الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلامويون والحركة الأمازيغية

جمال هاشم

2008 / 4 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يناصب الإسلامويون العداء للحركة الأمازيغية لأنها لاتتماشى مع > ما يبشرون به ، سواء على صعيد سمو لغة القرآن أو تهديد وحدة الأمة... لهذا يتهم الإسلامويون الجمعيات الأمازيغية بالعمالة للأجنبي ، وبالسعي إلى بناء نظام سياسي علماني ، فالأساس العقدي يسبق في نظر الإسلامويين الحقوق الثقافية والعرقية التاريخية ، ولعل كتاب زعيم العدل والإحسان عبد السلام ياسين الذي يحاور فيه (صديقه الأمازيغي ) خير معبر عن موقف الإسلامويين السلبي من الحركة الأمازيغية التي تعتبر في نظر جماعات الإسلام السياسي حركة مهددة لمشروعهم ومشتتة لمجهود الأمة من أجل إقامة دولة الخلافة على أساس الإنتماء الديني وليس على أساس عرقي ، فعبد السلام ياسين يعتبر نضالات الفاعلين الأمازيغ تحركات خاضعة لأجندة استعمارية أجنبية ، باعتبارها تؤدي إلى التفرقة بين ابناء الأمة ... إن المتتبع للحركة الإسلاموية يدرك جيدا أنها معادية لأي مفهوم قائم على الأنتماء للوطن أو العرق أو للتاريخ الثقافي الجهوي والمشترك ، فولاؤهم هو ولاء للعقيدة فقط ، ولعل التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ، أو تنظيم القاعدة الإٍرهابي خير تجسيد لهذا المفهوم الإسلاموي الذي يعتبر الولاء للوطن نوعا من الكفر ، لأن المسلم في نظرهم مرتبط بما يرمز لعقيدته وليس لوطنه ، والهدف هو إعادة إقامة دولة الخلافة التي لايحدها مجال جغرافي معين ، فالإرهابيون في العالم الإسلامي ينضبطون لتعليمات بن لادن والظواهري للقيام بأعمال إجرامية ضد أوطانهم الأصلية ، سواء في السعودية أو في مصر أو المغرب أو الجزائر ... لأن > غير مرتبط في نظرهم بمكان محدد ... وهذا أمر مرفوض من كل الحركات الديمقراطية والحداثية التي تسعى إلى ترسيخ مفهوم المواطنة لدى الناشئة ، ومن ضمنها الحركة الأمازيغية الوطنية الديمقراطية التي تطالب برد الإعتبار لنسبة مهمة من مواطني هذا البلد الأصليين ، ولموروثهم الثقافي بمختلف مستوياته ، وهذه المطالب هي مطالب كل الديمقراطيين ، لأنها تجسيد لمبدأ الإيمان والتعددية والتنوع الثقافي والإثني في ظل وطن موحد . إن الإسلامويين ينظرون بشكل سلبي لمبدأ التنوع الثقافي ، ويتعاملون بنوع من التعالي مع اللغة الأمازيغية ، عكس المناضلين الحداثيين الديمقراطيين الذين يعتبرون التنوع إغناء لوحدة الوطن مادام لم يصل إلى الدعوات الإنفصالية . وبالإضافة إلى ذلك فإن المثقفين الحداثيين المتنورين يلتقون مع نشطاء الحركة الأمازيغية في الدعوة إلى نظام علماني يستوعب التنوع الثقافي والديني والعرقي ويسمح للجميع بالتعبير عن ذاته على قدم المساواة ودون إقصاء وفق رابطة المواطنية . إن المكاسب التي تحققت بفضل تضالات الحركة الأمازيغية ، والإعتراف الذي تم التعبير عنه رسميا وحزبيا بمشروعية مطالب شريحة واسعة من أبناء هذا الوطن ، تصحيح لأخطاء كانت قد مارستها الحركة الوطنية التقليدية ذات النزعة العروبية ، وما يهمنا اليوم هو النظر إلى المستقبل وتشكيل جبهة من المثقفين الديمقراطيين المتنورين ضد الأصولية الظلامية التي تشكل خطرا على الجميع ، فلنعمل على حماية مشروعنا المجتمعي التعددي الحداثي الذي تضمن فيه حقوق الجميع دون إقصاء أو إلغاء ودون تطرف يلغي مفهوم الوطن أو يدعو إلى تجزئته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال