الصورة ضبابية في ذهنية المجتمع الذي يقف حائراً بين ماهو صحيح وما هو خاطىء رغم قناعاته ورؤاه الشخصية التي يستطيع ان يستقرء بها المستقبل القريب .
ان النقطة الجوهرية التي تتيح للدعاية والإعلان الذي يراد منه دحض ظاهرة سلبية معينة لا بد ان تتوفر فيه عدة شروط اولها الصدق و ثانيها اللغة السريعة ( الأرقام ، الرموز ، الرسوم ، الصور ) بالإضافة الى الشروط الفنية الأخرى لكي نحصل على مناخ سليم يستطيع به المواطن التعبيرعن إرادته وقبوله ورفضه مع الرؤى الصحيحة التي هي بالتأكيد تتطابق مع الخط العام للحكومة وصولاً الى مواطنين على درجة جيدة من الوعي وحكومة تدرك ان مواطنيها هم عيون ساهرة في سبيل أمن ورفاهية بلدهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران