الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقابة الصحافيين : هل هي حصن الحريات ؟!!

محمود الزهيري

2008 / 4 / 15
الصحافة والاعلام


ماحدث يوم الجمعة الموافق 11 4 2008 من موقف سئ يمثل ردة حضارية في خط سير نقابة الصحافيين المصرية من إغلاق لأبواب النقابة في وجه الحضور من رواد المؤتمر الوطني الأول لمناهضة التمييز الديني والذي أعد له مصريون ضد التمييز الديني ( مارد ) , بل والأدهي والأمر أن يتم غلق أبواب النقابة في وجه نقيب الصحافيين المصريين ويتم منعه من دخول النقابة ولكن التساؤل الذي يدور في عقلية المهتمين بالشأن المصري يبدو ليس محيراً في الإجابة عنه والخاص بقرار منع المؤتمر بطريقة تبدو مؤهلة لتتشابه مع أعمال البلطجة والإرهاب الحقيقي الذي كان من الممكن أن تحدث من جراء هذا المنع من إتمام هذا المؤتمر أمور تتكئ عليها النقابة ذاتها ممثلة في أعضاء مجلس النقابة ونقيب الصحافيين ذاته من نعت بتهم وصفات من قبيل العمالة والخيانة والتحريض علي الأمن القومي المصري وغير ذلك من الإتهامات الجاهزة التي تتشابه مع إتهامات أجهزة الأمن المصرية والمعدة سلفاً لكافة الإتجاهات السياسية والعمالية ومعها الإتجاهات الثقافية والفكرية التي تنحو نحو الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة وتداول الحكم والسلطة .
إن نقابة الصحافيين لم تكن نقابة لهم , ولم تكن حصناً للحريات ولكنها كانت بمثابة قبيلة تمتلكها قبيلة من الصحافيين تنتمي إلي إحدي قبائل الإخوان المسلمين وقبائل النظام الحاكم في مصر .
إن ماحدث لم يكن لينطلي علي عقل يفكر بأن هناك مؤامرة محاكة من قبل أتباع النظام الحاكم ممثلاً في إحدي قبائله وبالتوافق مع قبيلة من قبائل الإخوان المسلمين داخل من كانت تسمي بحصن الحريات , فقبيلة الإخوان تقوم بدور الوصي علي المجتمع والقائم علي أمر القاصرين من أبنائه متوجبي الولاية ومستحقي الوصاية , وقبيلة النظام الحاكم تمثل دور المحافظ علي قيم المجتمع وثوابته بواسطة قبيلة الإخوان المسلمين , والمساحة التي فيما بين القبيلتين تكاد تكون صفر إلا فيما يحدده القبيلتين من ملاعب تتم مساحتها بالتوافق فيما بينهما , وإلا فما معني أن يتم غلق أبواب نقابة الصحافيين في وجه نقيب الصحافيين مكرم محمد أحمد ؟!!
وهل غاب عن مكرم محمد أحمد نقيب الصحافيين حينما قال له أعضاء مجلس نقابة الصحافيين الخمسة بأن من بين الحضور للمؤتمر مراسل التليفزيون الإسرائيلي ومن ثم تم غلق أبواب النقابة في وجه الحضور للمؤتمر وفي وجه نقيب الصحافيين علي السواء , مع أنه كان بمقدور مكرم محمد أحمد نقيب الصحافيين أن يقرر دخول النقابة لحضور المؤتمر ببطاقة إثبات الشخصية أو أي بطاقة تتثبت من خلالها النقابة من شخصية الحضور ليتوقف علي حقيقة أمر شائعة وجود مراسل إسرائيلي لتغطية فعاليات مؤتمر مصريون ضد التمييز الديني , ومن ثم يتم التثبت من هذه الشائعة التي أباحت لقبيلة الإخوان المسلمين غلق أبواب النقابة في وجه الحضور للمؤتمر وفي وجه النقيب علي حدٍ سواء , ولكن التضامن بين قبيلة الإخوان المسلمين وقبيلة النظام الحاكم هو الذي منع ذلك الأمر أن يتم مما يدلل علي الصيغة التوافقية بين الإخوان والنظام !!
والشبهة الثانية التي إستند إليها الخمسة أعضاء بنقابة الصحافيين لغلق أبواب النقابة ومنع إتمام مراسم مؤتمر مصريون ضد التمييز الديني , هي الشبهة الهزيلة , وفي نفس الوقت الشبهة الحقيقية والتي وقفت بأقدامها النحيلة الهزيلة ولم تقوي علي الوقوف وهي شبهة وجود البهائيين وتمثيلهم بالمؤتمر , وهذا الأمر من الأمور الخطيرة والتي تدلل علي وجود روح القبيلة وسيادتها بنقابة الصحافيين المتوجب في ألأساس أنها مصرية وطنية , وليست دينية إسلامية , أودينية مسيحية , وهذه الروح تجعل من الأغيار للمسلمين كفاراً , ومن يقبل بهذا المبدأ مع البهائيين يقبله بنفس اللون والدرجة مع المسيحيين حال كونهم في نظر روح القبيلة كفاراً أيضاً ومن ثم يقف المسيحيين مع البهائيين في خانة واحدة من الكفر أمام خانة واحدة مواجهة وهي خانة القبيلة التي فوضت من نفسها للقيام بدور الوصاية علي المجتمعات والشعوب والأمم , وليس علي الأفراد وحسب .
وكان علي خلفية هذا الغلق لأبواب نقابة الصحافيين أن البهائيين كفار ويمارسون ألوان من الرذيلة فيما بينهم وبين المحارم في إدعاء تجرمه الدساتير والقوانين ليست المصرية فقط وإنما المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها مصر وتم نشرها بالجريدة الر سمية لتأخذ نفس درجة الدستور والقانون المصريين .
وكانت هذه الشائعات المغرضة والكاذبة ليس من أجل ذلك الأمر الكذوب وإنما للمخالفة في الديانة أولاً وحصراً , وإلا فماهو الدليل لدي من حاول تشويه صورة مواطنين مصريين يدينوا بديانة مخالفة لديانة الأغلبية , من غير أن يكون تحت أيديهم وسمعهم وبصرهم أدلة قاطعة تدين البهائيين في ذلك , وإلا يكون من قال بذلك قد كان فاعلاً لهذه الأمور المنكرة التي تعاقب عليها الأديان , وتعاقب عليها الدساتير والقوانين ؟!!
إن روح القبيلة تأبي علي الناس إلا أن يكونوا منافقين كذابين أشرين , ولاتقبل منهم أن يكنوا صرحاء واضحين مسالمين مع المجتمع والناس والهيئات والمؤسسات , لأنها روح غبية عنصرية تقبل بمفهوم الهيمنة والسيطرة , ولاتقبل بمفهوم التعايش والسلام والطمأنينة الإجتماعية .
وفي النهاية أؤكد علي أن ماتم في هذا اليوم كان بتدبير من قبيلة الإخوان وقبيلة النظام داخل أروقة قبيلة الصحافيين والتي أديرت في هذا اليوم الأسود علي الحريات بمفهوم نظام القبيلة وليس بمفهوم نقابة الصحافيين , والتي تم التعارف بالفعل والقول علي أنها حصن الحريات !!
فهل ستظل نقابة الصحافيين حصن للحريات , أم أنها ستدار بمفهوم القبيلة ؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناريوهات خروج بايدن من السباق الانتخابي لعام 2024


.. ولادة مبكرة تؤدي إلى عواقب مدمرة.. كيف انتهت رحلة هذه الأم ب




.. الضفة الغربية.. إسرائيل تصادر مزيدا من الأراضي | #رادار


.. دولة الإمارات تستمر في إيصال المساعدات لقطاع غزة بالرغم من ا




.. بعد -قسوة- بايدن على نتنياهو حول الصفقة المنتظرة.. هل انتهت