الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغة الحوار

عبد الرزاق السويراوي

2008 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


خطة فرض القانون أنهتْ سنتها الأولى على بدء تنفيذها .ولا يمكن لمنصف أنْ ينكر ما حقّقته هذه الخطة من بسط نسبي للأمن , خاصة في العاصمة بغداد , مقارنة بالأوضاع الأمنية السابقة على تنفيذ الخطة .وفي وقت كانت كل التوقعات متوجهة نحو قيام الحكومة بشن حملة عسكرية واسعة النطاق على المجاميع المسلحة في محافظة الموصل , فأن بوصلة العنف إستدارت هذه المرة نحو الجنوب , حيث مدينة البصرة وبعض المدن الأخرى بما في ذلك بغداد نفسها . ولا أريد الوقوف هنا على العوامل التي تقف وراء تفجير هذه الأوضاع وفي أكثر من مكان , فهي كثيرة وتتعدى في حجمها الشأن الداخلي لتشمل أجندة خارجية معروفة .ولكني أودّ الإشارة الى جانب مهم جدا , هو حالة التقلّبات الحادة التي يتصف بها مسار الأحداث على الساحة العراقية . فاللافت في هذا الإتجاه , وهذا ما يرصده المراقبون لتطور الأوضاع العراقية فضلا عن بعض صنّاع القرارأيضا في العراق , أنّ العامل السياسي , هو الأبرز دائما , منْ بين جميع العوامل الأخرى , الذي يؤثر في سير الأوضاع , بالرغم منْ أنّ بعض هذه الأوضاع , يتلبّس بتمظهرات تبدو في أطارها العام بأنّها لا تمت الى المناخات السياسية السائدة بصلة , بينما هي في الواقع تنطلق من دوافع سياسية بحتة , من هنا فأنّ التحليلات التي تقوم بردّ الكثير من التوترات أو الأزمات التي تظهر بين الحين والآخر , الى العامل السياسي دون غيره حتى وإنْ أتخذت لها مظهرا بعيدا بعض الشيء عن فضاءات السياسة ودهاليزها . وفي حال صحّ مثل هذا الإستنتاج , فأنّ التوجه نحو إحتواء ومعالجة الكثير من الإشكاليات والتعقيدات التي تبدو وكأنّها مستعصية , يرجّح الحلول والخيارات السياسية على أيّة خيارات أخرى , ولكن من الضروري الإشارة هنا , الى أنّ اللجوء الى الخيارات السياسية في المعالجة , رغم أهميته , لا يعني خلوّه من الصعوبات والعقبات التي ستواجهه عند الشروع بالتنفيذ , ولكن الذي يساعد في تذليل هذه العقبات المتوقعة , هو اللجوء الى القواسم المشتركة التي تتخلل بنية معظم الإشكاليات أو لنقل الأزمات , فتمدّها بطاقةٍ من المرونة التي تساعد في تجاوز ما يتراكم من العقبات الثانوية . وثمة حقيقة أخرى أفرزتها التجربة منذ 2003 ولحد الآن وهي أقرب الى المفارقة المؤلمة , هي أنّ اللجوء الى غير الحلول السياسية , وبما يؤدي أحيانا الىّ المواجهة الفعلية بالسلاح , مآله أوّلاً وأخيراً , العودة الى لغة الحوار السياسي , فلٍِمَ لا نتجنّب إبتداء وعورة وخطورة مثل هذه الخيارات ما دمنا كما قلت نعود مضطرين الى الحلول السياسية كخيارات أفضل .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواهب غير مفيدة للمجتمع ???? مع بدر صالح


.. تونس : لماذا كل هذه الفيود على الحريات؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. بعد حرب غزة.. هل ستفوز حماس إذا أجريت انتخابات؟ شاهد كيف رد


.. بسبب التصعيد الإسرائيلي في رفح.. تزايد حدة التوتر بين القاهر




.. أمير الكويت يصدر مرسوما أميريا بتشكيل الحكومة الجديدة | #راد